بوش يبدأ مسعى لاحلال السلام في الشرق الأوسط

> واشنطن «الأيام» محمد السعدي وجيفري هيلر :

>
الرئيس الامريكي جورج بوش مع نظير الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الامريكي جورج بوش مع نظير الفلسطيني محمود عباس
اقترب مفاوضون اسرائيليون وفلسطينيون أمس الإثنين من اتفاق بشأن جدول أعمال مؤتمر السلام بينما بدأ الرئيس جورج بوش مسعى جديدا لاستئناف المحادثات الراكدة منذ زمن طويل لانشاء دولة فلسطينية.

وفرص حدوث انفراجة خلال ثلاثة أيام من المحادثات في واشنطن وأنابوليس القريبة بولاية ماريلاند قليلة ويعود ذلك نسبيا الى أن كلا من بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجهون تحديات سياسية داخلية.

وعقد بوش الذي يبدأ أكبر محاولاته لتحقيق سلام الشرق الأوسط ولم يتبق له على نهاية فترة رئاسته سوى 14 شهرا فقط اجتماعا في المكتب البيضاوي مع أولمرت ومن المقرر أن يعقد لقاء منفصلا مع عباس لاحقا.

وأبلغ بوش أولمرت أنه يتطلع الى حوار جاد مع الزعيمين "ليرى ما إذا كان ممكنا أم لا تحقيق السلام." وقال إنه متفائل بشأن النتائج. ومن المقرر أن يلتقي بالزعيمين معا اليوم الثلاثاء في أنابوليس.

وقال أولمرت إنه يأمل في تدشين "عملية مفاوضات جادة." وقال "هذه المرة الأمر مختلف" ممتدحا ما وصفه بالمشاركة الدولية "المهمة جدا" في المؤتمر.

وعلى الرغم من خلافات قائمة منذ زمن طويل قال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون انهم يقتربون من اتفاق على وثيقة مشتركة ستحدد الاطار لاهداف السلام التي ستعقب لقاء هذا الاسبوع.

وتوقع ياسر عبد ربه مساعد عباس الاعلان اليوم الثلاثاء عن الوثيقة المشتركة وقال "ستكون هناك لقاءات وجهود مطولة للتوصل الى تلك الويثيقة."

وقال مسؤولون اسرائيليون إن المفاوضين قلصوا بعضا من خلافاتهم بشأن الوثيقة التي سترسم الطريق للتفاوض بشأن أصعب قضايا الصراع وهي القدس والحدود والأمن واللاجئين الفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إن الجانبين " يقتربان" من وثيقة.

وتعهدت سوريا والمملكة العربية السعودية بحضور مؤتمر أنابوليس اليوم الثلاثاء منضمتين إلى ممثلي أكثر من 40 دولة في الأكاديمية البحرية الأمريكية مما يجعل المؤتمر واحدا من أكبر الجهود في السنوات الأخيرة.

وقلل مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى من فرص حدوث محادثات مباشرة أو حتى التصافح بالأيدي بين القادة الإسرائيليين والسعوديين أو السوريين خلال المؤتمر.

وقال المسؤول مشترطا عدم ذكر اسمه "هم (القادة العرب) لن يفعلوها حتى يحصلوا على شئ محدد من إسرائيل."

وتقول واشنطن إن العمل الشاق سيبدأ بعد ذلك عندما يتناول الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي القضايا الأساسية في الصراع,وفي تذكير بأعمال العنف الانتقامية المتبادلة التي أثارت الفوضى في المنطقة على مدى عقود قتل ناشط فلسطيني من حماس وأصيب أربعة آخرون أمس الإثنين في ضربة صاروخية إسرائيلية في شمال قطاع غزة.

وفي المدينة القديمة بالقدس تجمع 15 ألف إسرائيلي على الاقل من المعارضين لمحادثات هذا الأسبوع عند الحائط الغربي (المبكى) للصلاة والاحتجاج ضد لقاء أنابوليس.

ووضعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مصداقيتها على المحك من أجل هذا المؤتمر. وتقول أن أنابوليس سيكون فرصة لإسرائيل والعرب لتوحيد الصفوف ضد "التطرف" الإقليمي وهو تلميح واضح ولو جزئي إلى إيران,وأدانت إيران أنابوليس معتبرة أنه خدعة لمساعدة إسرائيل.

وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي في خطبة بثها التلفزيون في طهران "كل السياسيين في العالم يعلمون أن هذا المؤتمر مصيره الفشل."

وتأتي مساعي احلال السلام التي تستضيفها أنابوليس بعد أعوام من جهود الوساطة الأمريكية الفاشلة وآخرها الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لانهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين وإقامة دولة فلسطينية.

وقال نبيل شعث وهو مساعد بارز لعباس لرويترز إن الفلسطينيين والإسرائيليين سيختارون بعد أنابوليس من المباديء التي جرى الاتفاق عليها بالفعل خلال فترة إدارة كلينتون.

وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه يتوقع أن يلتزم الطرفان من جديد بتنفيذ خطة خارطة الطريق الموقعة عام 2003 وتقدم نقاطا رئيسية تتضمن أن توقف إسرائيل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وأن يكبح الفلسطينيون جماح النشطاء.

وتقول الولايات المتحدة أن الوقت مناسب لاستئناف المفاوضات بالرغم من التحديات التي تواجه اللاعبين الرئيسيين.

وفقد عباس في يونيو حزيران السيطرة على قطاع غزة لدى هزيمة قواته أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي لم توجه لها الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس,وقالت حماس إن أي قرارات تنتج عن المؤتمر لن تكون ملزمة.

وضعف موقف أولمرت الداخلي بسبب فضائح فساد وحرب إسرائيل ضد لبنان كما يعارض أعضاء الجناح اليميني في ائتلافه الحكومي الهش تقديم أي تنازلات.

وتنتهي فترة رئاسة بوش الذي أضعفته سياسيا حرب العراق التي لا تحظى بشعبية في يناير كانون الثاني عام 2009. والحملة الانتخابية لخلافته في أوجها.

(لتغطية إضافية من آدم انتوس في واشنطن ونضال المغربي في غزة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى