منتخب الشباب ينتصر لتطلعاتنا من بلد الصقيع ..الفضيل قيادة فولاذية تحقق العلامة الكاملة ..إنجاز رائع جاء من الممرات المغلقة سلاحه القدرات الخاصة

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
ما أروع الوصول إلى غاية أحسست بها منذ البداية ووضعت لها ما تحتاج وسرت على نهج مدروس مسطر في برنامج مكتمل لكل المحطات المزامنة للمسيرة خطوة بخطوة، تلك هي مفردات إنجاز كتيبة المدرب الوطني عبدالله فضيل في وصول منتخبنا الوطني للشباب إلى النهائيات الآسيوية الذي جاء من خلال المجموعة الرابعة التي استضافتها بلاد الصقيع والبرد أوزبكستان صاحبة البطاقة الأولى.

إن إنجاز الشباب الذي تحقق في وقت تعيش فيه كرة القدم عندنا التأرجح بين سقوط كبارنا وخيبات الأمل فيهم، وعلو شأن ناشئينا وشبابنا وفخرنا بهم.

وجاء هذا الموعد الخاص بهؤلاء الشباب وقيادتهم الوطنية بربانها ومخطط أمورها الكابتن عبدالله فضيل، ليؤكد أمورا عدة ما أحوجنا إليها ونحن نبحث عن مسارات التصحيح لوضعنا الذي وصل إلى حالات مزرية وعبثية، ونستطيع أن نقول إن الوضع الحالي تحديداً في منتخبنا الوطني أثبت أن هناك سوء اختيار واضح لمن تعطى لهم الكلمة الفنية، ودائماً ما تعجز عن إضافة الشي الذي نريده.

إنجاز عبر الممرات المغلقة

لا أحد يستطيع أن ينكر هنا أن منتخب الشباب الذي جاءنا بالخبر السار من بلاد الصقيع، قد عانى الأمرين وهو يستعد لاستحقاقه الآسيوي من خلال وضع البرنامج المعد من قبل إدارته الفنية على الرفوف وفي الأدراج المغلقة والتعامل بنوع من العشوائية التي غيبت كثيراً مما يحتاجه هذا المنتخب الذي كانت أول العثرات أمامه نقل التصفيات من صنعاء إلى أوزبكستان، ثم اضطر إلى خوض معسكر طويل في عدن ثم صدمة تعذر إقامة المباراة الودية مع عمان قبل أن تفرج أموره نوعا ما ويحظى بمعسكرين خارجيين في مصر وتركيا.

تلك المفردات كفيلة بهز المعنويات وإيصالها إلى الحضيض، ومع ذلك كان لهذه المجموعة حسبة أخرى عنوانها الصبر والتحدي وتعزيز الإرادة التي نلت الشرف بأن ألمسها من خلال التواصل مع هذا المنتخب وقيادته الفنية في محطات الاستعداد وخصوصاً عندما كان في عدن.

صعق أصحاب التيار المضاد الذي لايريد النجاح لأحد متناسيا أن هناك وطنا وعلما وأن ما يتحقق يحمل في ثناياه دائماً ذلك قبل الأسماء، وانتصرت الإرادة الفولاذية الحقيقية التي صبغت بما يملكه مدرب كبير ورائع إسمه عبدالله فضيل، ذلك المدرب الذي أوجد المناخ الخاص في أروقة المنتخب الكفيلة برفع الحجاب والساتر عن حالة التهميش حتى لاتأتي بتأثيرها السلبي على هؤلاء الشباب الذين كان معظمهم أصحاب كلمة في الإنجاز الذي تحقق لمنتخب الناشئين قبل عام ومع الجهاز الفني نفسه.

إذاً هي قراءة في العمق لما هو على ارض الواقع أجاد الفضيل التعامل معها حتى في ظل التشديد المرافق لعامل السن في منتخبات الفئات العمرية الذي أصبح ساري المفعول منذ هذا الموسم، فنال هذا المنتخب جزءا كبيراً من المعاناة عندما كان الفضيل يختار لاعباً من مباريات الدوري فيذهب إلى الفحص ليتم إبلاغه بأنه كبير، وهي حالات تكررت كثيراً جداً حتى في لاعبين شاركوا مع منتخب الناشئين أبعدتهم تلك الفحوصات عن مرافقة زملائهم، رغم أن الواقع الذي شهد عليه الكثيرون أثبت أن الأمور مفتوحة أمام الآخرين.

سر النجاح

جاء الصعود والتأهل الذي حققه شباب المنتخب ليكون لوحة أخرى نرسمها على مستوى الفئات التي ما بين حين وآخر تفرحنا وترفع شأننا وتؤكد أننا لانقل شأنا عن الآخرين، حتى الذين يفوقوننا في الإمكانيات، ولكن وبدون أدنى شك قد يحاول البعض الوصول بنعرات وعمى ألوان وميول في اتجاهات أخرى للتقليل من شأن هذا الإنجاز الذي وصل إليه هذا المنتخب على طريق فرش بالصعاب أكان هنا أم هناك، حيث دارت المنافسات وبأربعة منتخبات فقط شاءت الظروف أن يبدأ مشواره مع المضيف والخسارة منه، فكان بحق رائعاً وتعجز الكلمات أن تفيه حقه خصوصاً أنه كلاكيت مرة أخرى لمجموعة أوصلتنا قبل عام إلى النهائيات للناشئين واليوم للشباب.

الفضيل والعلامة الكاملة

الفضيل الذي كان صاحب الفضل في ما تحقق إنسان رائع ورجل حقيقي ومدرب كان يحمل الريموت كنترول ويرصد كل صغيرة وكبيرة متمسكاً بما لديه من قدرات ومقومات ترجمها في مشوار تدريجي طويل على مر السنوات كان تتويجها خلال عامين من الزمن، وضع نفسه من خلالها وفي فترة زمنية قياسية مع المنتخبات في مصاف الكبار بعدما حقق العلامة الكاملة في مشاركتين حملنا بهما إلى العلالي للتواجد بين كبار القارة .. إذاً هو نجاح باستحقاق لم يأت من بعيد لرجل نادر، نالت هذه المجموعة الفرصة والحظ بالتعلم منه ومما لديه فنياً وسلوكياً وشخصياً وانضباطياً ليكونوا عناوين إجادة حققت ما نتمناه.

للفضيل المدرب الإنسان حق بالتتويج الخاص في قلوبنا بعدما أسعدنا وكان وراء موعد آخر للفرح، ما أحوجنا إليه.

رفاق الغازي .. ما أروعكم!

لن أقدر على رص الكلمات التي تعطي الغازي ورفاقه حقهم بما حملوه معهم وهم قادمون من أوزبكستان، لذلك دعوني أقول لهم شكراً لجهودكم وتقديركم للمسئولية وقهركم الصعاب واستيعابكم لما هو مطلوب منكم، أنتم رائعون، أسعدتمونا وأفرحتمونا، سطرتم بالأداء الجميل ملحمة الصعود.. فهنيئاً لنا أمثالكم!

ما أروعكم وما أروع ما قدمتموه على أرض أوزبكستان لتضربوا موعداً آخر لنا ولكرتنا اليمنية للتواجد بين شباب القارة الصفراء.

في الوصول إلى النجاح كان هناك أيضاً عمل جماعي بالألفة والمحبة والاحترام سجله الجهاز الفني المساعد والطبي، فهناك الكابتن محمود عبيد مساعد المدرب والخبرة التي لعبت أدوارها بإتقان، والكابتن سعيد نعوم مدرب الحراس صاحب الجهود الرائعة، ومدير المنتخب عبدالسلام الغرباني وإداري المنتخب عمر البارك والدكتور عبدالرحمن شرجبي وعبدالسلام الأصبحي ومحمد رجب الذين كانوا حلقات في رابطة الإجادة.

مرة أخرى.. استفيدوا

باختصار شديد رسالة للقائمين، استفيدوا من هؤلاء أجمع فهم قادرون على أن يرفعوا من شأننا في ظل عجز العواجيز عن تلبية طموحنا بمن يديرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى