حضور طاغ لبوتين قبل اسبوع من الانتخابات التشريعية والتظاهرات تتعرض للقمع

> موسكو «الأيام» اورسولا هيزي :

>
قبل اسبوع من موعد الانتخابات التشريعية في روسيا يفرض الرئيس فلاديمير بوتين حضوره على المسرح السياسي بشكل طاغ، ساحقا المعارضة التي لم يجد حرجا في ارسال احد زعمائها غاري كاسباروف الى السجن مع عشرات المعارضين الاخرين لمشاركتهم في تظاهرة ضد سيد الكرملين.

وتظاهر الالاف من انصار بوتين رئيس لائحة "روسيا الموحدة" في الانتخابات التشريعية المقررة في الثاني من الشهر المقبل الاربعاء الماضي داعين زعيمهم الى البقاء "الزعيم الوطني" في ختام ولايته الرئاسية في آذار/مارس 2008 التي لا يسمح له الدستور بتجديدها.

في المقابل لم يجد معارضو بوتين من وسيلة لاسماع صوتهم سوى التظاهر بعد ان اقفلت قنوات التلفزيون شاشاتها في وجوههم.

وفي هذا الاطار تظاهر أمس الأول نحو الفي شخص من حركة "روسيا الاخرى" المعارضة بقيادة غاري كاسباروف والحزب الليبرالي "اتحاد قوى اليمين" لتواجهم قوى الامن بالهراوات والاعتقالات.

واعتقل كاسباروف مع نحو اربعين شخصا آخرين وهم في طريقهم الى مقر اللجنة الانتخابية المركزية للتنديد بالانتخابات التشريعية التي يؤكدون بانها لن تكون "نزيهة",ومساء أمس نفسه حكم على كاسباروف بالسجن خمسة ايام بعد ان ادين بتهمة التظاهر من دون اذن وبرفض الانصياع لاوامر الشرطة.

واعتبر الامر سابقة خصوصا ان كاسباروف اعتاد التنديد باستبداد نظام الرئيس بوتين,وسبق ان اعتقل في نيسان/ابريل الماضي في ظروف مماثلة الا انه خرج في اليوم نفسه بعد ان دفع غرامة بقيمة الف روبل (نحو 30 يورو).

وقبل ثلاثة ايام من هذه التظاهرة اتهم الرئيس الروسي معارضيه بانهم مثل "الثعالب" يسعون الى التمويل الخارجي ويعدون "لاعمال استفزازية عبر النزول الى الشارع" بعد ان "تعلموا ذلك على يد متخصصين غربيين".

وقال المحلل نيكولاي بيتروف من مركز كارنجي في موسكو ان "الرئيس سمح لنفسه بالادلاء بتصريحات لاذعة يصعب فهمها في السياق الحالي لمجرى الامور، حيث لا توجد منافسة جدية وحيث المعارضة تعاني من ضعف كبير".

ومن بين الاحزاب التي نزلت الى الشارع ضد سياسة بوتين لم يسمح سوى لاتحاد قوى اليمين بالمشاركة في الانتخابات التشريعية لانتخاب مجلس الدوما.

واضاف المحلل بيتروف ان بوتين بتصريحاته النارية ومواقفه المتشددة "يرد مسبقا على اي ردة فعل سلبية" قد تصدر من الخارج "عندما ستكشف النتائج عن فوز ساحق لحزب الرئيس الروسي".

وعلم ان التظاهرة المؤيدة لبوتين التي جرت الاربعاء جرت بتمويل من "روسيا الموحدة" تحت اسم حركة انشئت قبل ايام فقط واطلق عليها اسم "من اجل بوتين".

ولا يزال بوتين يخفي نواياه حول ما سيقوم به بعد انتهاء ولايته الرئاسية واعلن انه سينتقل الاثنين الى مسقط راسه في مدينة سان بطرسبرغ.

ومن المتوقع ان يتوجه بكلمة الى الروس الخميس قبل ثلاثة ايام من موعد الانتخابات، وعلم من الرئاسة ان كلمته هذه قد سجلت في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وحسب صحيفة كومرسانت المستقلة فان بوتين لن يتكلم كرئيس لروسيا بل كرئيس للائحة "روسيا الموحدة".

وتعطي استطلاعات الراي حزب الرئيس نحو 67 بالمئة من الاصوات.

وللتأكيد على معارضتها لسياسة بوتين تسعى المعارضة لتقديم مرشحين الى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي هذا الاطار قدم بوريس نيمستوف رئيس حزب اتحاد قوى اليمين ترشيحه لرئاسة الجمهورية وفعل كاسباروف الشيء نفسه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى