«الأيام الرياضي» تحتفي بالذكرى 14 لرحيل الفقيد أبوالكباتن علي محسن مريسي ..ما تيسر من سيرة سفير الكرة اليمنية الأول ولاعب القرن الكابتن علي محسن المريسي

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

> اليوم الاثنين 26 نوفمبر 2007م .. تمر علينا 14 عاما على رحيل فقيد الرياضة والكرة اليمنية أبوالكباتن علي محسن المريسي الذي رحل عن عالمنا في 26نوفمبر 1993م وهو يستعد للمشاركة في مهرجان اعتزال أحد أبنائه الكابتن عثمان خلب.

وفي زمن الجحود والنكران والنسيان والتجاهل لم يكن غريبا أن تمر هذه الذكرى مرور الكرام وأن لا يهتم أحد بإحياء والاحتفاء بالذكرى الرابعة عشرة لرحيل لاعب بحجم وسمعة ومكانة نجم النجوم ولاعب القرن العشرين والسفير الأول للكرة اليمنية في بلاط الكرة العربية وأفضل من أنجبت الملاعب اليمنية والعربية على الإطلاق ونجم الزمالك الأشهر فقيد الرياضة والكرة اليمنية أبو الكباتن علي محسن المريسي فلا وزارة الشباب تذكرت ولا الاتحاد اليمني لكرة القدم استرعته هذه الذكرى ولا مكتب الشباب واتحاد الكرة ونادي الميناء الرياضي أحسوا وشعروا بها، فالكل كانوا عنها معرضين وغافلين ويا لهذا الزمن الردئ.. ولم ينقذ ماء وجه الرياضة والكرة اليمنية سوى تلك البادرة الإنسانية اللافتة التي تبناها منتدى الروضة الثقافي التابع لنادي الروضة الرياضي الثقافي بمدينة الروضة (القلوعة) بعدن، هذا النادي الفقير بإمكانياته الغني بشبابه وأحاسيسه الانسانية ومشاعره الفياضة كل ذلك دفعه للتصدي وبشجاعة نادرة للإحتفاء الشامل والمتعدد المظاهر والجوانب بالذكرى الرابعة عشرة لرحيل الفقيد الغالي أبوالكباتن علي محسن المريسي والذي يستضيفه منتدى الروضة الثقافي بمقر النادي بمدينة الروضة القلوعة مساء بعد غد الأربعاء 28 نوفمبر الحالي والمتوقع أن يشهد المنتدى حضورا رياضيا مكثفا من مختلف المشارب والألوان الرياضية، وهذا الاحتفاء الشامل سيتيح الفرصة سانحة ومتاحة للرياضيين لتقديم أقل القليل من مظاهر الوفاء والإحتفاء والتقدير لذكرى الراحل الخالد والكبير و(الفضل) لمن سبق بالإحتفاء، كما قالت العرب.

«الأيام الرياضي» تحتفي بالذكرى الرابعة عشرة لرحيل فقيد الكرة اليمنية أبوالكباتن علي محسن المريسي وعلى طريقتها الخاصة وذلك من خلال تقديم سطور مضيئة مما تيسر من السيرة الحافلة لنجم نجوم الكرة اليمنية والزمالك المصري الكابتن علي محسن المريسي وتقديمها بكلماته المقتطفة من ذكرياته الفنية والحافلة حتى تكون مثالا وقدوة تحتذي بها أجيال الكرة اليمنية على مر الزمن.

< من هو الكابتن علي محسن؟

- علي محسن المريسي .. إنسان رياضي يحب الناس والحياة وهذا الوطن.

لعبت أمام عمالقة العالم

< الذكريات التي أعتز بها كثيرة ومن أبرزها أنني لعبت أمام أشهر لاعبي العالم أمثال: بيليه وديستفانو وزاجالو وبوشكاش وديدي وجارنيشيا وسانتوس وسانتا ماريا وبوبي مور وهيرست كما لعبت مع أشهر نجوم العرب أمثال عمو بابا من العراق وصديق منزول وبرعي عبدالخير من السودان وشيشا من المغرب وحسن الامير من الجزائر وغيرهم وكل هؤلاء سعدت باللعب معهم.

حادث مؤثر

< كما أتذكر باعتزاز حادثا مؤثرا وقع لي عام 1958م وعمري وقتها 18 سنة عندما لم يضم إسمي إلى قائمة الفريق في مباراة كأس مصر بين الزمالك والأهلي، ولكن المدرب أصر على مشاركتي في اللعب في هذه المباراة، ويوم المباراة جاءني المدرب وطلب مني المشاركة وكان موقفا صعبا بالنسبة لي تغلبت عليه بفضل تشجيع الكابتن محمود قنديل الذي اكتشفني من شوارع مصر وهو لاعب قديم أتاني أثناء تناول وجبة الغداء وكنت في حالة ذهول بسبب أهمية المباراة نظرا لمكانة وسمعة الفريقين الكبيرين الأهلي والزمالك حيث يعتبر مكسبا هاما لأي لاعب يحقق من خلاله الشهرة والأضواء وقال لي الكابتن محمود قنديل أنت تلعب طوال الموسم وتسجل الأهداف وأنت لاعب جيد والمستقبل أمامك كبير وهذه فرصتك لإثبات نفسك كلاعب حتى وإن اعتقدت الإدارة بأنك صغير فإنك في نظري كبير.. هذه الكلمات أراحتني كثيرا ولعبت المباراة وكنت من أحسن اللاعبين وسجلت هدف الفوز لفريق الزمالك حيث فزنا على الاهلي 2/1 وقد حققت هذا كله بفضل التشجيع والكلام الحلو وعادة فإن الكلمة الحلوة تسعد الإنسان والكلمة السيئة تشقي الإنسان.

المريسي مع منتخب عدن في السبعينات
المريسي مع منتخب عدن في السبعينات
قاهر وست هام الإنجليزي

< لقد جاءت زيارة فريق وست هام الانجليزي إلى مصر بعد فوز انجلترا ببطولة كأس العالم عام 1966م ويضم هذا الفريق ستة من لاعبي منتخب انجلترا ومنهم الكابتن بوبي مور قائد منتخب انجلترا وهيرست الهداف بينما ضم فريق الزمالك لاعبين كبار أمثال يكن وعلي محسن وحمادة أمام ورأفت وفاروق السيد وطه بصري وقد فزنا على فريق وست هام 5/1 بعد مباراة تعتبر من أروع مباريات الزمالك التي لعبها أمام الفرق الاجنبية رغم شهرة الزمالك بأنه فريق الخواجات أي الفريق الذي باستمرار يلعب مع الفرق الاجنبية، كما لعبت أمام فريق بوتوفاجو البرازيلي الذي ضم بين صفوفه زاجالو وديدي اللذان شاركا ضمن منتخب البرازيل في كأس العالم لعامي 1958 و1962م.

هداف الدوري

< لقد سجلت أهدافا كثيرة وحصلت على لقب هداف الدوري لثلاثة مواسم متتالية 1960 و1961 و1962م والاهداف التي لازالت عالقة بذاكرتي هي الهدف الذي سجلته في مرمى الفريق المصري من بورسعيد وذلك عندما أتت الكرة من خارج خط الـ 18 وصلحتها بصدري ولفيت أي درت على الطاير والكرة في الهواء لم تنزل على الارض بعد وأنا مازلت دائرا بها وأودعتها المرمى وكذلك الهدف الذي سجلته في مرمى فريق ود مدني في السودان من لعبة مزدوجة لكرة أرسلها الجناح الايسر فتمكنت منها وأودعتها في مرمى الفريق السوداني، كما أتذكر موقفا طريفا حدث لي أثناء مباراة الزمالك وفريق طنطا والذي سجلت في مرماه هدفين كانا السبب في هبوطه إلى الدرجة الثانية وظل جمهور الزمالك يهتف ويردد (ليه يا علي ليه .. نزلت طنطا ليه).

ذكرياتي مع أحمد قاسم

< ذكرياتي مع الفنان الكبير أحمد قاسم اثناء فترة الدراسة في مصر كثيرة منها أنه جاءني الفنان أحمد قاسم ذات مرة وقال لي أريد أن ألعب معكم وكنت وقتها ألعب مع فريق الأشبال وأخذته معي واستعد للمباراة بملابس اللعب الكاملة بما فيها الحذاء ولكن وبعد دقيقتين من بدء اللعب خلع الحذاء ولعب حافيا وطبعا أصيب ولم يذهب إلى معهد الموسيقى في اليوم التالي نتيجة لإصابته ولم يعد يرغب في اللعب معنا مرة أخرى.

وفي رأيي كل إنسان يعزف ويلحن ويغني أغنية هادفة ذات لحن جميل فيه المتعة فإنني أعتبره فناني المفضل.

تجربتي مع التمثيل والسينما

< تجربتي مع التمثيل والسينما بدأت وأنا طالب في المرحلة الابتدائية في عدن قبل الذهاب إلى مصر ولقد شجعني في هذا الجانب كل من الأستاذين محمد عبده نعمان وأبوبكر سالم عقبه وقد مثلت دور البطولة في مسرحية (صقر قريش) في الحفل الفني في نهاية العام الدراسي وعند ذهابي إلى مصر تم إجراء امتحان لي مع مجموعة من اللاعبين الكبار لأمثل في السينما ونجحت في الامتحان ومثلت فيلم (حديث المدينة) مع سميرة أحمد وشويكار في عام 1963 وكان شعوري عاديا أثناء التمثيل وذلك لأن أغلب الممثلين كانوا إما مشجعي الاهلي أو الزمالك وتربطنا بهم علاقات صداقة ولهذا لم أشعر بالهالة أو الرهبة ولأنني أمثل مع ممثلين زملكاوية وبعد ذلك أتيحت لي الفرصة لأمثل 3 أفلام أخرى ولكن للأسف لم أتمكن من ذلك لأنني كنت في ذلك الوقت أدرس في الكلية الحربية ولذا كان يجب أن أستقيل من الكلية الحربية لأمثل في السينما لأن اللوائح لا تسمح بالجمع بين السينما والدراسة في الكلية الحربية ولقد فضلت الدراسة على السينما وفي الحقيقة كنت أتمنى أن أمثل مع شكري سرحان وفاتن حمامه وأمينة رزق ومن أبرز الممثلين الذين ارتبطت بهم بصداقات شخصية هم فريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وشكري سرحان ورشدي أباظه وفريد شوقي الذي كان يردد دائما أثناء لقائي به قائلا :(أنا با احبك على طول يا علي محسن بس بااكرهك90 دقيقة عندما تلعب ضد الأهلي).

أنا صريح

< «أنا أكثر من صريح ولو لم أكن صريحا لما كنت معذبا هكذا».

بهذه الكلمات المعبرة والمؤثرة نصل إلى ختام شريط الذكريات.

رحم الله أبو الكباتن علي محسن المريسي وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء على ما قدمه للكرة اليمنية والعربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى