كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> العالم كله يتغير كل يوم.. وهناك عادات وتقاليد وأساليب في الحياة تتغير أيضاً مع احتياجات الإنسان.. وعادات وتقاليد وأساليب أخرى تبقى ثابتة لا تقبل التعديل أو التغيير.. وقد ألفها الإنسان واعتاد عليها ومن الصعب أن تجد قبولاً عنده إذا هي تغيرت وخرجت عن المألوف.. ومن المؤكد أن كثيراً من هذه الأساليب في الحياة هي ثمرات لبذور غرست في كياننا .. ولا يمكن أن ننسى ذلك أو نتخلى عنها. بل ومن الصعب أن نغيّر التقاليد والعادات التي ترسبت فينا وفي المجتمع الإنساني.. وإذا ظهرت ممارسات جديدة لم يألفها الإنسان لا يمكن أن تطغي على القديم.. فإن القديم سوف يقاوم ويتحمس له الناس.. وهو الذي يسود إذا كان في مصلحة الناس.

> ولابد أننا أصبحنا أمام سلوك جديد وظاهرة جديدة هذه الأيام.. أو أننا أمام مشكلة غريبة.. ومشكلتنا هي بكل بساطة مع إدارة التلفون في عدن التي وجدت الراحة في أن تجعل عذابنا مألوفاً لديها -مألوفاً أكثر من اللازم- فقد كانت إدارة التلفون تتعامل مع المشتركين بأن ترسل فواتير التلفون إلى بيوتهم عبر البريد مثل فواتير الكهرباء والماء.. ولكنها للأسف الشديد بدأت تمارس سلوكاً غريباً.. امتنعت عن إرسال الفواتير إلى المشتركين عبر البريد.. وربما اعتقدت إدارة التلفون أن إرسال الفواتير عبر البريد من علامات الرفاهية للمشتركين.. وكأنها لا تدري أن التعامل مع البريد ليس ترفاً وإنم هو ضرورة ملحة.

> إن هناك سخطاً شديداً بين الناس وهم ينتقلون من مناطقهم في محافظة عدن فوق الباصات أو سياراتهم الخاصة أو سيارات الأجرة الأخرى إلى مقر إدارة التلفون في المعلا.. حيث يتجمعون بالمئات في نهاية كل شهر لكي يستلموا فواتير التلفون من النافذة ثم يتحركون إلى النافدة الأخرى لتسديد المبالغ التي عليهم أو إعادة الحرارة المفصولة فجأة عن تلفوناتهم .. وفي مواجهة هذا العنت والعذاب يقف الناس وهم يتزاحمون بالأيدي والمناكب ولا يشعرون بالامتنان لإدارة التلفون بسبب ضيق المكان والزحام الذي يخنقهم ويصد نفوسهم ويملأ قلوبهم بالغيظ والسخط والحنق من هذه المعاملة غير الإنسانية.

> ويبدو أن إدارة التلفون لا تعرف أنها مرفق (خدماتي).. ويجب عليها تقديم كل الخدمات وتسهيلها للمشتركين وتوصيل فواتير التلفون عبر البريد إلى بيوتهم مثل الكهرباء والماء تماماً.. والحمد لله أن عدن مدينة حضارية ومخططة وشوارعها وبيوتها مرقمة ومعنونة وأهلها قد تعودوا على التعامل مع البريد أكثر من مائة عام.. وساعي البريد بحكم خبرته الطويلة ومعرفته بالشوارع والبيوت يقوم بواجبه بتوصيل الرسائل والحوالات والفواتير والطرود وغير ذلك سليمة إلى عناوينها مع تقديرنا واحترامنا.

> إن العالم يتغير إلى الأمام وإدارة التلفون تشدنا إلى الوراء.. وإلا كيف نفسر اهتمام إدارتي الكهرباء والمياه في توصيل الفواتير إلى بيوت المستهلكين عبر البريد.. وتمتنع إدارة التلفون عن فعل ذلك؟.. هل عذاب الناس من طبيعتها؟.. وهل تجد لذة ومتعة في هذا العذاب؟ .. إن وسائل الاقتراب والتواصل قد تطورت في العالم.. وأصبح الناس يتعاملون مع المؤسسات والمراكز والبقالات والمطاعم وغيرها عبر البريد والتلفون والكمبيوتر.

> تحية خالصة لإدارتي الكهرباء والمياه. وعلى إدارة التلفون مراجعة نفسها!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى