مسابقة المريسي الرمضانية من التوهج إلى الإنحسار ..مسابقة المريسي من أمسيات كروية مطرزة بالنجوم إلى مجرد إسقاط واجب ..دعوة مفتوحة لإنقاذ مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

> مسابقة كروية رمضانية تعتز وتتشرف بحمل إسم اللاعب الأغلى والأشهر في تاريخ الكرة اليمنية وسفيرها الأول في بلاط الكرة العربية، إنه أبو الكباتن اللاعب اليمني الدولي لاعب نادي الزمالك المصري الفقيد علي محسن المريسي الذي رحل عنا فجأة وهو يستعد للمشاركة في مهرجان اعتزال نجم وحدة عدن والفريق العسكري والمنتخب الوطني الكابتن عثمان خلب في السادس والعشرين من نوفمبر عام 1993م.

المسابقة الأهم

إن مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية تعد المسابقة الكروية الأهم والأشهر والأبرز خلال ليالي شهر رمضان الكريم، وأصبحت تقليدا كرويا يتكرر مع إطلاله الشهر الفضيل كل عام، ويحرص الاتحاد اليمني لكرة القدم في عدن كل الحرص على تنظيمها وإقامتها في موعدها المحدد ويتكبد من أجل تحقيق ذلك الكثير من العناء والجهد والبذل.

مراحل متباينة

لقد مرت مسابقة الفقيد علي محسن المريسي بمراحل متعددة ومختلفة ومتباينة تراوحت بين القوة والتهميش، حيث كانت بدايتها قوية وحماسية وجماهيرية، وسادت منافساتها الندية الواضحة والإثارة الشديدة والتنافس الساخن ويرجع السبب في ذلك في المقام الأول إلى الاهتمام الكبير الذي أبدته الأندية المشاركة في هذه المسابقة والتفاعل الإيجابي معها باعتبارها المسابقة الكروية الأبرز والأقوى التي يحتضنها أقدم وأعرق ملاعب اليمن والجزيرة والخليج العربي ملعب الشهيد الحبيشي في عدن في ليالي الشهر الفضيل النيرة التي تحولت بحق إلى أمسيات كروية بديعة وبهيجة ومطرزة بنجوم الكرة اليمنية التي حرصت الأندية على إشراكهم ضمن فرقها الكروية تقديرا وإجلالا واحتراما لذكرى نجم نجوم الكرة اليمنية الذي تحمل المسابقة إسمه الكريم، هذا من ناحية واعتبارها- أي المسابقة- من ناحية أخرى فرصة ثمينة وسانحة لتدشين مراحل الإعداد المبكر للفرق الكروية استعدادا لاستقبال الموسم الكروي الجديد، لذا فإن المسابقة حظيت بمتابعة الجماهير الكروية الغفيرة نظرا لارتقاء مستوى الأداء الفني للفرق بشكل جيد ومتميز لتواجد لاعبي الفرق من الصف الأول، ورغم أن دخول الملعب كان بتذاكر إلا أن الإقبال الجماهيري كان شديدا، حيث حرصت الجماهير الكروية على التواصل وبذل المال والوقت وبسخاء وعن طيب خاطر من أجل الاستمتاع بأمسيات كروية عالية الجودة، يتبارى فيها نجوم الكرة اليمنية لتقديم ألوان من المتعة الكروية الجميلة محققين بذلك الرغبة العارمة لعشاق المستديرة الذين لم يبخلوا وقدموا كل غالٍ ونفيس في سبيل قضاء لحظات كروية بالغة الإمتاع والروعة حافلة بفنون المستديرة الساحرة والمعشوقة، لذا كانت مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية في ذروة تألقها وبريقها ووهجها، وكانت بحق اللحن المميز وبهجة السمار في أمسيات رمضان الزاهية والمنيرة والمسابقة المتوجة على قمة المسابقات الرياضية كافة خلال ليالي الشهر الفضيل.

مرحلة الانحسار

ولأن دوام الحال من المحال، فإن مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية عاما بعد عام وخطوة خطوة وبالتدريج بدأت تفقد الكثير من حيويتها وبريقها وقدرتها على جذب المتابعة الجماهيرية لها، ودخلت مرحلة الانحسار وتبدد الحماس وقل الاهتمام بها وغاب تحليق نجوم الكرة اليمنية في سمائها لعدم قدرة فرع الاتحاد على إلزام الأندية إشراك هؤلاء النجوم ضمن فريقها للمشاركة في هذه المسابقة من جانب، وكذا عدم قدرة الأندية من جانبها على إلزام وإحضار نجومها للمشاركة ضمن فرقها، رغم أنهم يشاركون في مسابقات الفرق الشعبية طيلة شهر رمضان، حتى مدربي الفرق المعروفين فضلوا الابتعاد عن تدريب فرقهم الأولى في هذه المسابقة ربما لاعتقادهم الخاطئ بأن هذه المسابقة لاترقى إلى مستوياتهم العالية بالرغم من أنه لايوجد من هو أعلى وأكبر من أبي الكباتن الفقيد علي محسن المريسي، ولكنه زمن الانحسار والجحود والنكران وعدم الوفاء، حتى لقد بلغ الأمر ببعض أندية عدن الغياب والاعتذار عن المشاركة في مسابقة المريسي وبالمقابل حرصت أندية الصقر والرشيد ونصر الضالع والصمود وحسان وهلال أبين والشرارة والطليعة والمكلا وطليعة تعز وغيرها على المشاركة في هذه المسابقة في فترات عدة رغم بعد المسافة والكلفة العالية التي تدفعها عن طيب خاطر، فاستحقت بذلك التقدير والاحترام والتحية.

ولقد أصبحت عملية إقامة مسابقة المريسي الرمضانية أشبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر والسير على خيط مشدود، حيث ترك فرع اتحاد الكرة في عدن وحيدا يصارع في أكثر من جبهة، ولعل أبرزها جبهة البحث عن داعم وراع للمسابقة، في الوقت الذي تتدفق فيه الأموال وبسخاء حاتمي لرعاية مسابقات كروية هامشية، فيما ظلت مسابقة الفقيد المريسي تعاني العوز والكفاف والفاقة والاحتياج، حيث أن ما يرصد لهذه المسابقة من دعم وضعها في دائرة التقشف الشديد، ولولا تفضل وتكرم شركة المطاحن اليمنية (دقيق السنابل) في الأعوام الماضية بتقديم الرعاية والدعم للمسابقة لتم الإعلان الرسمي عن احتجاب وغياب وتوقف هذه المسابقة الكروية التي تحمل أعز وأغلى إسم رياضي حمل على عاتقه مهمة القيام بدور السفير الأول للكرة اليمنية في بلاط الكرة العربية وبكل الحب والفخر والاعتزاز..كما شكلت جبهة إعادة تأهيل إنارة ملعب الحبيشي (وهي أصعب الجبهات) المعضلة الكبرى في ظل الصمت المطبق لمكتب الشباب والرياضة في عدن وانعدام المبادرات الذاتية من قبل البيوت التجارية والمؤسسات والشركات والبنوك في عدن وما أكثرها، ولعل آخر عملية إعادة تأهيل إنارة ملعب الشهيد الحبيشي بكريتر كانت تلك التي قام بها وبشجاعة نادرة الأخ حسين إبراهيم النجاشي أيام تواجده على قمة مكتب الشباب والرياضة في عدن وبدعم كامل من الأخ فتحي سالم علي المدير التنفيذي لمصفاة عدن في عام 2003م، وبعد ذلك عانت إنارة الملعب الأمرين من الإهمال وعدم الاهتمام وانعدام الصيانة الدورية وتركها تعاني حالة (العشى الليلي) التي أدخلتها بمرور الوقت مرحلة متقدمة من (العمى الحيسي).

وهكذا تحولت مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية من أمسيات كروية بهيجة وممتعة وبديعة مطرزة بالنجوم إلى مجرد مسابقة كروية مملة وخالية الوفاض ومجرد إسقاط واجب ليس إلا..لذا فإننا من هنا نوجه دعوة مفتوحة لإنقاذ مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية وإعادتها إلى سابق وهجها وتألقها وحيويتها، وهذه الدعوى نوجهها إلى الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن والشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم والأخ رشاد هائل والأخ حافظ معياد والشيخ علي جلب والأخ فتحي سالم علي المدير التنفيذي لمصفاة عدن وم. عاتق أحمد علي محسن مدير عام شركة النفط في عدن وكل رجال المال والأعمال والبيوت التجارية والمؤسسات والغرفة التجارية والصناعية والبنوك للإسهام وتقديم الرعاية والدعم اللازم لإظهار مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية في أحسن وأفضل مظهر وبحلة قشيبة تليق بمكانة وسمعة وشهرة السفير الأول للكرة اليمنية.

نأمل الاستجابة السريعة لهذه الدعوة المفتوحة والتنافس والتباري فيما بينهم لتقديم الرعاية والدعم لهذه المسابقة الكبيرة، وأن يعتمدها الإتحاد اليمني لكرة القدم ضمن مسابقاته الرسمية وعلى الأندية العمل الجاد لإلزام لاعبيها الكبار للمشاركة في هذه المسابقة، وعلى مكتب الشباب والرياضة في عدن ممثلا بمديره العام الأخ جمال اليماني وكذا اتحاد الكرة في عدن تهيئة الأجواء المناسبة والقيام بالتحضير الجيد لاستقبال وإقامة مسابقة الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية في وقت مبكر وبشكل لائق ومشرف للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى