ياللي فوق بصوا لتحت

> اسكندر عبده قاسم:

> كم كنا سعداء وكم شعرنا بالارتياح الشديد عندما وجه فخامة الأخ الرئيس حفظه الله بإطلاق الاستراتيجية الثانية وقدرها %50 من شهر أكتوبر 2007م. وجاء الشهر المعلن لإطلاق الاستراتيجية وكانت المفاجأة صدمة لنا جميعاً -وخاصة نحن الموظفين البسطاء والمتقاعدين، فقد احتسب القانون للمتقاعدين نصف ما تحصل عليه الموظفون الفاعلون أي %50 من %50 و«شر البلية ما يضحك» حيث وصلت الزيادة لأعلى موظف حكومي نحو عشرة ألف ريال والمتقاعد له النصف، وكلما كانت «الماهية» قليلة كانت الزيادة أقل وأقل قد تصل أحياناً إلى الثلاثة ألف أو الألفين أو الألف أو أقل.

يعني يا حكومة يا بدر لا رحنا ولا جينا.. هذه الزيادة أو الاستراتيجية التي أعلنوا عنها لم يستفد منها أحد من الموظفين سوى الوزراء والوكلاء ومدراء العموم، حيث بلغت الزيادة لهم خمسين ألفاً وأكثر.. والطعن في الميت حرام.. كفاية دغدغة لمشاعر الناس وكفاية طعن في أجساد الموتى.

نحن نعرف أن الغلاء ينهش فينا كل يوم.. أكلنا ودواءنا ومواصلاتنا نار في نار والحكومة وحتى اليوم لم تضع حداً لذلك الغلاء لأن أغلب التجار والشركات هم من أعضاء الحكومة ومجلس النواب -مع اعتذاري لهم- وهم الذين يتحكمون في أسعار الدولار والغذاء والدواء والشعب له الله، المهم نأكل ديمقراطية ونموت ديموقراطيين. ناهيك عن طبقات مدقوقة ومسحوقة بعضهم (متعاقدين) في الوظيفة بسبعة ألف ريال وبعضهم بلا رواتب ويأكل وجبة واحدة في اليوم وأحياناً لا يصلون إلى قيمة حبة دواء لإنقاذ حياة مريض فيهم.

إذن لنتفق جميعاً على أن أصحاب فوق هم المستفيدون دائماً، وخاصة من الزيادات والاستراتيجيات وأما اللي تحت فهم (المدقوقون) وحتى العظم لأنه لا توجد حماية أو دعم خاص لقوت ودواء المواطن كما كان في عدن أيام زمان.. فالحكومة في حالة مخاض ولم تلد مولوداً يبشر بخير أبداً.. وهكذا يمر الوقت والحال هو الحال والشعب في عذاب مستمر.. فهل يعودون إلى الله ويتذكرون لقاءه في يوم عظيم (يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم).. اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى