أين العسل الأصلي؟

> الشيخ/ محمد علوي السعدي:

> طالعتنا صحيفة «الأيام» في عددها 5241 الأربعاء 7 نوفمبر بمقالة للأخ د. العسلي بعنوان (حبتي وإلا الديك) تلك المقالة المعبرة عن رأي صاحبها عما يعتلج في نفوس الصاعدين في سلم الاستعلاء الذين يريدون قطع دابر الحراك السياسي الجماهيري على الساحة الجنوبية للمعتصمين والمتظاهرين سلمياً بشتى الوسائل الممكنة .

كما سبق أن اطلعنا على مقال تحت عنوان (الوحدة أم والانفصال خالة) بتاريخ 25 سبتمبر 2007م.

ورداً على المقال الأخير نقول للأخ العسلي : لا الحب حبة واحدة كما أشار ولا الديك هو الذي سطا عليها وابتلعها ولا الحزب الاشتراكي الذي يعنيه هو صاحب الحبة.

فالحبة التي يعنيها ليست حبة وإنما هو محصول حب سنوات طوال .

ومن أجل تفهيمك يا عسلي بما نقول لك فإن الذي سطا على المحصول لسنوات طوال ليس الديك بل هي جماعة الغربان لأن من طبيعتها السطو والاعتداء على محاصيل البلد.. ليس محاصيل الحب فحسب بل لأي محاصيل كانت من مواد الأطعمة النباتية والحيوانية لأنها تشرك في غذائها ما بين نباتية ولحمية حيوانية.. وهي تسطو حتى على جروح المواشي تنقرها وتأكل منها وهي واقفة أو ماشية أو زاحفة. كما تسطو على أعشاش الطيور لتشرب بيضها وتأكل فراخها وترهب كبارها بأذاها وتزعجها.

ومن طبيعة الغربان الخبث والتوجس والمغامرة براً وبحراً وجواً وهي تغير جماعة لغرض الإغارة والفتك ولكنها عندما تلقى الفرائس كل غراب منها يستأثر بما يحصل عليه وينهبه لنفسه.. ومن حراكها الجنوني وسوادها الحالك سميت غراب الشؤم وقد قيل هذا البيت الشعري في الغراب (إذا زعم الغراب بخير يوم/ فأين الخير من وجه الغراب).

أما الديك الذي يتهمه العسلي بابتلاع الحبة فهذا اتهام باطل لأنه ليس من طبيعة الديك السطو أو الاعتداء بل من طبيعته الألفة والشجاعة والإقدام عند كل طارئ وعزة نفس والانشغال بما يرضي الجماعة والذود عنها وتقديم الأكل الذي يجده بجهده لها دون أن يأكل هو شيئاً أثناء أكلها بل يبقى واقفاً شامخاً راضياً بما قدمه وإذا ما حصل تحد فإنه يبادر بالمواجهة حتى الموت لكي يحمي حدوده التي لا يتعداها إلى سواها، وهكذا نكون قد أفلحنا في تبرئة الديك من التهمة .

أما حركة الشارع واحتجاجه السلمي فسوف تبقى مستمرة مادامت الضرورة والمعاناة وعدم المساواة تدعونا لذلك من دون الحزب الاشتراكي الذي يتهم باطلاً كما هي العادة ولا تعلم ولا تتذكر يا أخانا العسلي أنه هو الذي أوصل لك كل شيء إلى باب دارك من دون عناء .

وأنا لست من الحزب الاشتراكي ولا أتحدث نيابة عنه ولكن بحكم اطلاعنا على الأحداث منذ البداية تكونت لدينا خبرة ومعرفة لما يجري ولم يكن جوابي هذا إلا لمعرفتي بأن توجيه كلامكم ليس للحزب الاشتراكي وإنما لكافة الناس في الجنوب الذين يؤمنون بالقضايا العادلة والمصيرية التي يتوجب الوقوف أمامها مهما كانت الصعوبات .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى