كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لا أريد أن أضع الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج في قالب من الحرير.. ولا أريد أن أتباهى بأمجاده السياسية والاجتماعية والعمالية.. وهو الرجل الذي كان يرسم الدنيا بنظراته الثاقبة.. وهو عندما يكتب مقالاً كأنه يصدر عدداً ممتازاً من الجريدة التي ينشر فيها المقال.. وأنا أعجب جداً بما يكتبه بين الحين والآخر..أعجب بأسلوبه وأفكاره والقضايا التي يثيرها.. وأسلوبه في الكتابة ليس صعباً أو معقداً.. ولكنه سهل وممتع.. وأفكاره فيها الكثير من التهذيب للعقل والوجدان.

> وفي الآونة الأخيرة كتب الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج بعض المقالات التي أثارت حفيظة بعض الناس عليه إلى حد الشتم والتجريح والإساءة إلى شخصه بدون معنى.. مع أن الذي كتبه ونشره كان له أكثر من معنى.. بل الكثير من المعاني التي درسها واستوعبها تماماً وتفجرت في داخله بعد أن رأى الهوان والذل والضياع والعبث أي اللامعنى لأي أحد ولأي شيء في حياتنا.

> ومن المؤكد أن حياة الأستاذ الأصنج لم تكن سهلة أو مفروشة بالورود.. فقد خاض معارك كثيرة في السياسة وفي الحركة العمالية والاجتماعية والاقتصادية.. وكانت خطواته أطول وأسرع.. وكانت إنجازته فيها انتصارات شخصية له وقد رأيناها وعايشناها في الجنوب والشمال.. ومازالت بصماته في السياسة والاقتصاد واضحة في كثير من المعالم البارزة في حياتنا.. فهو الذي وضع أساسها وأنتجها وأخرجها إلى الحياة في الحركة العمالية وفي منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الجماهيرية والمشاريع الاقتصادية الأخرى.

> ولكن قبل أن أبدي دهشتي أو اعتراضي على ملاحقة بلادنا الانتربول الدولي والسلطات السعودية بتسليم الأستاذ الأصنج على خلفية مقال نشره في صحيفة «الأيام» حول الأوضاع المتردية في المحافظات الجنوبية.. أتحسّر على الذي أصابنا.. فلم أكن أتصور أننا أصبحنا بهذا السوء والجهل إلى حد وصل بنا الأمر بمطالبة الانتربول والسلطات السعودية تسليم الأستاذ الأصنج لنا.

> إن ما كتبه الأستاذ الأصنج ليس فيه جرم أو مؤامرة لقلب نظام الحكم في بلادنا يستحق مطالبة الانتربول كما ذكرت المصادر الرسمية بأن اليمن تقدمت إلى الشرطة الدولية (الانتربول) لإلقاء القبض عليه وتسليمه لأجهزة العدالة اليمنية.. وذلك لمحاكمته في القضايا المتهم بها من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية مقال كتبه ونشره في جريدة «الأيام» وطالب فيه بالعودة إلى وثيقة العهد والاتفاق باعتبارها الخيار الأنسب والأفضل.

> وكان رد مكتب الانتربول في السعودية الساخر من طلب اليمن تسليم الأصنج في رسالة إلى سفارتنا بهذا الشأن أوضح فيها «أنهم كشرطة جنائية دولية مهمتها إلقاء القبض على الجناة المتهمين بالقتل والخطف والجرائم الإنسانية والهاربين من العدالة».. وأوضحت رسالة الانتربول «أن الطريقة التي يتم من خلالها التعامل مع مكتب الانتربول في مختلف الدول أن تكون الطلبات التي يستلمها عادة من النائب العام في أية دولة يرفق بها صحيفة الاتهام والأدلة وتسلم لمكتب الانتربول في الدولة الطالبة التي يرسل منها نسخة لمكتب الانتربول الرئيسي والأصل لمكتب الانتربول في الدولة أو الدول التي يتوقع وجود الجاني فيها».

> اقرأوا هذا الكلام لكي تزدادوا حسرة من الاستخفاف بنا.. وقلة حيلتنا.. وسوء تدبيرنا!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى