الزكام والأنفلونزا وسبل الوقاية منهما

> د. مهيب عوض عباد:

> لكل مرض من الأمراض المعدية فصل من فصول السنة يزداد انتشاره فيه عن غيره من الفصول ، نظراً لتوفر الظروف التي تسهل انتشاره وانتقاله في ذلك الفصل، في الشتاء يكثر السعال والزكام والعطاس، مما يساهم في زيادة تكاثر الميكروبات في الرذاذ، أي في تلك القطرات التي تخرج على شكل إفرازات من الفم والأنف عند الكلام أو السعال والعطاس. ويتسبب هذا المرض عن فيروس يوجد في إفرازات الجهاز التنفسي.

كيفية انتقال العدوى:‏

المعروف في الشتاء أن الناس تسعى إلى التماس الدف‏ء حيث يعمدون إلى إغلاق نوافذ وأبواب البيت، وهذا يلعب دوراً كبيراً في امتلاء أجواء البيت بالقطرات الحاملة للجراثيم الصادرة عن الشخص المصاب وهذا يساعد في انتقالها مباشرة إلى شخص سليم، ومن جهة أخرى إن استعمال أدوات سبق استخدامها من قبل شخص كالمناديل أوالمناشف يتسبب في انتقال العدوى، وقد يتضاعف المرض فيؤدي إلى النزلات الشعبية أو الالتهابات الرئوية.

تظهر علامات وأعراض الزكام والأنفلونزا على الشكل التالي:

-1 ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم وشعور بأوجاع عامة فيه. -2 تعتري المريض في كثير من الأحيان قشعريرة وفقدان شهية.‏ -3 رشح وانسداد في الأنف، لذا يجد الشخص المصاب صعوبة في التنفس، وربما تنتقل العدوى إلى الأذنين، والجيوب الأنفية والعينين.‏ -4 قد تصل العدوى إلى الحلق فتسبب آلام الحلق وبحة في الصوت.‏ -5عندما تنتشر العدوى في الممرات الهوائية والرئتين، فإنها تتسبب في الالتهاب الشعبي والالتهاب الرئوي.-6 يعاني البعض من حالة تعب تبقى عدة أسابيع بعد الإصابة بالمرض.‏ -7 يدوم المرض من 3 إلى 7 أيام إذا لم تحصل أية مضاعفات.‏

للوقاية من الزكام والأنفلونزا علينا:‏

الابتعاد عن الأماكن العامة المزدحمة.‏ تجنب الاقتراب من المصابين بالرشح والابتعاد عن أنفاسهم (على الأقل 90 سم) وعدم استعمال الأدوات التي يستعملونها.‏ الإكثار من تناول أطعمة مغذية وخاصة الفاكهة والخضار الغنية بفيتامين C مثل الليمون الحامض والبرتقال.‏

شرب السوائل الساخنة مثل شربة الدجاج- القرفة - الزنجبيل - النعناع - الشاي الخفيف مع الليمون.

عند الإصابة بالمرض يجب الخلود إلى الراحة وعدم التعرض للتيارات الهوائية الباردة بالإضافة إلى أخذ مخفضات الحرارة والمسكنات ومضادات السعال والمضمضة والغرغرة بالماء والملح، وذلك لتجنب حدوث مضاعفات.‏تهوية المنزل بشكل يومي وذلك من خلال فتح النوافذ لفترة قصيرة.‏ استعمال المناديل عند السعال والعطاس.‏

وإذا تفاقمت نوبة الزكام ينبغي الذهاب إلى الطبيب الذي يمكنه وقف المضاعفات وعلاجها في وقت مبكر قبل أن تستفحل. وغالباً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية للحد من آثار المضاعفات البكتيرية.‏

الأنفلونزا والحج:

يتزامن هذا العام موسم الحج مع موسم الأنفلونزا، حيث يساعد الازدحام والاجتماع في أماكن محددة أثناء فترة الحج على انتقال العدوى, وأكثر أنواع العدوى التي تنتشر في الحج هي المتعلقة بالأذن والأنف والحنجرة.

حيث إن أمراض الحج المتعلقة بالأذن والأنف والحنجرة هي غالبا أمراض التهابية, ويبدأ الأمر بالأنفلونزا نتيجة أي تعب يصحبه ارتفاع في درجة الحرارة وسيلان بالأنف يعقبه التهاب في البلعوم أو اللوز, وقد تحدث التهابات في الأذن الوسطى, وإذا أهملت تسبب ثقبا في طبلة الأذن.

والإصابة بالأنفلونزا الناجمة عن انتقال العدوى خلال ازدحام الحجاج هي من أكثر الأمراض التي تصيب الحاج، ومن مضاعفاتها المحتملة.. تطور حالة الإصابة بالأنفلونزا إلى التهاب الشعب الهوائية الذي يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية الذي قد يؤدي إلى التهاب رئوي حاد يتطلب وضع المريض في العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي.. لذا على الحاج سرعة استشارة الطبيب المختص في حالة إصابته بها.

كما تحدث كثيراً التهابات الحلق أثناء أداء فريضة الحج وذلك أيضا بسبب الزحام الذي يؤدي إلى العدوى الفيروسية التي تصيب الحلق.. لذا وجب على الحاج تناول أدوية مهدئة لاحتقان الحلق مثل الغسول الموضعي (الغرغرة) وشرب كثير من السوائل الدافئة, ويجب على الحجاج تغطية أنوفهم وأفواههم بالقماش أو حتى بالأقنعة الطبية الواقية وتجنب استعمال الملاعق والكأسات والمناشف الخاصة بالغير ومحاولة تجنب الحرارة والزحام الشديد.

كما إن من الأسباب الرئيسية للإصابة بالعدوى هو ضعف مناعة الجسم أثناء تعرضه للجرثومة. ومن أسباب ضعف المناعة للجسم أثناء الحج على سبيل المثال هي: عدم النوم وراحة الجسم فترات كافية, العطش ونقص شرب السوائل, تناول الأطعمة الجافة أو المعلبة الخالية من الفيتامينات بالإضافة إلى الازدحام الشديد واستنشاق الأتربة.

لذلك يجب علينا أثناء الحج أن نراعي فترات النوم وراحة الجسد كلما أمكن ذلك, وأن نتجنب العطش ونكثر من شرب السوائل والعصائر, وأن نتزود بالفاكهة والخضروات الطازجة المحتوية على الفيتامينات أو نتناول أقراص فيتامينات يصفها الطبيب المختص, كما يجب تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة ازدحاما شديدا وكذلك ضرورة تغطية الأنف والفم أثناء التواجد في أماكن بها أتربة, كما يجب استخدام سجادة صلاة خاصة بالحاج فقط وذلك لتجنب الإصابة بالعدوى أثناء السجود في الصلاة واستنشاق السجاد وما به من فيروسات تؤدي للإصابة.

يعتبر التلقيح السنوي ضد الأنفلونزا إحدى وسائل الوقاية المتوفرة. فهو لقاح سهل التحمل، آمن، وعالي الفعالية بشكل عام. وتشير بعض المعطيات إلى أن حوالي 440 ألف حالة أنفلونزا لدى الحجاج يمكن تفاديها في السنة باستعمال اللقاح.

وإذا كان التطعيم ضد الحمى الشوكية أصبح إلزامياً لكل الحجاج إلا أن وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية توصي أيضاً بتلقيح الحجاج ضد الأنفلونزا، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، أي كبار السن، ذوي أمراض الرئة والجهاز التنفسي، السكري، وأمراض القلب أو الكلى أو الكبد.

لذا فنحن نحث وزارة الصحة على توفير لقاح الأنفلونزا لما لذلك من أثر كبير في التقليل من معدل المرض بين الحجاج ومن معدل انتشار المرض في البلد بعد عودة الحجاج.

اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة

محاضر بكلية الطب-جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى