ليته يفعل

> سلوى صنعاني:

> فرحتان أطلتا علينا، بعثتا فينا روح الأحلام ونفختا في الآمال اللافظة أنفاسها في وجداننا، الأولى هي ما جاء في خطاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي ألقاه في قاعة فلسطين أمام جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، والثانية هي الذكرى الأربعون لاستقلال بلادنا في الثلاثين من نوفمبر. والأولى وبحق تلك الكلمات التي استشعرنا فيها روح الصدق من وعود وردية تتكفل بتفعيل الجمعيات السكنية التي مضى عليها دهر والنهوض بها من كومة غبار السنين، لأن أصحابها موظفون محدودو الدخل لا يستطيعون بناءها ولا توفير قيمة الخدمات الاحتياجية الضرورية لها .ومن تلك الكلمات الواعدة ما حظي به الشباب ووضعهم الذي سيكون عليه إن وجد خطاب الرئيس تجاوباً من الجهات المتنفذة التي سيؤول لها مهمة التنفيذ في بناء سكن لهم وتأهيلهم في المعاهد المختلفة الأنواع.

أتمنى ألا تموت فرحتنا عند أعتاب قاعة فلسطين وهي شبه برنامج عمل إن واتتت الفرص وصدقت النوايا للنهوض بأوضاع شبابنا المتردية التي أحبطت أحلامهم وأجهضتها عملية إغلاق الأبواب في وجوههم وهم يسعون للحصول على أبسط فرص للعمل والتأهيل وتحقيق آمالهم الإنسانية في العمل والزواج وتكوين الأسرة وإنجاب الأولاد وتربيتهم بعد معاناة طويلة من الفقر والبطالة والتسكع على قارعة الطرقات والمقاهي والحارات.

مثلما هو الحال لساكني أحياء الصفيح والأحراش الذين همشوا فلم يجدوا ملاذاً سوى بسط اليد على بعض المساحات في الجبال أو أطراف المدن (سكان الأحياء العشوائية) مما يعرضهم لأخطار الأمطار والسيول والأوبئة.. هذه الفئة الفقيرة المنتمية لهذا الشعب اليمني الصامد رغم كل الظروف العاصفة بحياته واستقراره.

ما جاء في خطاب الأخ الرئيس هو التفاتة إنسانية تفرضها ضروريات مسئولياته عن رعيته وتعهده ببناء وحدات سكنية في المساحات الشاسعة من عدن إلى باب المندب.

ولكن وآه من لكن، لكن السلطة المحلية وأجهزتها التنفيذية، التي هي بحاجة إلى علاجات طويلة وشاقة لمعاناة أصحابها من الإعاقات النفسية، نخاف أن تئد هذا البرنامج الواعد وتجهض آماله كعادتها في التقاعس والتلاعب بحقوق الناس، لترحل من عام إلى عام.

فعدن لا تفعل أجهزتها إلا كل شتاء حين يقيم فيها فخامة الرئيس الذي يحث مسؤوليها على تنفيذ برامج الحكومة، وما أن يمضي حتى تعود لقوقعتها وتوصد الأبواب في وجوه الناس، هذه هي الحقيقة عارية بلا رتوش أضعها لتصل إلى مسامع الأخ الرئيس.

وإذا كان فخامته قد تبنى في خطابه وضع حد لبعض معاناة الشباب وسكان الأحراش والصفيح، فياليته يلتفت التفاتة أخرى إلى أمر مهم هو محنة تقض مضاجع هذا المواطن الفقير في عدن وتزيل الوسن من عينيه، وهي فواتير الكهرباء الباهظة الثمن بفعل تعسف مؤسسة الكهرباء التي تعتبر إقطاعية خاصة والتي تفرض النظام التجاري لتكلفة الوحدات المستهلكة من الكهرباء وهو نظام غير قانوني البتة، خصوصا وأن عدن منطقة جبلية ساحلية يحتضنها الصيف طوال معظم أشهر السنة، وتأتي فاتورة الكهرباء لتلتهم دخل المواطن البائس بل وتزيد. وهو دائماً مهدد بقطع التيار الكهربائي والتعرض المستمر لتهديدات المؤسسة وإجراءتها التعسفية.. فهل يتكرم فخامته ويوجه بإلغاء النظام التجاري على المنازل حتى تكتمل الفرحة وكل عام ونحن بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى