كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> مشروع الألف ميل لا يبدأ بخطوة واحدة.. وإنما بخطوات متلاحقة.. أي باستمرار هذه الخطوات أوسع وأقوى.. أي أن نوسع نفس الخطوة الواحدة.. وأن نتحرك إلى الأمام لا إلى الخلف.. وأن نتحرك في الاتجاه الصحيح.. وفي بلادنا ماتزال الأوضاع الاقتصادية صعبة ومعقدة وسوف تبقى كذلك طويلاً.. فالمشاكل تتضاعف بارتفاع الأسعار والبطالة وجمود حركة التنمية في التعليم والصحة وغيرها.. وهي مشاكل سوف تجعل مهمة الدولة صعبة.. بل في غاية الصعوبة.. فالأوضاع مستقرة على جمودها وعلى عجزها.. لا تطور فيها ولا تطوير.. ولابد أن نفعل شيئاً لأن استمرار الجمود معناه الموت.

> ويبدو أن ليس هناك نوايا صادقة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.. مع أن هناك قانوناً للاستثمار وفيه مزايا وتسهيلات للمستثمرين (مكتوبة على الورق) أبرزها منح الأرض مجاناً لأي مشروع تزيد تكلفته عن عشرة ملايين دولار.. وهذا القانون ليس جديداً.. ولابد أن الآلاف من المستثمرين في الداخل والخارج قد قرأوا هذا القانون وفهموه واستوعبوه لكنهم لم يصدقوه.. وإلا لماذا تخلف المستثمرون الأجانب عن الاستثمار في بلادنا؟.. أين هي التسهيلات والإعفاءات والضمانات والتعامل مع الهيئة من خلال (النافذة الواحدة)؟.. وأين هي بساطة الإجراءات المطلوبة لإقامة وتوسعة وتطوير المشروعات الاستثمارية؟.. مع عدم توفر الطاقة والمياه والصرف الصحي.. وعدم تأميم المشروعات والاستيلاء عليها أو حجز أموالها أو فرض الحراسة عليها إلا من خلال حكم قضائي.. وقضية رجل الأعمال المعروف (أحمد بن فريد الصريمة) معروفة ومازالت قائمة بالرغم من المحاولات الكثيرة والجهود المضنية في تحصيل مستحقاته المالية.. والدولة مصرة على ألا تدفع الديون التي عليها للمقاول الصريمة التي تصل إلى الملايين من الدولارات.. خصوصاً إذا أعفينا الدولة من قيمة الفائدة عليها منذ انتهاء أعمال المقاولة المنوطة بالمقاول المعروف (أحمد بن فريد الصريمة) في اليمن.

> وهناك شكوى أخرى من رجل الأعمال (طه حمود الهاشمي) الذي يعاني من البناء العشوائي والبسط بطريقة غير قانونية أو شرعية- كما ورد في رسالته- بين الحين والآخر على جزء من مساحة الأرض الفضاء الواقعة خلف سينما هريكن في عدن.. وكذلك أعمال البسط على المتنفسات والمساحات الخلفية والأمامية للعمارات رقم (30) (31) (32) الواقعة في شارع قاسم هلال بحي الجلاء (السفارات سابقاً) بمديرية خورمكسر.. مثل هذه التصرفات وهذه المعاملات من شأنها عدم تشجيع الاستثمار الأجنبي للاستثمار في بلادنا.. إذا كانت الدولة تتعامل بهذه الطريقة مع مواطنيها.

> وهناك قضايا كثيرة مماثلة تعيق المشاريع الاستثمارية الأجنبية من الاستثمار في بلادنا.. وقد تعودنا أن نستمع إلى ما يقوله المروجون للاستثمار في بلادنا وأن نصدقهم في صمت وعجز.. مع أننا لا رأينا شيئاً من ذلك الذي يقولونه.. ولذلك لا ندري ما الذي جرى لنا وما جار علينا.. وهذه هي المأساة.. أننا نتكلم كثيراً ونعمل قليلاً.. وبعد ذلك كأننا لا تكلمنا ولا عملنا.. أو كأننا لم نتعلم من الماضي لأننا ننسى ثم نشعر بالندم على الفرص التي ضاعت علينا.. لذلك تظل متاعبنا وهمومنا تلاحقنا دائماً.. وقد أصبح مستقبلنا ضائعاً مثل حاضرنا.. وإن كنا ننظر إلى الماضي البعيد ونبتسم.. فالماضي لن يعود.

> نريد استثماراً حقيقياً وصادقاً.. لا كلاماً في الجرايد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى