القذافي يختتم زيارة لفرنسا اثارت جدلا كبيرا

> باريس «الأيام» الان بومينيل :

>
اختتم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس الجمعة زيارة لفرنسا اثارت جدلا كبيرا، لم تهدئه وعود بمليارات اليورو متأتية من توقيع عقود مدنية وعسكرية مع ليبيا.

وفي يومه "الفرنسي" الاخير، زار القذافي قصر فرساي حيث توقف طويلا امام عرش الملك لويس الرابع عشر الذي قال انه معجب به.

واجمع المراقبون على ان هذه الزيارة كانت غير مألوفة في جوانب عدة. فقد استمرت خمسة ايام واثارت عاصفة من الانتقادات وطغت عليها شخصية الزعيم الليبي الذي حل ضيفا على الرئيس نيكولا ساركوزي.

والقذافي العائد الى فرنسا بعد غياب استمر 34 عاما، نصب خيمته البدوية في حديقة مقره الرسمي وجال في باريس بسيارته الليموزين البيضاء على رأس وفد كبير.

واثبت الزعيم الليبي مجددا انه زعيم خارج على المألوف حين نفى كلام ساركوزي مؤكدا انه لم يبحث معه قضية حقوق الانسان وداعيا فرنسا والاوروبيين الى اظهار احترام اكبر للمهاجرين قبل اعطائه دروسا.

وانهى القذافي توقيع العقود مساء الاثنين. وبعدما التقى ساركوزي مرتين وقام بزيارة للجمعية الوطنية قاطعتها المعارضة، خصص ما تبقى من وقته للسياحة، فقام بنزهة في نهر السين وزار متحف اللوفر ثم قصر فرساي.

وشنت المعارضة حملة على القذافي متهمة ساركوزي باعطاء شرعية ل"ديكتاتور". وحتى داخل صفوف حزب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الحاكم، اعتبر كثيرون ان باريس بالغت في التعامل مع ضيفها.

لكن الرئيس الفرنسي رفض الانتقادات، موضحا انه "يجب التحدث الى الجميع" وتشجيع ليبيا على المضي قدما في "كسب احترام الاخرين"، وذلك بعد خمسة اشهر من الافراج عن الطاقم الطبي البلغاري الذي اعتقل في طرابلس.

وشدد على ان هذه الزيارة تعود بالفائدة على فرنسا بفضل مكاسب تجارية قدرها باكثر من عشرة مليارات يورو. ولكن ثمة تساؤلات حول هذا الرقم، وخصوصا ان قسما من العقود لا يعدو كونه رسائل نوايا او مجرد تأكيدات.

وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم الجمعة ان بعض هذه العقود تم التفاوض في شأنه في طرابلس عام 2004 خلال زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.

واعتبر المحلل نيكولا بوزو ان "هذا النوع من العقود الضخمة يخضع لمفاوضات مسبقة ويشكل استثمارا بعيد المدى"، لكنه تدارك ان "الحصول في النهاية على ما بين خمسة وعشرة مليارات (يورو) لن يكون امرا سيئا".

وفي المحصلة، اسفرت زيارة القذافي عن بيع مفاعل نووي مدني و21 طائرة "ايرباص" في موازاة امال كبيرة ببيع اسلحة، وخصوصا 14 مقاتلة فرنسية من طراز "رافال".

لكن هذا "الحصاد" لم يكن كافيا لتبديد تحفظات الفرنسيين الذين لم يوافق 52% منهم على الزيارة بحسب استطلاع للرأي نشر الجمعة.

من جهته، رأى استاذ العلوم السياسية نوفل ابرهيمي الملي ان "القذافي هو الرابح" من هذه الجولة التي قادته الى لشبونة حيث شارك في القمة الاوروبية الافريقية وتشمل ايضا اسبانيا التي يصل اليها السبت.

واكد ان الزعيم الليبي "عزز شرعيته الدولية"، لافتا الى انه "افاد" من الزيارة ايضا على الصعيد الداخلي، "فالصحافة الرسمية قالت انه كشف للفرنسيين حقيقة موقفهم من حقوق الانسان".

وكان هذا الموضوع في صلب الجدل. فسكرتيرة الدولة لحقوق الانسان راما ياد اعربت عن امتعاضها من مصادفة وصول الزعيم الليبي الى باريس مع اليوم العالمي لحقوق الانسان، وقالت "يجب ان يفهم القذافي ان بلدنا ليس ممسحة".

في المقابل، وصف القذافي زيارته لفرنسا بانها "تاريخية"، مشيدا بالاستقبال "الحار" الذي خصه به الرئيس ساركوزي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى