الإرادة المسلوبة في وطن الأعجوبة

> «الأيام» ناصر أحمد الشماخي /الوضيع - أبين

> حينما تفقد الناس إرادتها فإنها تقف عاجزة وحائرة فيما هي فاعلة في حياتها المقبلة فتصبح أسيرة مابين النظر إلى الأفق، وإلى ما هو حامل لها المستقبل القادم، فتظل عائشة بين صمت القوة وتقطع أحشاء ما تحت لهيب آهات تتدرج بين الديمومة والبقاء والسير على جدران الزمن المكبل بالقيود التي تكبح طموحات أي فرد وإدخاله في عيش شقي أقرب إلى الانتحار. في وطننا صارت إرادة أبنائه مسلوبة ومقموعة بشتى أساليب البطش، حتى تقف إرادة المواطن خرساء غير قادرة على التعبير لنيل مطالبها المشروعة.

إن ما يبعث على الحزن في دواخلنا نحن أبناء الوطن حينما يتناهى إلى مسامعنا أن كل شخص يطالب بحقوقه أصبح شخصاً سيئاً للمجتمع وللوطن ومثيراً للبلبلة التي لا يقبلها أصحاب العيش الرغيد الذين حولوا حلم أبناء الوطن إلى مآسي ومآق تذرف دموع الحسرة والقهر.. نحن نقبع في وطن لا يرضى أسياده إلا أن تكون كلمتهم هي العليا فوق النظام والقانون فأي إرادة يتسلح بها المواطن رغم كل هذه الانحناءات التي تقف حجر عثرة أمام هذه الإرادة المسلوبه التي سلبت بقوة الوعيد والتهديد الذي يطالنا نحن أبناء الوطن يوماً بعد يوم من قبل شرذمه حاقدة لا تعرف معنى قيم الوطن، وطننا صرنا فيه غرباء وأصبحت حياتنا ليس لها سوى انتظار أجلها المحتوم الذي لا مفر منه، إرادة مسلوبه ومقيدة داخل صدورنا كتب عليها الموت شنقاً حتى لا ترى النور وتحلق في فضاءت العالم الخارجي.

لماذا يريد هؤلاء الوقوف وقفة واحدة لكبح جماح إرادتنا التي أصبحت في طي الكتمان، وغير قادرة على تحمل مصائب الدهر التي تجره وتهوي به إلى الهلاك .. فأي إرادة يحملها أبناء الوطن المهددون بأن يعيشوا بين أحضان جدران أربع خرساء تحتوي معاناتهم.

فيا ترى من سيكفل لنا نحن أبناء الوطن حقوقنا ويعيد لنا إرادتنا المسلوبة التي سلبت منا نحن تحت مسميات خاطئة وغير منطقية حتى أصبحنا ننظر إلى الوطن بأعين تملؤها التساؤلات ودهشة الاستغراب التي لا يستوعبها العقل .. بأن أصبحنا مسلوبي الإرادة في وطن الأعجوبه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى