ارحموا معيشة الناس وصحتهم!؟

> د. صالح يحيى سعيد:

> إنه لشيء مؤسف حقاً أن تأتي المناسبات والأعياد الدينية والوطنية، والسواد الأعظم من المواطنين يئن ويتوجع معاناة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي يعيشها، والتي تزداد سوءاً عاماً بعد آخر، وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى قول أحد الشعراء العرب عندما سئل من قبل أحد الإعلاميين في وطنه، ماهو شعورك وأنت تستقبل العيد؟ فرد الشاعر قائلاً:

عيدي إذا لم أجد طفلاً ببلدتنا

رث الثياب وطفلاً غير منتعل

عيدي إذا عاش كل الشعب في وطني

كالنسر يأبى إلا قمة الجبل

وكلمات هذين البيتين تعبر أصدق تعبير عن إحدى الأمنيات الرئيسية لمواطني البلدان العربية بما فيها بلادنا. إن المواطن يعاني ظروفاً قاسية معيشياً وصحياً واجتماعياً وذلك لأسباب عديدة من أهمها: الارتفاع المتزايد في أسعار المواد الغذائية الضرورية وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد وصل الكيس الدقيق إلى (5300) ريال، والكيس السكر (4400) ريال والطبق البيض (600) ريال، وسعر كيس الرز العادي (3500) ريال والبسمتي (7000) ريال وكيلو الصيد الثمد (1200) ريال، وجلن زيت الطباخة (800) ريال وحبة الدجاج البلدي (700.500.400) ريال للحجم الصغير والمتوسط والكبير على التوالي، وعلبة اللبن النيدو التي تعتبر من أهم غذاء الأطفال الصغار وصلت إلى (3055) ريال. وأما السبب الثاني فإنه يتمثل في الارتفاع الكبير لأسعار الأدوية والكشوفات والفحوصات الطبية سواءً أكان للأطفال أم الكبار حيث نجد أن علاج الحمى، السعلة يصل إلى مابين (500و700) ريال ولفترة لا تزيد عن أسبوع، وسعر الكورس الواحد (النوع الممتاز)لمدة شهر فقط لعلاج الضغط لدى المرضى الكبار (2450) ريالاً كما أن بعض الفحوصات على الأمراض ذات المؤشرات الخطيرة تصل إلى (3000) فأكثر للنوع الواحد من الدم، والكشافة المقطعية على الدماغ (12000) ريال، وتخطيط القلب على الجهد السريع (10000) ريال، وسعر الإبرة الواحدة لبعض الأمراض (3000) ريال كحد أدنى، وهنالك سبب ثالث ألا وهو الاستخدام غير العقلاني وغير المسؤول للمواد الكيماوية على أنواع الخضار والفواكه كافة وشجرة القات بصورة مخالفة لتعليمات وزارتي الصحة والزراعة، وللأنظمة والقوانين، ولما يجري في البلدان الأخرى وكذا للإرشادات المسجلة على غلاف علب الأدوية نفسها.. إضافة إلى ما تم ذكره فإن المواطن يعاني من حجم ارتفاع تكلفة خدمات الكهرباء والهاتف والمياه والمواصلات وأسعار المواد والاحتياجات الأخرى كافة، ومما يزيد المسألة خطورة وتعقيداً أن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب ولكن في ظل تواصل جرعات ارتفاع الأسعار، وتخلي الحكومة عن دعم موازنة المواد الأساسية الغذائية منها والصحية، وانتهاء صلاحية استخدام بعض الأدوية والمواد الغذائية واختفاء الأدوية من الصيدليات والمستشفيات الحكومية التي تأتي كمساعدات من الدول والمنظمات الدولية، واتجاه المؤسسات الصحية الخاصة نحو كسب الربح على حساب المواطن وانعدام الرقابة الحكومية، وتدني أجور الفئات الوظيفية الدنيا، وتقليص ميزانية التوظيف، وتلوث البيئة والأجواء بالمواد الضارة متعددة المصادر، وضعف الرعاية الصحية والاجتماعية وانعدامها أحياناً، وخصخصة المؤسسات العامة وتأخير استلام رواتب عمالها، وشحة رواتب أسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير، ثم تجميد عشرات الآلاف من وظائفهم المدنية والعسكرية بدون وجه حق. وعليه يمكن القول إن الأسباب والعوامل التي تم ذكرها وتلك التي لم تذكر تؤثر سلباً على معظم المواطنين وتجعل حياتهم الاجتماعية والصحية والمعيشية معرضة لصعوبات ومخاطر عديدة كما أنها تؤثر سلباً على استقرارهم النفسي والوظيفي وعلى إبداعاتهم وإنتاجهم المادي والروحي. فيا ذوي الشأن في الحكومة والسلطة ارحموا معيشة الناس وصحتهم فكل راع مسؤول عن رعيته والتاريخ لن يرحم أحداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى