نواز شريف يعود الى باكستان بعد سبعة اعوام في المنفى

> لاهور «الأيام» رنا جواد :

>
رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق نواز شريف وسط محبيه أمس
رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق نواز شريف وسط محبيه أمس
عاد رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق نواز شريف أمس الأحد الى لاهور في شرق باكستان بعد سبعة اعوام قضاها في المنفى بقرار من الرئيس برويز مشرف، وقبل اقل من شهرين على الانتخابات التشريعية في بلد يشهد ازمة ويعيش حال طوارئ.

ووصل رئيس الوزراء السابق، الذي يعتبر احد ابرز قادة المعارضة والذي اطاح بحكومته الرئيس الحالي الجنرال برويز مشرف في انقلاب ابيض قبل ثمانية اعوام، الى لاهور عائدا من السعودية على متن طائرة خاصة اعارها له العاهل السعودي الملك عبدالله.

واعلن شريف اثر وصوله في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" انه يريد "تخليص البلاد من الدكتاتورية" مؤكدا في الوقت عينه عبر احد مستشاريه انه لن يمارس "سياسة الانتقام".

وكان في انتظار شريف الآلاف من مناصريه الذين تجمعوا في حلقات رقص وغناء في شوارع لاهور، المدينة التي تعد حوالى عشرة ملايين نسمة والتي تعتبر معقله السياسي,وفرضت السلطات اجراءات امنية مشددة في لاهور خوفا من وقوع اعتداءات.

وتشهد باكستان منذ اربعة اشهر موجة تفجيرات انتحارية لا سابق لها يشنها اسلاميون مقربون من تنظيم القاعدة.

وتولى شريف منصب رئاسة الوزراء في باكستان، الدولة الاسلامية النووية الوحيدة التي تعد اكثر من 160 مليون نسمة في مناسبتين، الاولى بين 1990 و1993 والثانية بين 1996 و1999.

ويعود شريف الى بلاده الغارقة في ازمة سياسية حادة قبل اقل من شهرين على الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير وفي وقت تسعى فيه المعارضة الى التوحد في وجه مشرف لارغامه على الامتثال لمطلب المجتمع الدولي برفع حال الطوارئ التي فرضها في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي وقت تحوم فيه الشكوك حول ما اذا كان شريف سيدعو الى مقاطعة الانتخابات في حال تقرر اجراؤها في ظل حال الطوارئ، قدمت منافسته في التسعينيات رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي عادت الى بلادها من المنفى الاختياري في 18 تشرين الاول/اكتوبر ترشيحها الاحد الى الانتخابات التشريعية في دائرة كراتشي (جنوب).

وسمحت بوتو، التي خاضت حتى مطلع الشهر الجاري مفاوضات مع مشرف للتحالف انتخابيا مقابل تقاسم السلطة بينهما، لاعضاء حزبها الخميس بتقديم ترشيحاتهم قبل الموعد النهائي اليوم الإثنين، محتفظة في الوقت عينه بحقها في سحب هذه الترشيحات.

وحذت الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف حذو بوتو "ولكن مع ابقاء الباب مفتوحا امام احتمال مقاطعة الانتخابات" كما اكد احد قادتها صديق الفاروق.

وقال النائب السابق برويز مالك المقرب من شريف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس لدى نزوله من الطائرة في مدرج مطار لاهور، "سنشارك بالكامل في السياسة الوطنية (...) ولكننا لا نؤمن بسياسة الانتقام".

واكد مستشار مقرب من مشرف لوكالة فرانس برس ان شريف عقد مع الرئيس الباكستاني "اتفاقا" قبل عودته الى البلاد الامر الذي نفاه معسكر شريف بشدة.

وقدم الملك عبدالله بن عبد العزيز لنواز شريف سيارة مصفحة لتقله عبر الطريق بين المطار ومنزله على مسافة اربعين كيلومترا.

وانتشر حوالى ستة آلاف شرطي على طول الطريق التي اصطفت على جانبيها حشود المستقبلين. وتتخوف الشرطة من وقوع تفجير انتحاري في خضم موجة التفجيرات الانتحارية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد منذ اربعة اشهر والتي اسفرت عن 450 قتيلا.

وكانت عودة بوتو الى كراتشي في 18 تشرين الاول/اكتوبر بعد ثمانية اعوام قضتها في المنفى الاختياري شهدت اعتداء انتحاريا هو الاسوأ من نوعه في تاريخ البلاد. فقد اسفر هجوم مزدوج، انتحاري وبالقنبلة، وسط انصار بوتو الذين احتشدوا لاستقبالها، عن مقتل اكثر من 139 شخصا وجرح اكثر من 300 آخرين.

وكان رئيس الحكومة الاسبق حكم بالسجن مدى الحياة بتهم الفساد والاختلاس والخيانة قبل ان يتوصل الى اتفاق مع مشرف، في كانون الاول/ديسمبر 2000، بعد اقل من عامين على الاطاحة به، يقضي بمغادرته البلاد الى السعودية لمدة عشر سنوات مقابل عدم تنفيذ العقوبة.

وعاد شريف بعدما اعلنت السلطات الباكستانية انها لن تمنعه من دخول البلاد كما فعلت في المرة السابقة في العاشر من ايلول/سبتمبر حين حاول شريف للمرة الاولى منذ نفيه العودة لكن السلطات الباكستانية طردته بعيد ساعات على هبوط طائرته واعادته الى السعودية تحت تهديد الاعتقال. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى