من اوقد نار الفتنة احترق بها

> «الأيام» طه حسين بافضل / حضرموت

> ينبغي للمواطن أن يحرص على أمن وطنه واستقراره وتقدمه للوصول إلى مستوى الوعي بأهمية السكينة والهدوء في مسيرة الحياة دون إحداث القلاقل وافتعال المشاكل التي تؤدي بالضرورة إلى أمور غير مرغوب فيها عند العقلاء .

إن المطالبة بالحقوق والسعي لنيلها أمر مشروع لا يمكن المساس بمشروعيته أو الحد من وجوده ولكن ينبغي أن تكون هذه المطالبة في سبيل معتدل ومتزن ووفق الطرق المشروعة والأساليب المتاحة التي تتقبلها الأنفس الواعية وتؤكد عليها القوانين الرسمية وينبغي في المقابل أن يُسمع لها وتُفهم في سياقها المعقول دون الوصول إلى تساؤلات وترجمات غير صائبة مؤداها أن هؤلاء يريدون زعزعة الأمن وإحداث القلاقل وإشعال الفتن بل ينبغي المسارعة لحل الإشكاليات وردم الهوات وصولا إلى مرحلة من الانضباط السلوكي بين أفراد الجميع .

إن الفتن إذا حلت بأي بلاد لا تقف عند حد، فهي تأكل الأخضر واليابس ومن يوقد نارها هو أول من يستعر بلهيبها وتحرق عليه ثيابه وتعري ستره فتفضحه بين الخلائق فإن كانت قواعده هشة ومنطلقاته باطلة فمصيره التهتك والضياع وتوجيه سهام الذم والتنكيل عليه وعلى مسعاه الضال وهذا مشاهد في واقعنا المعاصر وما بني على باطل كان إلى الباطل أقرب .

فالواجب على العقلاء في يمننا المبارك أن يفهموا واقعهم جيداً ويعلموا أن البلاد ليست بحاجة إلى مصائب فوق ما تحملها ولا نكبات فوق ما تقاسيه من التخلف والفقر والفساد المستشري في كل مفاصلها وعظامها.

أرى حلل الرماد وميض جمر

ويوشك أن يكون له ضرامُ

فإن لم يطفه عقلاء قوم

فإن وقوده جثثٌ وهامُ

وعلى المرء أن يدرك جيداً أن عجلة السير لا ترجع إلى الوراء إلا عند الحمقى وضعاف العقول ومن تستهويهم اللحظة الحاضرة وتغريهم الوعود الزائفة والأحلام التافهة والرؤى الكاذبة فلا مجال لليمن جميعاً إلا رص الصفوف وحل القضايا العالقة وتقريب النفوس وفتح صفحات جديدة مقرونة بصدق الأقوال والأفعال والأخذ على أيدي المفسدين والمتنفذين فإنهم قلة ولكنها مؤثرة والله تبارك وتعالى إذا أراد أن يهلك قرية أهلكها بحفنة من المترفين فيفسقون فيها فتدمر تدميراً. نسأل الله لنا جميعاً السلامة والعافية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى