أسـعـار الـشـرب مـن الـبـحـر

> سعيد عولقي:

> رجعت قضية الأسعار والغلاء أشرس مما كانت عليه في الموسم السابق في الأسماك والخضار، وهي منتجات محلية لا فيها عوامل خارجية ولا أسباب سمبتيكية، والمسألة كما يبدو لي وراءها عوامل إجرامية ومش متروكة لمصادفات العرض والطلب.. يعني يا معني أنتم يا اللي تبيعوا الخضرة والصيد لا تنقصوا السعر عن الحد الفلاني- وهو ما تحدده العناصر الإجرامية في السوق- وعندما يقول بعض تجار التجزئة: «لكن بالتريقة ذي الناس باتموت جوع؟» يكون الرد الإجرامي: «مافيش خوف.. البلاد زحمة».

ولما يراجع تجار التجزئة العناصر الإجرامية للسوق بالقول بأنه البضاعة باتخيص وباتتكدس وما حد بايشتري وكمان نحن من بايعوضنا عن الخسارة؟! ترد عليهم هذه العناصر الإجرامية: «مافيش خوف.. اعملوا مثلما نقول لكم وتعويضكم عن الخسارة علينا»، ويستمر بينهم الحوار بين اللي ما يفهمش واللي يفهم عن الدواعي إلى التمسك بالأسعار الغالية إلى حد أن البضاعة تفسد برغم وجود قدرة شرائية بأسعار أقل.. وهذا كما يرون أفضل من التمسك بالغلاء الذي يؤدي إلى رمي الكثير منها في القمامة أو البحر.. فيكون جواب اللي يفهم قوله: «يا ابن أمك لما تتشدد في موقفك وترفع السعر تكون الفائدة أحسن ويكون هناك تثبيت أو تطبيع عند الناس بأنه أيش؟ بأنه الطماط غالي ومن ميتين وما ينقص عن مئة وخمسين..الحكمة الإجرامية في السوق تقول انه أحسن لك تبيع السلة بسعر سلتين وبالتالي يكون الحمل عليك أقل..ها.. هكذا.. مش يقولوا انه الفواكه وبعض الخضار عندنا سعرها أغلى مرة ونص ومرتين ومرتين ونص عن سعرها اللي في أسواق المملكة العربية السعودية؟ أيوه نحن نعرف هذا ونبيع بسعر دبل وأكثر من دبل لأنه ماحد يقدر يروح إلى السعودية منشان يشتري خضرة لبيته صح؟ ونحن هنا لما نجدل بالسمك وإلا الخضرة في الكدافة وإلا في البحر ولا ننقص من سعرها هذا يعود إلى أن المسألة مسألة مبدأ وفي نفس الوقت مسألة قيمة.. أي اننا نكون قد خرجنا تكاليف الانتاج مع فائدة مريحة من الكميات اللي ابتاعت بالسعر الغالي لذا ما عاد نحناش بحاجة قليل زايد ناقص ننزل منشانه السعر.. فنكرع به وإلا نخليه يبتاع رخيص ويخربط لنا أساس وقوانين الحقارة في السوق؟ ها؟ قلنا لكم اتعلموا وافهموا ونحنا في الأخير مش خسرانين.

هيا تعرفوا انه واحد بدوي رعوي مزارع أهبل أطبل ملأ سيارته- أكيد السيارة مستأجرة- بالبرتقان وندري به إلا هدّي بدي وقف بركن السوق.. أيش في؟ مالك يا اكسلانس؟ أيش جابك إلى هنا قال أجأ يطلب الله، قلنا له كلنا طالبين الله لكن أنته مش مسجل في السكسبانس ومش محسوب على الفكسبيس كيف تدخل السوق هكذا عرور؟ قال الاكسلانس انه شرح موضوعه قبل أسابيع للأخ حسن فرور العميد حق (الجسة) فقال له يطلب الله على بطنه من جيز الخلق..طبعاً نحنا اتفاهمنا معه بالهداوه لأنه نحنا برضه عندنا إنسانية مش مجرمين وخلاص.. المهم لأنه الرجال غشيم ولأجل خاطر حسن فرور ازطرينا (الكلمة الصحيحة هي اضطررنا وبالعامية اضطرينا لكن نحن من باب الفراهة نقول ازطرينا) قلنا أيش؟ ازطرينا نشتري من الاكسلانس الغشيم المحصول حقه كله بسعر التكلفة تعرفوا ليش؟ لأنه هذا الجني لو ماحسمناش الموضوع معه وعاد المسألة حامي وفي أوله بايفتح لنا باب وبايفك لنا فاكوكه.. أحسن نحنا نتحمل قليل خصارة ولا نخربط قانون الحقارة ونعطل نظام السوق.

على كل حال نحن بانستمر نبيع بالسعر اللي نحدده واللي مش عاجبه يشرب من البحر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى