عدد ضحايا عاصفة بنجلادش يتخطى ثلاثة الاف والملايين يعانون

> داكا «الأيام» أنيس أحمد :

>
بعد مرور اربعة ايام على الإعصار المدمر سدر الذي قتل أكثر من 3000 شخص في بنجلادش جاهد عمال إنقاذ أمس الإثنين للوصول إلى مناطق معزولة على طول ساحل البلاد المدمر وسلموا مساعدات لملايين الناجين.

وقال رجل الإنقاذ محمد سليم في اقليم باجرات وهو من أكثر المناطق تضررا "المأساة تتضح أكثر كلما انتقلنا من قرية مدمرة إلى أخرى." وأضاف "غالبا ما يبدو الأمر وكأننا في واد للموت."

وقال الملازم أول معين الله شودري للصحفيين في داكا إن محصلة الضحايا المؤكدة بسبب الإعصار وصلت أمس الإثنين إلى 3113 وهناك 3322 مصابا و1063 مفقودا.

وأضاف "إن طائرتين من طراز سي-130 من سلاح البحرية الأمريكية وصلتا إلى داكا ليلة أمس الأول محملتين بإمدادات طبية.

وقالت تقارير إعلامية إن محصلة الضحايا تخطت بالفعل 3500 قتيل ومن المرجح أن تواصل الارتفاع بشدة.

وقال مسؤول حكومي أمس الإثنين "نحاول الوصول في أسرع وقت ممكن لجميع المناطق المتضررة على طول الساحل المترامي الأطراف وحينئذ سنعلم على وجه التحديد عدد القتلى جراء الدمار."

وأعلنت الحكومة أنه في حين أن الأمر سيتطلب أياما عدة لتحديد عدد القتلى والمفقودين فإن نحو ثلاثة ملايين ناج تم إجلاؤهم من المناطق المنخفضة أو من الذين دمرت منازلهم وقراهم سيحتاجون للمساعدة.

ويخشى القائمون على تقديم المساعدات ان يؤدي نقص الامدادات الغذائية ومياه الشرب والادوية إلى تفشي الامراض.

واستجدت بعض الأسر المكلومة الاكفان لدفن ذويها الذين لقوا حتفهم. وفي بعض المناطق دفنت الجثث في مقابر جماعية.

وقال مراسلو رويترز في المناطق المنكوبة انه يجري اكتشاف جثث في كل ساعة في الانهار وحقول الارز وتحت الانقاض.

وتوجه فخر الدين احمد رئيس الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش جوا إلى المناطق المدمرة أمس الإثنين لطمأنة الضحايا بأن إدارته ستقدم العون الكافي.

وقال في باتوخالي وهي من أكثر المناطق تضررا أيضا "شجاعتكم في مواجهة كارثة مثل الإعصار والفيضانات تعطينا القوة وتزيد ثقتنا في قدرتنا على فعل أفضل ما نستطيع."

وتحاول سفن وطائرات هليكوبتر عسكرية الوصول الى الآلاف ممن يعتقد أن السبل تقطعت بهم على جزر في خليج البنغال وفي مناطق ساحلية لاتزال مقطوعة بسبب العاصفة المدمرة.

وقالت منظمة وورلد فيجن وهي واحدة من ضمن جماعات غير حكومية عدة تعمل على مساعدة الناجين أمس الإثنين إن 1000 صياد لايزالون في عداد المفقودين.

وقال صياد على جزيرة دوبلاركار "الكثير منا تسلقوا الأشجار في غابة سوندربان لكنني سقطت في فزع عندما رأيت نمرا أسفل مني. بعد ذلك جرفتني الأمواج بعيدا نحو الغابة ووجدت نفسي حيا عندما انتهى الإعصار."

وتضررت غابة سوندربان الإستوائية بشدة وهي موقع من مواقع التراث العالمي ومأوى نمور البنغال الملكية المهددة بالانقراض. وقال مسؤول بالغابة إن الإعصار أتلف ما يزيد على 30 ألف هكتار من الأشجار لكنه لم يستطع تحديد عدد الحيوانات النافقة.

وقال إس إم نور العلم منسق أمانة الساحل وهي منظمة غير حكومية في كوكس بازار إن نحو 5000 صياد من كوكس بازار والجزر القريبة ذهبوا إلى دوبلاركار في الاسابيع الأخيرة.

وقال افتخار أحمد شودري مستشار الحكومة للشؤون الخارجية أمس الإثنين إن السلطات اتخذت جميع الإجراءات استعدادا للإعصار سدر.

وأضاف في بيان "وبرغم هذه الخطوات حدثت خسائر مروعة لايزال تقييمها جاريا. وسنرحب بمساعدات المجتمع الدولي."

وقالت وزارة الخارجية في داكا إن عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبد الله أعلن تقديم منحة قدرها 100 مليون دولار للضحايا. وسترسل الرياض أيضا بالطائرات 300 طن من الغذاء ومواد الإغاثة.

واجتاح الاعصار سدر الساحل الجنوبي لبنجلادش في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي برياح بلغت سرعتها 250 كيلومترا في الساعة أحدثت أمواجا بلغ ارتفاعها خمسة امتار.

وعقب الإعصار تطفو جثث آدميين وحيوانات نافقة فوق الانهار وتملأ رائحة الموت الهواء,ويحاول افراد التعرف على اقاربهم وانتشال جثثهم ودفنهم دون المراسم الجنائزية المتبعة عادة.

وقال مسؤولون في المناطق المتضررة إن محصلة القتلى التي أعلنتها الوزارة تقل كثيرا عن الرقم الحقيقي. وقالت وكالات إغاثة إن المحصلة قد تتخطى عشرة آلاف.

وقال أنور بانشايت في باجرات "قتل نحو 2000 شخص في منطقتي وحدها."

والعاصفة هي أسوأ عاصفة تضرب بنجلادش منذ عام 1991 عندما تسبب إعصار وموجة مد بحري نتجت عنه في مقتل نحو 143 ألفا.

ويعتقد أن خطة أكثر تطورا لمواجهة الكوارث تتضمن ملاجئ من العواصف بنيت على طول الساحل أسهمت في انقاذ مئات الارواح.

وقال مصور رويترز رفيق الرحمن إن "حجم الدمار لا يصدق."

وأضاف "في مساحة 7 كيلومترات قطعتها هذا الصباح لم أر منزلا واحدا سليما. لم يبق سوى بعض الأشجار بلا أوراق وكلبين لأتذكر أن هذه كانت قرية ذات مرة."

ووجهت الأمم المتحدة نداء لتقديم المزيد من المساعدات لإنقاذ الأرواح في بنجلادش.

ويقوم وفد من 12 شخصا من الأمم المتحدة بزيارة لبنجلادش لتقييم الخسائر ومتطلبات العون. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للمنظمة الدولية "تقارير التقييم المبدئي تصف الوضع بأنه قاتم وخطير مما يستدعي إطلاق نداء أكثر شمولا من أجل المساعدة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى