على درب الفضيلة سائرون

> علي عمر الهيج:

> الرجال الحقيقيون هم أولئك الذين يجادلونك في رأيك وطرحك بالحجج والبراهين ثم يعلنون أفكارهم أمامك صراحة من أجل نصرة الحقيقة وتعرية الباطل.

والرجال الصماصيم هم من يناقشونك فوق منبر الرجولة والآداب.. فإن تباينت الرؤى حول قضية ما فإنهم يبتسمون مهما كان الاختلاف، ويظلون على درب الرجولة والأخلاق سائرين.

مخطئون بل واهمون جداً أولئك النفر الذين استشعروا أن ثمة حراكاً حقيقياً يعري أباطيلهم وطغيانهم وألاعيبهم فلجأوا إلى أساليب بالية معتقدين أنهم يرعبون الناس بها.

الذين يستخدمون الهواتف المبهمة للاتصال بالشرفاء الصالحين ساردين أمامهم عبارات بلهاء للترويع والوعيد.. أولئك لايمكن تصنيفهم مع الرجال الحقيقيين، أتعلمون لماذا؟ لأنهم أولاً ليس لديهم قضية حق يسطرونها، لهذا تجدهم يختبئون خلف الستار.. وثانياً لأنهم فاسدون بامتياز وخائفون أن تنقشع دسائسهم ومصالحهم الضيقة التي عمروها بالظلم والباطل.. وثالثاً لأنهم تعودوا أن يصطادوا مآربهم وسط الظلام دون حسيب ولا رقيب، فنقطة الضوء التي تسطع لتعريفهم تعتبر بالنسبة لهم استفاقة للحق والصواب والعدالة، وهذا ما لايعجبهم أبداً كونه يرعبهم رعباً فظيعاً، ويجعل الحياة تسير في نسق السكينة والاستقرار، وهذا أيضاً لايطيقونه أبداً لأنهم يعشقون الخراب وبذر بذور التخلف والفساد.

نحن عندما نسطر بمدادنا أفكارنا لانبتدع شيئاً؛ لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!

نحن نقول دوماً إن هناك توهاناً حقيقياً عن مصالح الناس، وإن هناك عابثين يستبيحون الأرض والإنسان والغرس والشجر والحجر، ويخربون السكينة لدرجة أن عبثهم فاح بشكل لايطاق.

ولأننا نعشق الحقيقة ونريد لوطننا الإعمار فإننا لانستطيع أن ندس رؤوسنا في الظلمة.. نريد لنقطة الضوء تلك أن تتسع وتتسع، وأن تشع فوق جبين الوطن لتنير للخير والنماء.

فهاهي مصانعنا عاطلة ومزارعنا قاحلة ومطاراتنا بدون أجنحة للطيران ومشلولة وموانئنا راكدة، فيما العالم من حولنا يعانق كل رايات البناء والتحديث.. ولأننا نريد حراكاً لهذا البلد السعيد نفاجأ بأولئك المختبئين خلف أسوار الخطيئة يطلون علينا برؤوسهم لمحاربة الفضيلة متبعين كل الأساليب البالية التي لاعلاقة لها بالمبادئ الرجولية الواضحة.

أولئك فقط هم أصحاب النفوس الضيقة المحشورة وسط ركام الفوضى والمصالح الشخصية حيث حصد المنافع وتهميش كل مطالب الناس.

تلك الأساليب الرخيصة المتبعة في التواصل مع الرجال الحقيقيين تؤكد لنا أنهم مفلسون تماماً، وسيظلون مختبئين خلف دسائسهم، وهذا ما يزيدنا يقيناً وإصراراً بأننا على درب الفضيلة سائرون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى