الثورة.. وماذا تحقق من أهدافها؟

> علي الذرحاني:

> وبلادنا تحتفل هذه الأيام بأعياد الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وهذا الاحتفال يدعونا لتذكر الأهداف التي قامت من أجلها هذه الثورة، وتأمل ما تم إنجازه وتحققه من هذه الأهداف في حياة الناس وعلى أرضية الواقع.

فالحقيقة أنه قد تم إنجاز الكثير من المنجزات والمكاسب في المجالات كافة فارتقت بالواقع إلى أحسن حال من الواقع أيام الإمامة والاستعمار ولا ينكر ذلك إلا أعمى أو جاحد أو مكابر.

ولكن ماذا تحقق من الأهداف النبيلة للثورة خلال 45 عاماً فالهدف الأول قد تحقق بتحررنا من الاستبداد والاستعمار إلا أن مخلفاتهما مازالت رواسبها عالقة في عقول البعض وتحتاج إلى المزيد من الوقت والنضال السلمي لكي تنمحي تلك الآثار حتى نصل إلى الحكم العادل وإزالة عقلية الشعور بالفوارق والامتيازات وبقايا صور الاستبداد الموروثة حتى نصل إلى تخوم (المدينة الفاضلة).

وعند تأمل الهدف الثاني فقد تحقق لنا جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها ونعتز بهذا الجيش وبنضالاته باعتباره صمام أمان للوطن اليمني الكبير ونتمنى أن لا يستغل في يوم ما لتكبيل المواطن أو للتنكيل به أو قمع حريته في بلد ينتهج الأسلوب الديمقراطي والشوروي العادل ويحترم حقوق الإنسان ويتبادل السلطة سلمياً.أما التأمل والتفكر في الهدف الثالث الذي يتضمن رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً فحدث ولا حرج فدخل الفرد في ازدياد وارتفاع والتماسك الاجتماعي على ما يرام وليس هناك أي خلافات أو صراعات على السلطة بين النظام والمعارضة ولا بين المجتمع المدني والقبيلة وازداد وعي الناس سياسياً وثقافياً ونسبة الأمية في تناقص مستمر وابتعدنا عن تصنيفنا دولياً في قائمة الدول المتخلفة والأقل نموا.

وعند تأمل الهدف الرابع الذي يرتكز على إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف, فهذا الهدف مايزال في بداية التشكل وما زالت الديمقراطية في بلادنا توصف بالناشئة أو الهشة وأن الحديث عن مجتمع تعاوني عادل في أول الطريق نراوح بين الاتفاق والافتراق.

وأما الحديث عن الهدف الخامس فقد تحققت فيه الوحدة الوطنية والحمد لله في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م في الوقت الذي ازدادت فيه الخلافات والانقسامات بين أقطار العالم العربي الكبير إلا أن النقطة السوداء في وحدتنا المباركة أنها عمدت بالدم بدلاً من أن تعمد بالماء الطاهر أصل الحياة وهذا من مفارقات السياسة ولكننا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.

أما الهدف السادس المتعلق بالعلاقة بمواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم بالإضافة إلى محاربة الإرهاب فقد التزمت بلادنا بتطبيق هذا الهدف الخارجي أحسن من تطبيقها الأهداف الداخلية التي سبقته والتي تهم الناس داخل الوطن قبل خارجه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى