مئات العائدين الى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين يعانون ظروفا قاسية

> نهر البارد «الأيام» ا.ف.ب :

>
يقيم اكثر من الف لاجىء فلسطيني في غرف مكتظة غطيت نوافذها بالواح من الخشب بين هياكل المباني المدمرة المتوزعة في ازقة مليئة بالانقاض وهم يتذمرون من تاخر المساعدات وعمليات التاهيل.

وتقول عائشة عبد الرحيم (56 عاما) لوكالة فرانس برس "عدت مع زوجي واولادي السبعة فبل نحو شهر ونصف. كنت اعرف ان منزلي اصبح بلا ابواب او نوافذ وان كل ما بداخله قد احترق لكني فضلت العودة على البقاء مشردة في المدارس" حيث اقامت غالبية النازحين.

"وعدتنا الاونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) باصلاح المنزل لكنها حتى الان لم تقم الا بالقليل" تؤكد عائشة التي عادت الى المخيم الجديد الاقل تضرر حيث وزع الجيش اللبناني العائدين على اربعة قطاعات منفصلة.

وتضيف "لا مراحيض في المنازل ولقضاء حاجتنا نذهب الى المراحيض العامة في الطرقات".

وادت المعارك التي دارت لاكثر من ثلاثة اشهر بين الجيش ومجموعة فتح الاسلام الاصولية المتحصنة داخل المخيم الى تدمير المخيم القديم الذي اقامته الاونروا عام 1949 تدميرا كاملا والى الحاق اضرار بالغة بمباني المخيم الجديد الذي يشكل امتدادا عمرانيا للمخيم القديم.

وعادت فاطمة درويش (47 عاما) مع زوجها واولادها الستة لتقيم في غرفتين من منزلها "لان الغرف الاخرى جدرانها مهدمة"..

وتقول "غرفنا بلا نوافذ وقد اغلقنا الفتحات بالواح من الخشب حتى لا تدخل مياه الامطار لكن مياه المطر دخلت علينا الاسبوع الماضي ونحن نيام".

اسوة بسائر عائلات المخيم الذي يبلغ عدد سكانه نحو 31 نسمة فقدت العائلات العائدة منازلها وموارد رزقها.

قبل اندلاع المعارك في 20 ايار/مايو كان محمد ناصر (40 عاما) يكسب ما يكفي لاعالة زوجته واولاده الخمسة لكنه عاد الى المخيم عاطلا عن العمل فالمؤسسة التي كان يعمل فيها قد دمرت بالكامل.

لم يجد محمد غرفة صالحة للسكن في منزله فاقام مع عائلة شقيقته في غرفتين قسمتا بواسطة شراشف نصبت على حبل.

ويقول "نقيم 14 شخصا في غرفتين تنساب من سقفهما مياه الشتاء" ويضيف "الطرقات مليئة بالردم والحفر ولا نتنقل ليلا لان الظلام دامس في الطرقات".

وما زالت هياكل السيارات المحترقة في الطرقات واسلاك الكهرباء متدلية.

وقد وضعت الاونروا مولدات كهربائية تؤمن التيار خمس ساعات كل 24 ساعة: ثلاث ساعات نهارا وساعتان ليلا، كما وضعت خزانات للمياه ياخذ منها العائدون حاجتهم.

وتقول حنان صادق (40 عام) "كنا اصحاب منازل وتحولنا الى متشردين. عندي ثلاثة اولاد اخشى خروجهم خوفا من انفجار عبوة منسية".

يذكر بان المفوض العام للاونروا كارن ابو زيد اكدت مؤخرا اثر زيارة المخيم "ان اعادة إعمار نهر البارد ستكون من أكبر المشاريع الانسانية التي تقوم بها الوكالة".

وقالت في مؤتمر صحافي "خلال عملي لدى الأمم المتحدة لسنوات طويلة لم أشهد شيئا من هذا القبيل (...) ما من أرقام وإحصاءات يمكن أن تكفي لنقل حجم الدمار في نهر البارد".

كما طلب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في ايلول/سبتمبر الماضي مساعدة دولية بنحو 400 مليون دولار لاعادة بناء المخيم الذي توقفت المعارك فيه في 2 ايلول/سبتمبر بسقوط المخيم بيد الجيش بعد معارك اسفرت عن اكثر من 400 قتيل من بينهم 168 عسكريا لبنانيا.

ويقول عبد العظيم علي (63 عاما) " نعيش في مدينة اشباح، الدمار يحيط بنا من كل جانب". ويضيف "العائدون متوترون ومتشائمون. مع خسارة ارزاقنا ومنازلنا خسرنا حتى الابتسامة".

وكان عبد العظيم يقيم في منزل مؤلف من عدة غرف وهو يقيم حاليا في غرفة واحدة مع زوجته واولاده الخمسة.

ويقول باسى "والدي كان يروي لنا كيف اقام في خيمة عندما لجأ الى لبنان. اتذكره الان فغرفتنا اشبه بالخيمة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى