وللفن أسراره هل الفن يقودنا أحيانا إلى السياسة؟

> «الايام» فاروق الجفري:

> في بعض تعريفات السياسة أنها (فن الممكن) ويقسو عليها البعض بقولهم إن السياسة (فن خداع الشعوب)، ولكن بالإمكان القول إن الفن هو الرداء الأرحب الذي يستوعب السياسة وغيرها، أي أن الفن هو الأصل وما دونه الفرع، بمعنى الفن (الكل) والسياسة (الجزء).

والآن سندحل في صلب الموضوع ولنأخذ الفنان الراحل (محمد عبدالوهاب) الذي بدأ الغناء في العشرينات من القرن الماضي واستمر عطاؤه الغنائي حتى منتصف الستينات تقريباً، أما في مجال الموسيقى فاستمر عطاؤه حتى وفاته. وبهذا تكون الحقبة الزمنية التي أنجز خلالها مشروعه الفني تجاوزت نصف قرن خلالها سطعت نجوم في سماء الفن وأفلت نجوم وسادت مدارس فنية واندثرت أخرى، وعبدالوهاب في خضم ذلك كان يعمل بجد على إتمام ما بدأ.

ولكن خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة انتقلت مصر من الحكم الملكي الذي غنى له عبدالوهاب إلى الحكم الجمهوري الذي غنى له أيضا، ومن مرحلة ديمقراطية ليبرالية في ظل سيطرة بريطانية في مصر استمرت من عام 1882م إلى عام 1952م، حتى جاءت بعدها مرحلة جديدة اكتسبت شرعيتها من ثورة 23 يوليو 1952م، وتغير التاريخ السياسي جذريا ليس في مصر وحدها بل في معظم الدول العربية فانتشرت عدوى التحرر في بقاعه، وكان على الفن أن يواكب التحولات الجديدة في مصر بثلاثة اتجاهات، الأول التعبير عن ثورة 23 يوليو وتأكيد شرعيتها، والثاني التبشير بها وبإنجازاتها، والثالث التمجيد لرموزها وصانعيها. لقد ساهم عبدالوهاب في مجال الغناء والموسيقى بفعالية في التعبير عن ثورة 23 يوليو كما ساهم في مجال الغناء والموسيقى فريد الأطرش، وفي مجال الغناء أم كثلوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم.

لقد مات عبدالوهاب وفريد الأطرش وأم كثلوم وعبدالحليم حافظ، وذهب معهم زمن الغناء العربي الأصيل الجميل بأحلامه وتطلعاته وبأمانيه وطموحات فجره الذي تحطم قبل أن يولد النهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى