لا.. لا نقبل الافتراء على منظمات المجتمع المدني

> المحامية/عفراء الحريري:

> بعد أن انتهى شهر الفضيلة والكرم ، وأيام التمنيات الطيبة بالخير.. حين نهذب أنفسنا فوق تهذيبها تهذيبا وأدبا ونتفرغ للعبادة ونملأ النفس صبرا على صبرها، وجدت أنه من الضروري الخروج رويدا من دائرة الصمت، والتخفيف من الصبر وانطلاقا من حقي الإنساني كما هو في عقيدتي الإسلامية وفي صكوك الشرعة الدولية وحق مواطنتي في الدرجة الخمسين، أشير إلى المفاجآت التي زفتها الصحف إلينا والخطابات فيما سمي بالمهرجانات واللقاءات بالمجتمع المدني المتعلقة بـ(مبادرة الرئيس)، ينبغي أن نوضح حقائق مهمة ليس للرأي العام فقط ولكن لفخامة الرئيس بذاته اعتبارا من كونه ولي هذه الأمة حفاظا على الديمقراطية - رغم الشك فيها- واعتبار المجتمع المدني دون استثناء شريكا في كل خطط واستراتيجيات التنمية وبناء الوطن وتقدم المجتمع - رغم تضييق هذه الشراكة في بعض منظمات المجتمع المدني والتي معظمها من العاصمة الرئيسية (صنعاء) وبعضها الآخر جمعيات، وهناك فرق بين الكيانين كما هو معروف في القوانين على مستوى العالم في هذا الشأن خاصة حين يتعلق الأمر بمناقشة (مبادرة الرئيس) وينبغي أن تناقش في إطار منظمات مجتمع مدني حقوقية / قانونية / إعلامية / نقابات / اتحادات ثم تأتي بعد ذلك جمعيات مكافحة الفقر وتمكين المرأة اقتصاديا والأسر المنتجة ...إلخ، ولكن نظرا للهوشلية وقصر مفهوم منظمات المجتمع المدني وعدم نضوجه في عقول جهابذة التنسيق والتنظيم لهذه الفعاليات يحدث دائما هذا اللغط المتعمد لتهميش منظمات المجتمع المدني المغضوب عليها خاصة في محافظة عدن.

فقد أقيمت فعاليتان تتعلقان بهذا الشأن إحداهما في محافظة عدن (حديقة مسجد النور في الشيخ عثمان في إحدى ليالي رمضان بتاريخ الثاني من أكتوبر يوم الثلاثاء بحضور محافظ عدن والأمين العام للمحافظة، ونشر الخبرفي صحيفة «الأيام» تحت عنوان (منظمات المجتمع المدني...)، والأخرى في محافظة تعز في ظهر يوم الخميس الرابع من أكتوبر من أيام الشهر الفضيل، وكان مفادها لقاء منظمات المجتمع المدني بفخامة الرئيس واتضح فيما بعد نقلا عن بعض الحضور أنها بيان لموافقة منظمات المجتمع المدني على مبادرة الرئيس.

ولأن لا شيء مطلق سوى الله - الواحد القهار- فإن كل الأمور والأشياء تظل نسبية بما فيها عنوان الخبر وصياغته أو الموافقة على البيان والتوقيع عليه .. فأنا من منظمة مجتمع مدني يعترف بها العالم ولا تعترف بها اليمن لم تتم دعوتها لا في الفعالية المقتصرة على محافظة عدن ولا إلى الفعالية العامة في محافظة تعز، والأمر ذاته حدث لبعض منظمات المجتمع المدني وتقريبا الأكثر ثقلا في الساحة اليمنية في مصداقيتها النسبية على الأقل .. فالتعميم في الحالتين لمنظمات المجتمع المدني هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا لأنه يسيء لمنظمات المجتمع المدني التي ما بدأ الناس يثقون بأعضائها وعضواتها وبأنشطتها وتبنيها لقضايا الناس.. فهذا بحد ذاته يسيء للمبادرة التي لدى الجميع ملاحظات حولها وعليها وبما فيها لأنها تخص شعبا بأكمله مازال يبحث عن مواطنة، فإذا به أمام مبادرة- ولا أقصد اللقاء المشترك - ولكن منظمات المجتمع المدني التي تعي وتدرك أن حقوق الإنسان ومصيره ليس (فتة تمر أو موز في مخبازة المطبخ السياسي تعصد وتعجن ثم تقدم للزبون) كما تم في حديقة النور في الشيخ عثمان حيث فوجئت بحشد جماهيري لأن ذلك الموقع في رمضان دائما يتواجد فيه حشد كبير من الناس، وأظنها كانت فرصة لقيام تلك الفعالية كي يعتبر الحشد المتسوق جزءا من منظمات المجتمع المدني يصفق ويصفر، وكعادتي في الفضول سألت، وكان الحشد لا يعلم شيئا، ولست أعني هنا الإطلاق، ولكن على الأقل مجموعة لا بأس بها من الشباب - وانتبهوا أيها السادة الشباب - الفئة الاكثركثافة في المجتمع اليمني والتي نهيئها للجهل وانعدام القيم ومعايير الاعتزاز بالذات والكيان من حيث لا ندري؟!

أو كما حدث في لقاء محافظة تعز حيث صدر البيان سلفا ولم ينته الأمرعند ذاك، بل موافقة قائمة منظمات المجتمع المدني .. أنا كمنظمة مجتمع مدني - قد يتفق معي البعض من المنظمات- لا شأن لي بموافقة المنظمات الحاضرة أو لماذا حضرت وكيف وجهت لها دعوة الحضور ولم توجه للبعض ...إلخ فتلك أمور معروفة في محافظة عدن ورحم الله منظمات تعرف قدر شأنها ونفسها!

ولكن أن تعمم الموافقة على المبادرة باسم جميع منظمات المجتمع المدني دون مناقشتها ودون حتى دعوتها، هذا لمن تهمهم الدعوة، فذاك ينبغي الوقوف أمامه لأن العالم قرية صغيرة سيعرف عاجلا أو آجلا بأننا لسنا منظمات مجتمع مدني وإنما منظمات سلطة تدعي المدنية والتمدن وقبل أن يعرف العالم ينبغي على الرأي العام (مجتمع العامة البسطاء) أن يعرف حقيقة الأمور ومن ضمنها حقيقة بعض منظمات المجتمع المدني التي تدعي العمل مع الناس ومن أجل الناس في كل شيء.. ألا يكفيه ما هو فيه وفقدانه الثقة بكل شيء إلا برحمة الله - عز وجل- فلا ينبغي أن تطلق المفردات والجمل، ولا نعمم فنلبس الحق بالباطل والباطل بالحق، ولنقل «إنها بعض منظمات المجتمع المدني...».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى