30 نوفمبر ..ثورة الشعب

> «الأيام» أحمد مقبل الحنش:

> إن الـ 30 من نوفمبر يختلف عن غيره من الأعياد الوطنية ليس للجنوب وحسب وإنما للأمة العربية والإسلامية كونه أتى تتويجاً لثورة ألهبت المستعمر وحطمت عظمته وجبروته وجعلته يتهادى تحت وطأة وشدة مقاومة المناضلين الأبطال الذين كرسوا حياتهم وأنفسهم من أجل طرده من هذه الأرض، فبعد أربع سنوات من الجهاد بذل فيها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية جميع طاقاتهم ومواردهم البشرية والمادية المتواضعة محققين بذلك أعظم نصر، ليس لعدن وحدها وإنما لجميع الأمة العربية والإسلامية فلقد أتى هذا اليوم ليعيد الفرحة إلى أمتنا الإسلامية والعربية خاصة بعد نكسة حزيران الأليمة للجميع، فبعد أن شعر العرب والمسلمون بالإحباط والانكسار واليأس لهذه النكسة المريرة، التي جاء الرد عليها مباشرة من عدن الجنوب ليعلنها مدوية .

إن الـ 30 نوفمبر ليس خيالاً عابراً، بل ثورة حقيقية أسطورية صنعها أبناء الجنوب آنذاك لانتزاع حريتهم وكرامتهم، وإعلان ميلاد دولتهم دون الاستعانة بقوى خارجية، بل ورسم أهدافه ومبادئه ومعالمه دون صياغة من أحد مضحين بذلك بآلاف من الشهداء والجرحى في سبيل العزة والكرامة والحرية والمواطنة المتساوية رافضين بذلك الوصاية من أي طرف كان، فهو شعب يعشق الحرية والعدل والنماء والتطور ويعشق المدنية والسلام .

إن الـ 30 من نوفمبر يعد ثورة عارمة ضد المستعمر البريطاني الذي كان متمسكاً بأرض الجنوب لأهميته وموقعه الاستراتيجي العالمي، محاولاً استخدام الشعب وتطويقه ولكن هيهات، فقد طفح الكيل بأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الصابرين جراء تهميشهم وإلغاء دورهم نتيجة الضيم والاستبداد فتحولوا إلى وحش مفترس مدافعاً عن حريته وعقيدته وهويته ومقدراته وتاريخه .

إن الـ 30 من نوفمبر هو صناعة الحرية وإعادة الأمل وبداية الطموحات التي حرم منها شعبنا، فواجبنا أن نفرح ونبتهل بهذا اليوم، يوم الحرية من الجور والظلم والظلام إلى النور والأمن والأمان، لأنه حلم جيل أراد الحياة بحرية وناضل من أجلها وقدم كل شيء في سبيلها لنحيا آمنين مطمئنين متساوين غير أذلاء أو محرومين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى