أطباء الأسنان يعبرون عن فرحتهم بنجاح المؤتمر الأول لطب الأسنان

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
ختام مسك، هكذا وصف كل من شاهد الحفل الفني الساهر الذي أقيم مساء الخميس الماضي في قاعة المؤتمرات في فندق ميركيور بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر الطبي الأول لطب الأسنان.

فتلك القاعة التي شهدت على مدى ثلاثة أيام مناقشات علمية بحثية شهدت في ختامها ليلة لا تتكرر، برز فيها الشعر والأدب والفن ليقولوا لنا إن في قلب كل طبيب شاعراً وفناناً يسكن مهما اختفى الأطباء خلف البالطو الأبيض لابد أن يظهر ويتذوق منه المستمع أجمل الكلمات التي تصدر من القلب لتصل إلى القلب، ففي قلب كل طبيب أديب وشاعر وفنان، في ليلة الحفل وقف د. مشاري فرج العتيبي استشاري طب وإصلاح وتجميل الأسنان بالمملكة العربية السعودية أمام الحاضرين ليلقي قصيدة شعر يتغزل فيها بمحبوبته ويصفها بأجمل الأوصاف ويوصيها ألا تنسى عاشقاً أدمن هواها، ما جعل الجميع ينصت باهتمام لمعرفة تلك الحبيبة التي ذاب في هواها طبيب الأسنان السعودي.. في السطور القادمة نقرأ مقتطفات من القصيدة لنتعرف على تلك المحبوبة:

سلام الله سلام أغلى من الياقوت والألماس/ سلام العاشق اللي في هوى محبوبته هيمان

أنا شاعر ولأني قادر أسيطر على الهواجس/ مع أني قبل يوم السبت أبارز أشجع الفرسان

أحس أني.. بعد شفتك سحرتني يا بنت الناس/ وأحس أني بعد شفتك بشر خالي من الأحزان

أكيد أن الذي يسمع قصيدي يسأل ومحتاس/ يريد يعرف.. صاحبة الجلالة والسمو والشأن

يريد يعرف.. ساكت... منتظر.. حابس الأنفاس/ يقول (الله عليك) الصبر ينفد قول يا ولهان

يبي يعرف من اللي أجبرت باريس على الإفلاس/ وأنا من لوعة الفرقة رميت الحبر والقرطاس

وحبست دموع عيني والحزن ياطائر الأشجان / وعزمت أعلن لكل الناس، أن معشوقتي (تحفة) تساوى أكبر الأثمان

(عدن) محبوبتي، أنت (عدن) أنت الأصل والساس

وختم قصيدته بقوله :

(عدن) باوصيك لا تنسي حبيباً مرهف الإحساس، تنفس حبك في لحظة، وسببتي له الإدمان.

في هذا الحفل الليلي الذي وزعت فيه الشهادات التقديرية والتروس لمن كان لهم الدور الكبير في مجال الطب إيماناً وعرفاناً لما بذلوه من جهد، حيث تم تكريم 49 شخصية.

وفي الحفل شاركت الدكتورة مهجت أحمد على بأغنية (لما يا سهير العين) للفنان أبوبكر سالم بلفقيه، فقام الجميع بمشاركتها الغناء والرقص، لما لا والمؤتمر لاقى نجاحاً منقطع النظير، وحضوراً متميزاً مما دعا الجميع إلى التعبير عن فرحتهم، حتى الدكتور جوندلاخ رئيس البعثة الألمانية، وأعضاء الوفد السعودي والكوبي والأطباء اليمنيين، ومنسق الحفل، الجميع شارك في رسم الفرحة والبسمة على وجوه الحاضرين.

حفل الختام أحياه العديد من فرق الرقص الشعبي والفنانون، وأطربت الفنانة الصاعدة أحلام الحضور وجعلت الجميع يتمايل مع صوتها الشجي وهي تغني أغنية (لسه فاكر).

وعلى هامش المؤتمر التقت «الأيام» عدداً من الشباب الذين كان لهم دور في أعمال المؤتمر، ولمعرفة دورهم وتسليط الضوء على ما قدموه للمؤتمر التقيت الطبيب هاني طاهر هبة الله الذي قال:«قدمنا دراسة بعنوان تأثير (التنبل) على أنسجة الفم، وكان عملنا مقدماً على شكل بوستر ملصق يحتوي على كافة المعلومات التي أردنا توصيلها للآخرين، وناقشنا علاقة التنبل ببعض أمراض الفم بالإضافة إلى تأثيره على الشخص بشكل عام. وأهم ما وصلنا إليه أن له العديد من التغييرات ليست خطيرة في الوقت الراهن لكن مستقبلاً تتحول إلى أمراض ما قبل السرطان أو السرطان ذاته.

والعينة التي شملتها الدراسة كانت أعمارهم أقل من أربعين عاماً وهي مرحلة خطيرة». ويضيف:«كما تناولنا تأثيرات مكونات التنبل، كل صنف على حدة وتأثيراتها مجتمعة، وخرجنا بخلاصة تقول إن ورقة التنبل تعطي تأثيرات سيئة داخل الفم، وتسبب تلك الأمراض بشكل أو بآخر».

وقال:«وأهم نصيحة نقدمها لمتعاطي التنبل التوقف عن تعاطيه كمرحلة أولية بالإضافة إلى ضرورة أن نطور من مهاراتنا ومعلوماتنا كأطباء أسنان عن هذه العادة السيئة في مجتمعنا من خلال إقامة برامج توعوية وإرشاد الآخرين إلى خطورتها».

محمد زكي خليفة طبيب فني أسنان ومعيد منتدب بكلية الأسنان جامعة عدن يقول:«قدمنا (بوستر) يحتوى على تقييم دراسة لمعادلة (تاناكا وجونسون) في اليمن، وركزت الدراسة علي الأطفال خاصة في جوانب تقويم الأسنان للأطفال». ويضيف:«قيامنا بهذه الدراسة يعود إلى أن هذه المعادلة يمكن استخدامها في اليمن، أولاً لسهولتها من حيث استخدامها تطبيقياً، ولتوفر المواد المستخدمة الفرجال والمسطرة المعدنية سهلة التعقيم ثانياً، فالطفل الذي تجرى له المعادلة يكون لديه فقط القواطع السفلية الأربعة الأمامية، وهذه الأدوات المستخدمة يتقبلها الطفل دون خوف منها».

وأضاف:«وفائدة الدراسة أنها تحدد هل هذا الطفل سيعاني مستقبلاً من مشكلة تزاحم الأسنان، بمعني تراكمها، وهل هناك إمكانية لتجنبها».

ويقول الطبيب محمد زكي:«الدراسة شملت 500 طفل وطفلة، وجدنا أن 100 طفل وطفلة فقط مهيأون لإجراء الدراسة عليهم، وتنطبق عليهم الشروط المطلوبة، ومنها ألا يعاني الطفل أي مشاكل في الأسنان».

ويتمنى الطبيب زكي أن يُعمل مستقبلاً المزيد من البحوث إلى جانب البحوث الموجودة وتطويرها وتوفير الدعم لها لتجنيب أطفالنا هذه المشكلة «فالدراسة أكدت أن هذا المعادلة لا تطبق، ومن الضروري أن تعدل لتتناسب مع أطفالنا في اليمن، وهذا ما سيكون في الدراسة القادمة».

الطبيب مروان عبدالوهاب التميمي قدم موضوعاً بعنوان مشكلة (تسوس الأسنان عند أطفال المدارس في عدن)، شملت 300 طالب وطالبة من 15-12 سنة في 12 مدرسة في كافة مديريات المحافظة ماعدا البريقة لبعد المسافة، والدراسة أثبتت أن نسبة التسوس مرتفعة تقدر بـ %75.7 «وهذا يؤكد بأن هذا الطفل عندما يصل إلى سن متقدمة سيكون قد فقد العديد من أسنانه».

وأوصى الطبيب مروان في دراسته أن يتم تفعيل دور المجتمع ودور أطباء الأسنان بضرورة توعية الأطفال بطرق تنظيف الأسنان، واستمرار زيارة طبيب الأسنان.

الوليد فؤاد محمد نعمان طبيب فم وأسنان عضو اللجنة التنظيمية لمؤتمر طب الأسنان يقول:«شاركت مع الدكتورة أحلام هبة الله في إعداد بحث بعنوان (التنفس الفموي) تناولنا فيه مشكلة التنفس الفموي وتأثيراته التي تسبب العديد من المشاكل لمكونات الوجه، بالإضافة إلى التسبب بازدحام الأسنان وبروزها إلى الأمام وارتفاع قبة الحنك والتهابات في اللثة نتيجة أن فم الطفل مفتوح بشكل متواصل، ويسبب هذا الأمر قصوراً في وظيفة الشفة العليا والتهاب اللوزتين وعدم انتظام النوم، وهذه العادة السيئة لا يعيرها الكثير أى أهمية نتيجة قلة الوعي، وهي لا تؤثر فقط على الشكل الخارجي بل تؤثر أيضاً على الأعضاء الداخلية، وتأتي أهمية البحث في كيفية توصيل الرسالة للجميع لكي ينتبهوا للأطفال وينهوهم عن عادة التنفس عبر الفم».

ويضيف:«كما عملنا مطبوعات باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة لعمل منشورات عن مدينة عدن قام بها زميلنا محمد زكي».

وفي ختام حديثه قال الوليد:«نشكر كل من ساهم في إنجاح المؤتمر وعمل على تقديم الدعم لنا وتذليل الصعوبات، وهذ يدل على حرص الجامعة وكلية الطب على دعم الجيل الجديد».

د. هند أحمد حسين الفضلي رئيس جمعية أبين لصحة الفم، وجودها في المؤتمر كان لهدف آخر حيث عملت على الترويج للجمعية لكي تستطيع أن تستمر في تقديم العلاج المجاني لطب الأسنان في المنطقة عبر الجمعية، تقول:«هذه أول جمعية من نوعها في اليمن تم تأسيسها لتقديم العلاج المجاني للمواطن، منها الحشوة وعلاج العصب، واستفاد من خدمات الجمعية 188 مريضاً من مختلف الأعمار بالإضافة إلى النزول الميداني إلى المدارس للتعريف بكيفية الاهتمام بصحة الفم».

وعن الصعوبات التي تواجهها الجمعية تقول:«قطع الماء والكهرباء عن المنطقة، وعدم التزام الأطباء في المستشفيات الحكومية إلى جانب قلة الوعي بالتعقيم». وتؤكد بأن الجمعية «تهدف إلى تقديم العلاج المجاني ونشر الوعي بالإضافة إلى فتح المزيد من الوحدات في المنطقة».

د. رازي رياض حتي طبيب عام مقيم جراحة، عضو لجنة التنظيم يقول:«يعتبر المؤتمر نقلة نوعية في مسيرة إنجازات جامعة عدن برئاسة الدكتور عبدالوهاب راوح وعمادة الدكتور علي أحمد علي في تحقيق العديد من الإنجازات». ويضيف: «المؤتمر تميز بالموضوعات المقدمة كماً ونوعاً وإشادة جميع الوفود تعتبر إنجازاً جديداً للجامعة وحقق فائدة كبيرة، أهمها التواصل بين الأطباء والاستفادة منهم، وأنا عن نفسي استفدت التعرف على مختلف الأوجه التي لها علاقة بطب الأسنان، فهناك علاقة مرتبطة بين جميع التخصصات، ونشكر كل من ساعدنا وذلل لنا الصعوبات وأتاح لنا المشاركة في هذه التظاهرة العلمية».

دكتورة مهجت أحمد علي عبرت عن سعادتها في اختتام المؤتمر وقالت:«المؤتمر حقق نجاحاً كبيراً، وهذا ما لمسناه من المشاركين، نحن سعداء بإقامة أول مؤتمر باليمن، والأوراق التي قدمت رائعة جداً ونوقشت مناقشة جادة، ونتمنى أن تتحقق التوصيات التي خرج بها المؤتمر، ويكون المؤتمر الثاني لطب الأسنان قريباً، وهذا النجاح يعود للتنظيم الرائع للمؤتمر، وقد أشاد البرفسور الألماني جوندلاخ بالمؤتمر وقال إنه يضاهي جميع المؤتمرات الأوروبية إن لم يكن أحسن، وهذا فخر لجامعة عدن».

برفسورة د. أنيسة عبود نائب العميد لشؤون الدراسات عضو اللجنة التحضيرية رئيسة اللجنة التنظيمية قالت:«بعد إقرار المؤتمر في مجلس الكلية بدأ تشكيل اللجنة التنظيمية، وعملنا بالمشاركة مع اللجنة العلمية على تنظيم عمل المؤتمر وكل شيء يحتاجه المؤتمر، وتم التواصل مع الجهات المعنية واستلام البحوث ونوقشت من اللجنة العلمية وتم إقرارها، وشاركتنا في هذا المؤتمر وفود من ألمانيا وكوبا والمملكة العربية السعودية ومن معظم الجامعات اليمنية.. وفي الختام نقول شكراً لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر».

انتهى المؤتمر وقد حقق نجاحاً منقطع النظير وحضوراً متميزاً، وكان وراء هذا النجاح لجنة تنظيمية عملت بيد واحدة، ومن هنا نقول تحية لمن كانوا خلف الكواليس ورفضوا الظهور إيماناً منهم بأن ما قاموا به هو واجب وطني وإنساني يحتم عليهم القيام به على أكمل وجه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى