الوظائف .. الفتنة

> عبدالرحمن خبارة:

> أكدت أكثر من صحيفة صادرة في اليمن في الأسبوع الماضي أن أحداث مديرية عسيلان محافظة شبوة تعود إلى خلفية مطالب الأهالي ومن أبناء قبيلة بالحارث إعطاءهم الأولوية- وهذا من حقهم- في التوظيف لأنهم مجاورون لمنطقة الاستكشاف.

> وجاء الحادث بعد أن رفضت الحراسة الأمنية إدراج آليات تتبع مقاولاً مصاباً بالشلل مما أحدث صراعاً أطلقت فيه النيران بكثافة وتطورت الأمور إلى اتساع الاشتباك والحصيلة 19 بين قتيل وجريح!

> لقد نبهنا من هذه الزاوية أو العمود ونبه غيرنا في صحيفة «الأيام» إلى «الأخطاء التي ترتكبها السلطة وخاصة بعد حرب صيف 1994 من حرمان الأهالي وخاصة أبناء المحافظات الجنوبية من العمل في شركات النفط وغيرها من الشركات واستجلاب موظفين من أهل الثقة من محافظات شمالية».

> وهذا هو الخطأ بعينه.. وقديماً قيل «قطع الرأس ولا قطع المعاش» إنه بمثابة دعوة للفتنة تطلقها هذه السياسة العرجاء التي تمارسها الدولة والحكومة تحت حجج وبراهين زائفة وتحت شعارات خطيرة «دمغرفة السكان» أو دعاوى سخيفة «الاندماج الاجتماعي»!!

> في كل بلاد الدنيا تعطى الأولوية للوظائف لأهالي المنطقة أو المحافظة، واستقدام موظفين من خارج المحافظة وحرمان الأهالي يمثلان دعوة لسيادة البغضاء والكراهية.. وما تم في مديرية عسيلان يعطي الدليل الأقوى لزيف هذه الشعارات المعادية للناس.

> وكنا قد ذكرنا في أكثر من عمود استيلاء موظفين وكادر من خارج معظم المحافظات الجنوبية على %97 من الوظائف القيادية في هده المحافظات وهذا مما زاد الطين بلة لزيادة مساحة الاحتجاج والرفض، وتجري تلك السياسات الخاطئة وكأن هذه المحافظات خالية من الكوادر.. فكيف ينسى رجال السلطة أن في هذا الجزء من الوطن كانت توجد دولة تزخر بالكوادر وفي جميع التخصصات؟!

> وما لم تكف السلطة اليمنية عن ممارسة هذه الأخطاء الشنيعة وتبادر يتصحيح الأمور في إعطاء الأولوية في العمل لأبناء كل محافظة فإنها مبرراً لمزيد من إشعال الحرائق.. وخاصة أن نسبة البطالة تزداد يوماً بعد يوم وتصل في محافظات مثل أبين وشبوة إلى %54 من مجموع القوى العاملة وبشهادة مؤسسات دولية.

> ويتضح لنا يوماً بعد يوم أن السلطة اليمنية لا تعبأ بما تتناوله الصحف وتسير في طريق العناد والعنجهية والغطرسة.. في بلد مشلول مصاب اقتصاده بأزمة حادة ليس لها مثيل..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى