استراتيجيات مقلوبة .. كلما تقدمنا خطوة رجعنا خطوتين

> علي عمر الهيج:

> لايوجد شيء اسمه استراتيجية وخلاص .. بمعنى استراتيجية ذات أصناف مختلفة، فأي من الاستراتيجيات تلك التي جاءت ؟

هناك استراتيجية فاعلة واستراتيجية قاحلة واستراتيجية فاشلة .. عندما يتقدم الناس ليطالوا المعيشة بيسر وسكينة وتهاجر عنهم المآسي والمعاناة فترتفع مدخولاتهم فإن هذه هي الفاعلة .. وعندما يظل الناس على المستوى المعيشي نفسه فلا تتزحزح خطواتهم نحو المقدمة وتظل مدخولاتهم ثابتة وتظل المعيشة على نمطها السابق فهذه هي الاستراتيجية القاحلة .. أما عندما تشتعل المعيشة وتتضاعف المآسي فترتفع الأجور شبراً وتلتهب المعيشة أذرعاً وأذرعاً فتموت الزيادة في أول سلعة، بل ويتعذر على المواطن أن يطال سلعة كان يصل إليها سلفاً .. فإن هذه هي الاستراتيجية الفاشلة .. وبالتالي فهي لا تحقق الهدف الذي كان يسعى إليه الناس .

والاستراتيجية التي لا تضع في دارستها حركة المعطيات ومتطلبات التقدم والحراك وإمكانية التحسن، لا يمكن إلا أن نسميها فوضى وعشوائية.. والبرامج التي لا توظف ولا تدرس مكامن الخلل والفجوات حتى تضع لها بدائل وحلولاً ناجحة، فلا يمكن أن نسميها برامج فاعلة بل استراتيجيات وبرامج فاشلة وقاتلة .

ثم إنني حتى اللحظة لم أفهم ما علاقة تحسين معيشة الناس البسطاء ورفع مرتباتهم بمستوى المناصب والدرجات الوظيفية العالية .. بمعنى «فين الشبعان بازيده والفقير بكسر إيده».

هذه معيشة مشتعلة والحرائق فيها طالت كل الأسر والعائلات والبسطاء الذين يشكلون القاعدة العريضة الأكثر تضرراً.. فهؤلاء يتمرغون في الوحل ويكابدون المآسي والويلات، فينبغي أن تأتي الاستراتيجية من أجلهم .

العدالة والاستراتيجية الفاعلة أن يحدد مبلغ مقطوع لكل الناس ولنقل بالمتوسط عشرين ألف ريال أو خمسة عشر ألف ولا نعتقد أن هذا سيضر بأصحاب الوظائف والمناصب العليا.. وإذا كان لابد من تسويات وترقيات أخرى فلتأت حسب المناصب والوظائف العليا .. ليحصل المسؤول على زيادة حسب درجته والمواطن كذلك .. المهم أن يكون هناك مدخل ومتنفس للمواطن من خلال المبلغ المقطوع .

أما ما استجد مؤخراً فلا يعد إلا استراتيجية مقلوبة بكل المقاييس .. تصوروا أن الزيادة للوظائف العليا تقدر بثلاثين ألف ريال وما فوق فيما المواطن الذي يقبع في أسفل الهيكل سيتقاضى (ستمائة ريال) وخاصة في أسفل الهيكل.. يا لها من عدالة .. ويا لها من عجائب .. ما قيمة هذه الاستراتيجية إذا جرجرت المواطن إلى الخلف وضاعفت معاناته.. انتظروا الإجابة في الاسترايجية القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى