المعارضة اللبنانية تجدد استعدادها لتسوية سياسية في ذكرى مرور عام على اعتصامها

> بيروت «الأيام» بول قطان :

>
جددت المعارضة اللبنانية أمس السبت في ذكرى مرور عام على اعتصامها في وسط بيروت، استعدادها لتسوية سياسية تتمثل في رئيس توافقي وحكومة شراكة، مؤكدة جهوزها لاستكمال التحرك الشعبي في حال عدم تجاوب الغالبية النيابية.

وقال النائب في كتلة "حزب الله" حسين الحاج حسن في تجمع لمناصري المعارضة في وسط بيروت احياء للذكرى الاولى للاعتصام الذي بدأته في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2006، ان "منطق المعارضة انتصر وغلب لانه منطق السلم الاهلي (...) في حين ان قوى 14 اذار/مارس (اكثرية) تخرج من مأزق لتدخل في مأزق اخر".

وخاطب اقطاب الاكثرية "اثبتوا لنا صدقيتكم في طروحاتكم وكفاكم تضييعا للوقت فلن يدوم الحكم لكم".

واضاف الحاج حسن "كما ان المعارضة جاهزة لتسوية سياسية عبر رئيس توافقي وحكومة شراكة وطنية، هي جاهزة ايضا لاستكمال تحركها (في الشارع) اذا امعن الفريق الاخر في غيه واختار سبيلا غير سبيل التوافق".

وكان مئات من مناصري المعارضة تجمعوا في وسط بيروت التجاري، وتحديدا في ساحة رياض الصلح المجاورة للسراي حيث مقر الحكومة، حاملين الاعلام اللبنانية واعلام "حزب الله" وحركة "امل" الشيعيين وحليفهما "التيار الوطني الحر" المسيحي بزعامة النائب ميشال عون، اضافة الى اعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان التحرك استهل بالنشيد الوطني اللبناني ورفعت لافتتان كبيرتان كتب عليهما "عام على الاعتصام لاجل الوحدة الوطنية" و"عام على الاعتصام رفضا للاستئثار".

وحضر ممثلون للاحزاب والتيارات المعارضة يتقدمهم نواب من "حزب الله" و"امل" و"التيار الوطني الحر".

وتوالى على الكلام العديد من الخطباء، فهاجموا الحكومة "غير الشرعية وغير الدستورية" متهمين اياها ب"الامعان في تعطيل كل مقومات الوطن وبيع المؤسسات".

وطالبوا بانتخاب "رئيس يحمي لبنان ويجمع اللبنانيين تحت راية واحدة هي العلم اللبناني دون سواه".

وكانت المعارضة القريبة من سوريا وايران بدأت اعتصامها في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2006 مطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية توفر لها مشاركة اكبر في السلطة، وذلك بعد نحو شهر من استقالة ستة وزراء من الحكومة يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية.

وتخلل الاعتصام تظاهرتان حاشدتان وسرعان ما تحول مخيما متراميا في ساحة رياض الصلح وجزء من ساحة الشهداء.

وارخى هذا التحرك بظلاله السلبية على وسط بيروت الذي تحول "مدينة اشباح"،واجبر اكثر من 200 مطعم ومتجر على اغلاق ابوابها وصرف موظفيها.

وقالت زينب (37 عاما) الاتية من الضاحية الجنوبية لبيروت لفرانس برس "سنظل في الوسط التجاري حتى سقوط الحكومة. نحن هنا لندعم المعارضة، فهذه الحكومة غير شرعية وتعمل على الريموت كونترول الاجنبي".

وقال الياس عقيقي (47 عاما) من انصار +التيار الوطني الحر+ مشيرا الى مبنى السراي "نريد ان يستمع الينا من يختبئون خلف هذه الجدران، لا شيء في هذا البلد، لا مدارس، لا وظائف، والوحيد الذي يمثل الشعب هو ميشال عون".

وعلقت سارة بزي (40 عاما) "لا نشعر باننا ممثلون في هذه الحكومة لذا ينبغي ان ترحل. المعارضة تضم على الاقل مليوني لبناني فكيف يقولون انهم يمثلون الاكثرية؟ انهم يكذبون".

ويأتي هذا التحرك بعد ثمانية ايام من شغور موقع الرئاسة الاولى بانتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر من دون التوافق على خلف له.

وتستمر المشاورات بين الاكثرية والمعارضة لترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لكن هذا الامر يتطلب تعديلا للدستور الذي يمنع موظفي الفئة الاولى من الترشح للرئاسة قبل مرور عامين على تقديم استقالتهم.

وارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، احد اقطاب المعارضة، جلسة انتخاب الرئيس الى السابع من كانون الاول/ديسمبر، في تأجيل هو السادس على التوالي.

ونقلت صحيفة "النهار" القريبة من الاكثرية أمس السبت عن بري قوله خلال اجتماع لقيادتي +امل+ و+حزب الله+ "ليس من مصلحة الطائفة الشيعية ان تقف في وجه ترشيح سليمان وتضع وراء ظهرها المؤسسة العسكرية".

في المقابل، اوردت صحيفة "السفير" المعارضة ان "المسار العام لترشيح سليمان يتحرك ايجابا ولكن ببطء، وخصوصا ان فريق الاكثرية لم يتبن الترشيح علنا حتى الان ما يدل على وجود عثرات داخل البيت الاكثري". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى