النساء ينضممن إلى المعتصمين بزنجبار للإفراج عن المعتقلين

> زنجبار «الأيام» خاص:

>
يتواصل الاعتصام الجماهيري المفتوح الذي تقيمه الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة أبين للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من نشطاء النضال السلمي منذ 19 الشهر الجاري.

يدخل الاعتصام يومه السادس على التوالي حيث احتشد مساء أمس الاثنين ما يقارب ثلاثمائة شخص بينهم عدد كبير من النساء بحضور الشخصية السياسية الوطنية البارزة علي صالح عباد مقبل، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الذي ألقى كلمة أمام المعتصمين فيما يلي نصها:

«يسعدني ان أكون معكم هذا اليوم مشاركا في هذه الفعالية وهذا ماحرصت عليه بشدة على ان عدم حضوري لبعض الفعاليات في هذه المحافظة وفي المحافطات الاخرى لم يكن انقطاعا عنكم وعن فعاليتكم لقد عشت كل هذه الفعاليات بوجداني ومشاعري وما زلت أكن في أعماقي تقديرا كبيرا لهذه الحركية الاحتجاجية الشعبية التي صمدت على الرغم من القمع الوحشي الذي لجأت اليه السلطة على الرغم من الاعتقالات والمطاردات والمضايقات التي وجهت نحو المنظمين لها والمشاركين فيها، لقد كان كل ما استخدم لإخماد هذه الحركة اختبارا قاسيا لإرادة المشاركين فيها.

وإني لسعيد غاية السعادة انكم اجتزتم هذا الاختبار بنجاح وأثبتم ان إرادة الخروج لممارسة حق الاحتجاج السلمي إرادة صلبة، ولا أبالغ إن قلت إنها إرادة لا تقهر.

واسمحوا لي هنا ان أوجه التحايا الحارة الى كل المشاركين في فعاليات هذه الحركة الاحتجاجية المجيدة وأبدأ بتوجيه التحية لشهدائنا الذين تلقوا رصاص القمع السلطوي الغادر بصدور مفتوحة وبقلوب عامرة بالإيمان بعدالة القضية التي خرجوا من أجلها، كما أحيي الجموع الشعبية التي واصلت فعاليات الحركة الاحتجاجية غير مبالية بالموت وأعطت من جهدها وعرقها ومشاعرها الشيء الكثير لتبقى هذه الشعلة متوهجة وتزداد توهجا مع الأيام، وها أنا أرى ملامح ناصعة لحركة نضالية مدنية لم يسبق لها مثيل في كل تاريخنا السياسي والاجتماعي، وهذا يرفع من مسئوليتنا جميعا نحو هذه الحركة والحرص على ان تحتفظ باندفاعها وزخمها وان تسلك طريقها الصحيح حتى النهائية نافضة عن كاهلها غبار التردد والانفعالات النزقة أو الانقياد لصغائر الأمور أو لبعض الشعارات الهوجاء.

إن هذا الخروج الشعبي الكبير يستحق طرح أهداف كبيرة، ويستحق نصرا كاملا يليق بنبل الدماء التي سفكت من أجله وبعظمة الهمم التي حركت هذا التحدي التاريخي، بعد ان كان المنتصرون في حرب صيف 1994م الاجرامية الظالمة قد ظنوا أنهم قد وصلوا الى نهاية التاريخ، وانهم قد امتلكوا هذه البلاد ومن عليها الى الأبد وصادروا الحقوق المادية والسياسية للناس وحولوها الى فيد ومغانم يتساومون على تقاسمها ظلما وعدوانا.

لقد نشأ عن تلك الحرب الاجرامية الظالمة في صيف 1994م وضع سياسي واجتماعي مأزوم لطالما دعونا السلطة الحاكمة لمعالجة وتصفية آثاره بشعور من المسئولية الوطنية لكنها ظلت تدير ظهرها لكل تلك الدعوات الصادقة وتستهتر بالواجبات الأخلاقية والوطنية التي ينبغي ان يحرص عليها كل مسؤول يتمتع بروح المسؤولية وما تتطلبه من نزاهة وإخلاص.. لقد تجاهلت السلطة حقوق الناس وأغمضت عينيها عن تطلعاتهم وأحلامهم التي كافحوا من أجلها حقباً طويلة من الزمن.

لقد أرادت السلطة ان تحول جنوب اليمن الى جغرافيا بدون ناس لهم حقوق لابد من رعايتها وبدون تاريخ سياسي فيه من الدروس والعبر والمنجزات الشيء الكثير، لقد حاولت ان تطيح بكل شيء بنيناه ولم نبخل عليه بالدم والعرق والجهد وبحسابات مختلفة ولدتها لديم أوهام الحرب والغلبة التي فازوا بها واعتقدوا انهم قادرون على تصفية الدولة الجنوبية السابقة من مكاسب وطنية وخبرات ادارية وفنية وتراث سياسي وعطاء ثقافي وانساني، لقد تجاهلوا ان ما حققته هذه الدولة هو جزء مشرق من البناء الوطني.

إن طرد الموظفين المدنيين والعسكريين والغاء مظاهر وتقاليد دولة القانون وإدارة المحافظات الجنوبية بالأجهزة العسكرية والأمنية وفرض الإجراءات الاستثنائية على المواطنين فيها وتهميش القيادات والكوادر المؤهلة بنوع من التمييز السلبي المقيت ضدهم ونهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة على نطاق واسع وفرض نوع من الهيمنة الداخلية التي تسلب المواطن مواطنته وكرامته وآدميته وإلحاق أفدح الأضرار بمصالح الناس وانتهاك حقوقهم كل ذلك وغيره مثل سلوكا انفصاليا لا حدود لصلفه وبشاعته، ولم يكن بمقدور الناس ان يصبروا أكثر مما قد صبروا، ولم يكن أمامهم سوى ان يهبوا لتفجير هذه الحركة الاحتجاجية المجيدة التي يمثل تأكيد الحق في الشراكة الوطنية في السلطة وفي الثروة والحق في بناء دولة القانون الراعية لحقوق المواطنة المتساوية والحق في اقامة حياة سياسية وديمقراطية مدنية سوية جوهر أهدافها وغاياتها.

أيتها الأخوات أيها الأخوة.. إننا نستعد هذه الايام للاحتفال بالذكرى الاربعين للاستقلال الوطني ثلاثين نوفمبر 1967م، وإنني أدعوكم في هذه المحافظة وفي كل محافظة من محافظات الجنوب على وجه الخصوص ان نجسد قيمنا الوطنية والنضالية في هذه المناسبة وان نجعل احتفالنا تأكيدا على تمسكنا بهذه القيم، ولائقا بعظمة ومجد شهدائنا ونبل وسمو قضيتنا الوطنية.

وفي الختام أدعو بالتوفيق والسلام علـيكم ورحمة الله وبركاته.. والله الموفق».

كما ألقيت رسالة تحية الى المعتصمين من الاخ ناصر علي النوبة تلاها نيابة عنه الأخ علي دهمس علي، عضو اللجنة المركزية رئيس اللجنة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني بأبين.

وكان الاعتصام المفتوح الذي بدأ قبل خمسة أيام احتجاجاً على قيام أجهزة الأمن باعتقال عدد كبير من النشطاء السياسيين والمدنيين من أبناء لودر وردفان ومكيراس دون مسوغ قانوني غير مشاركتهم في اعتصام جماهيري بمديرية مودية يوم 19 من الشهر الحالي حيث تم اعتقالهم قبل وصول موقع المهرجان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى