بلادنا مع.. من ؟؟

> محمد عمر باجنيد:

> يبدو أن لسان حال الكثيرين من أبناء هذه البلاد الفقراء المساكين، هو التساؤل عما إذا كانت بلادنا جزءاً من إفريقيا الفقيرة حتى تحل بها كوارث مثل الفقر والجهل والهجرات غير الشرعية لأبنائها إلى الدول المجاورة.

في بلادنا تعلن الجهات الرسمية عن الهبات والقروض من الدول الغنية أو من البنك الدولي وكأنما تلك الهبات والقروض قرائن للاستقرار والديموقراطية ورسوخ الوحدة وليست حججاً دامغة على ضعف الإدارة في تحقيق التوازن بين الموارد الفعلية للبلاد وحاجاتها من التنمية.

هل نحن من تلك الدول الإفريقية أم نحن جزء من الجزيرة العربية نتمتع بثرواتنا ونحلم بمدن جميلة متكاملة الخدمات وتسير خطط التنمية في بلادنا بمنهجية علمية، وتتصف دوائرنا الحكومية بالانضباط والصدق والأمانة وتتمتع منتجاتنا الصناعية بالجودة وخطوط طيراننا بدقة المواعيد ومستشفياتنا بالتقنيات الطبية الحديثة وجامعاتنا (الكثيرة) بالمختبرات العلمية المتطورة ومدارسنا بكل المحفزات للتعلم والتلقي.

هل نحن جزء من هذه المنطقة الجغرافية من العالم التي تخلت عن مسمى الجزيرة العربية لصالح الخليج فأصبحت بلادنا بعيدة عنهم كأنما جيراننا خليجيون أما نحن فجزيريون لأننا لا نلمس كمواطنين وصفاً كفيلاً بأن يدل على أن بلادنا أصبحت على مقربة من التقدم الذي تحقق لدول الخليج.

الخليجيون يستعدون للسوق المشتركة في الأيام القادمة فيما نراهن نحن على الوحدة المعمدة بالدم والتي يمكن تعميدها بدم أكثر وأكثر حتى وإن لم يبق أحد من الشركاء الجنوبيين.

الخليجيون ينتظرون قراراً بفك الارتباط من الدولار الأمريكي أو بقاء الحال على ما هو عليه لعملتهم وننتظر نحن شهادة تصنيف للمواطنة فيما إذا كنا خونة انفصاليين وعملاء أم وحدويين.

الخيلجيون اعترفوا بوجود البطالة ويبحثون عن حلول لها ونحن نبحث عن مسميات للعاطلين حتى تعترف الحكومة بحجم معاناتهم.

الخليجيون مشغولون بسوق الأسهم وثقافة سوق البورصة العالمي ونحن مسروقون من القات والرشى والضرائب.

طلبة النهائي في الجامعات الخليجية يبذلون قصارى جهدهم للتخرج بتقدير مرتفع ليكون التقدير واسطتهم في الحصول على بعثة للدراسات العليا في الجامعات العالمية فيما يفكر الطالب لدينا هل يتخرج لينضم إلى حزب (خليك في البيت) أم يعيد العام الدراسي ليضمن السلامة بالبعد عن الحزبية والتحزب.

الخليجيون اتخذوا إجراءات جمة لمواجهة موجات غلاء أسعار المواد التموينية مثل دعم السلع وزيادة الأجور مع مراعاة أن تكاليف الكهرباء والاتصالات والمياه في الخليج منخفضة جداً، أما في بلادنا فنحن نشكو جور ضريبة المبيعات وضريبة الدخل وأسعار الكهرباء والمياه مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعد ذلك نسأل هل اقتربنا حقاً للانضمام إلى تجمع دولي !!

قد يكون ذلك لكن بالنسبة للانضمام إلى مجلس دول التعاون الخليجي فالمسألة تحتاج إلى خطوات إصلاحية جادة تبدأ من داخل البلاد وليس عن طريق الهبات والقروض والمساعدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى