لا أحد يردع (ضريط)

> سلوى صنعاني:

> (ضريط) منذ تولى المسئولية وهو مشغول، فيما هو مشغول (لا ندري!). كل يوم عنده اجتماع.. اجتماع.. فاجتماع.. ما هي نتائج تلك الاجتماعات إذا كانت حاجات الناس قائمة، ولا يجد فراغاً لمقابلتهم إلا في يوم واحد من الأسبوع، ولأنه لا يكترث لذلك المواطن المنتظر حلاً لمشكلته تتراكم المشكلات ويكثر أعداد أصحابها.. ولأن (ضريط) مشغول ويومه منذ العاشرة وحتى الثانية في اجتماعات.. تظل المشكلة قائمة دون حل سوى أنه مشغول ومكلف مدير مكتبه وسكرتاريته بجمع أوراق الشكاوى لينظر إليها وقت فراغه، ولا فراغ لديه، ولجنة طالعة وأخرى نازلة من صنعاء.. أكل وشرب وإقامة على حساب المال العام!

امتيازات ضريط كثيرة، ولا يترك أي ثغرة في بنود الميزانية إلا ويرضع منها، بالإضافة إلى علاواته المتعددة، والفخامة في المكتب وسيارة فاخرة ومدير مكتب يأتمر بأوامره، وسكرتيرة ذاهبة غادية من وإلى مكتبه.

كثرة اجتماعات ضريط هي أيضاً من أكثر وأغزر ما يدر عليه من بدل اجتماعات لا أول لها ولا آخر.

وما يثير التقزز من ضريط زهوه، وشعوره بأنه رجل مهم تناط به مهام كثيرة وضخمة ذات ارتباط حيوي بحياة الناس، ولكنه لا يقدم لهم شيئاً سوى التبختر والزهو أمامهم بالبذلة وربطة العنق الأنيقة والعطر الفاخر الفواح في ردهات مؤسسته.. والحديث بأجهزة التلفون الجوال المتعددة (سبأفون ويمن موبايل وMTN..) يرفع واحد وينزل آخر..!

ضريط لا يتولى قيادة سيارته بل لديه سائق يقوم بأداء مهام أخرى غير توصيل ضريط كخدمة (المدام) وفسحة (الأولاد).

ويتباهى في زهو الطاؤوس بتضخيم صوته:«قولوا لهم إنني مشغول وإلا أفضل أن تخبرهم أن لدي اجتماع».

اجتماعات ضريط كثيرة ولا تأتي بخير يبشر الناس الذين يقضون معظم أوقاتهم على بابه (حمى ظمى) بانتظار الفرج الذي طال انتظاره أياماً وأسابيع وشهوراً.

واجتماعات تلو الأخرى، ولجان تلو الأخرى، ولا أحد يردعه ليقف على أمور الناس ويحل مشكلاتهم، ربما لأنه يجد في تجمعهم ووقوفهم الطويل ما يشبع رغبته من زهو وإحساس بأنه إنسان مهم، وأن وقته من ذهب، أما أوقاتهم فهي من تراب.

نموذج ضريط يعيش بيننا، ونجده في أكثر من إدارة ومؤسسة، ومن هنا جاءت المعاناة وعظمت، ولأنه لا رقيب ولا حسيب فدعوه يفعل ما يحلو له.. وعاش ضريط وليمُت الناس غيظاً!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى