أقلامنا سيوفنا

> علي صالح محمد:

> نعم ستظل أقلامنا مشرعة كالسيوف لمقارعة الباطل والظلم حيثما حل وترحل، ومن أجل سيادة الحق ومواجهة التضليل ومقاومة البغي والفساد في إطار عملية الصراع بين الخير والشر، وهنا فإن وسيلتنا إلى ذلك هي الكلمة الصادقة دون سواها، وندرك جيداً أن بعض الكلام أقطع من الحسام، لأننا من المؤمنين بأن في الصدق منجاة لأصحابه، وفي الكذب ملهاة للجميع، ومقتنعون بأن حب المدح الكاذب رأس الضياع، ومن طلب شيئًا وجده وإن لم يجده يوشك أن يكون قريباً منه، وفي طلب المعالي يكون العناء كما يقول الأكثم بن صيفي، وتفوضنا في ذلك ببساطة قوتا الحب والحق الراسختان في وجداننا وحضورنا الإنساني كبشر حقيقيين ملتصقين بقوة بهذه الأرض، لهم حقوق حقيقية بحجم الوطن وبعمق التايخ والجغرافيا، لأنهم ليسوا هامشيين يمكن الدوس عليهم والسير على أجسادهم ببساطة لأنهم عبر التاريخ ذروة حمير وهنا وحين نتمسك بالقلم كسيف نصد به العاديات فإنما لنرسي قواعد الحوار بين بعضنا كسبيل لحل الخلافات في هذا الوطن المتعب، بعد أن أنهكنا الرصاص والحراب والحروب ليظل الناس يدفعون الثمن عبر الأزمان وفي كل العهود وفي كل مكان بين قاتل ومقتول، ونعترف بلا رهبة أو خوف أننا بشر قادمون من مدرسة اللاعنف لم تتسخ أياديهم ولا عقولهم ولو بحبر التقارير، نعمل بوضوح بهذا النهج مع كل الخيرين والشرفاء وبعلنية شديدة ونسعى مع كل المؤمنين إلى تجسيد هذا المنهج في السلوك من خلال تعميق معاني التسامح والتصالح والتراحم والخروج من قيود الماضي ومآسيه.

والتعامل مع الحاضر بالاستفادة الواقعية من الأخطاء التي نعانيها حتى اليوم، لهذا لن تثنينا الدعوات الهستيرية المشبوهة لإبقائنا أسرى الماضي المليء بصورة الملهاة والمأساة وهو ما يصر عليه على الدوام صناع هذا الماضي أي المستفيدين منه في وقتنا الحاضر، لهذا نقول لا تشمتوا في الذلة ولا تفرحوا بالعزة فبكل عيش يعيش الناس فقراء وأغنياء ويموتون متكافئين، كما ندرك حالة السعار التي يعانيها هؤلاء حين يعرفون أن لكل ذلك مدى بممارستهم ذلك الاستغفال والاحتقار، وهنا نردد ما قاله الشاعر:

لا تحقر صمت الضعيف فربما

تموت الأفاعي من سموم العقارب

فقد هد قدماً عرش بلقيس هدهد

وخـرّب فـأر قــبـل ذا سـد مـأرب

وحين يمارسون الزهو والتكبر تجدهم يرتعبون خوفاً من إدراك الناس المتنامي ووعيهم بما جرى ويجري ويعمدون بقوة إلى انتهاج وسائل التضليل التي يعرف الناس مقاصدها ومراميها المتهرئة، لهذا ننصحهم بالقول عليهم أن يراجعوا الأمور ويتعلموا الاتعاظ

«لأن الكبر تبغضه الكرام وكل من يبدي تواضعه يحب ويحمد» أما الذين يكثرون من الذل في أنفسهم نقول لهم:

لا يرتضي الذل أن ينزل به أبداً

إلا الجبان الوضيع النفس والشيم

ولا يقر على ضيم سوى رجل

لم يدر ما المجد في معنى ولا كلم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى