مسرحية (حلا .. حلا يستاهل) تجربة تقدم روائع الفن المسرحي ..المخرج عمرو جمال ينتقل من تجربة رائدة الى فن المسرح الحديث

> «الأيام» مصطفى غيلان:

> مسرحية (حلا.. حلا يستاهل) تأليف وإخراج الشاب المبدع عمرو جمال والتي قدمت عروضاً تجريبية ومازال الطاقم المسرحي لفرقة خليج عدن المسرحية يتلقى التمرينات قرابة أكثر من أسبوعين من قبل هذا المخرج الذي يعد نفسه للمسرح العالي والرفيع لأن الضابط في أداءه معيار الجودة في فن العرض يستهدف أولاً تقنية وتكنيك الشكل المسرحي أما المضمون عنده، فله قيمة تبعية للشكل وليس هو الأصل المتحكم في جودة العمل، وحتى الآن فهو ينزع إلى الفن العالي لكنه لا يهمل ما هو إمتاعي لهذا نجد في عمله أسلوب الفن الحديث وتقنياته تتضايف فيه أكثر الفنون في تكامل لإخراج رإية الكاتب بمسرحية النص بأداء وحركة وحوار وتمثيل الشخوص بعروض ومشاهد، فيه تتكامل كل العناصر المسرحية من تشكيل وديكور وإكسسوار وصوت في رسم لوحة إخراجية بديعة للنص الذي استوفى كل شروط ومقومات النص المسرحي والإخراج الذي أخذ فيه بتأصيل قواعد الإخراج وعلم المسرح والخشبة. وبمناسبة بداية أول عرض لهذه المسرحية أجرت «الأيام» لقاءات مع عدد من الممثلين نوجزها على النحو التالي :

كان اللقاء الأول مع سُهى علوان التي تحدثت عن تجربة بدايتها قائلة: «البداية كانت في الثانوية العامة قبل حوالي 5 سنوات في المسرح المدرسي وأول مشواري الحقيقي في رباعية شكسبير مربع الأرجوان إخراج علي يافعي وكنت ممثلة بالإحلال أي إنني لم أكن الممثلة الحقيقية ولكن نظرا لتغيب الفنانة ذكرى أحمد في مهرجان عدن للمسرح، وحقيقة اللقاء مع الفنان قاسم عمر في المدرسة الثانوية فيه بداية تنمية المهارات وكذلك في (صامتة الجاروف) لجميل محفوظ التي رشحت للمشاركة في القاهرة». وتابعت حديثها «وفي ليالي عدن مثلت في (أبو درزن عيال) إخراج هاشم السيد تأليف قاسم عمر وتلتها الفضائية في (ضيافة المعتصم) ومع الفنان عمرو جمال (عائلة دوت كوم) إخراجه وتأليفه وكذلك مسرحية (عطاء حسبها خطأ) و(النفس بالقلوب) لحازم الشاعر و(حروب على الهواء) تأليف محمد عبدالله سعد إخراج منصور أغبري والآن أعمل في مسرحية (حلا .. حلا يستاهل) تأليف وإخراج عمرو جمال».

ثم بادرتها بالسؤال التالي :

< التمثيل هو تقمص للدور وأداء للشخصية وإني أرى أنك في مسرحية (حلا .. حلا يستاهل) معدة الإعداد الجيد للتمثيل، أليس كذلك؟

- في الحقيقة أنا أمثل ومصطلح التمثيل كبير علي وهو مفهوم ارتبط كثيراً بالاحتراف أكثر مما يستخدم اصطلاحا للهواة وإن استخدم على سبيل المجاز ليس إلا وأنا في الحقيقة لم أمثل لأن التمثيل له قواعده وشروط احترافه وفيه أيضاً مشقة وتحمل للدور ولم أصل إلى هذا المستوى حتى أقول إنني أمثل بناء على هذه المواصفات المعيارية لمفهوم التمثيل كما أشرت ولكن هذا لا ينفي قطعا عني صفة التمثيل إلا بالمعايير الفنية الضيقة لمفهوم التمثيل لذا فإني لم أمثل بل أعيش وأتقمص الشخصية بتلقائية وعفوية وإن تدخل المخرج الهدف منه تغليب قواعد الفن المسرحي لكني أنزع في أدائي إلى التلقائية والعفوية لا إلى الاحتراف إلا بمستوى معقول.

< الفنانة سُهى علوان أنماط الشخصية لها صلة كما أعرف بالقدرات والمهارات التمثيلية هل وفق المخرج عمرو جمال في اختيارك لهذا الدور امرأة متسيدة ومتحكمة في الرأي ؟

- الاختيار يعود للمخرج فهو الأدرى بفنون الأداء ومهارات الممثلين وهذا أسلوب مقرر العمل به في المسرح فالأدوار وزعت للممثلين بناء على قاعدة الأصلح والأجدر والأفضل وعلى فهم لمستوى بناء القدرات فله مطلق التصرف والاختيار فهو نجح في الاختيار المدروس ونحن قبلنا لما أجازه وأقره .

< التمارين المسرحية استمرت قرابة أسبوعين وأكثر هل ترين أنك على قلة البروفات على مستوى من الجاهزية للتمثيل؟

- المتابعة للمسرح فيها مشقة وبحاجة إلى صبر وكذلك التمثيل فيه كلفة ومشقة كما تعرف فأنا دوري امرأة مستبدة بالرأي تريد مركز الجماعة وتدير البيت بروح التسيد وهي الشخصية المركزية الأساسية في العمل ومرتبط بها سياق وحركة النص وشكل الأداء للشخوص بالفكرة المعقدة وكلية المسرحية وكل تكويناتها البصرية أو بالتعبير التمثيلي والأدائي بل وبقالب وشكل البناء الدرامي وعلى الرغم من قلة البروفات إلا إني أشعر بأني على مستوى عال من الجاهزية للتمثيل.

أما الممثل عدنان الخضر في بداية اللقاء به قدم نبذة موجزة عن مشاوره الفني قائلا :

«البداية التأسيسية لي كانت في المسرح الجامعي وكنت أميل إلى التمثيل لعامل أساسي هو سبب تخصص في شعبة الإذاعة والتلفزيون وإن كان لابد من الحديث عن الدافع الأساسي في هذا التكوين هو حب الإعلام ومضاف إليه عامل آخر ولأني كنت مُعد مؤثرات صوتية وربما كان حينها الممثل ظل فيَّ متخفياً بهذا النوع من الإعداد لكن الحمد لله استخرجت إمكانياتي لقاء صدفة أو قل أثناء تغيب ممثل لدور لم أتذكره الآن إنني كنت في جاهزية لسد النقص وكان هذا في عام 1999م وإلى الآن أنا هاوٍ أجرب التمثيل لم أمثل ولي مساهمات في (طلاب الجيل الجديد) إخراج عبده حسن و(الطابور السادس) تأليف وإخراج عمرو جمال في عام 2001-2000م في دور أساسي حائز على أربع جوائز في مهرجان المسرح المدرسي ولي مشاركة في مهرجان ليالي عدن في عام 2005م وفي (عائلة دوت كوم) إخراج وتأليف عمرو جمال و(ابو درزن عيال) إخراج هاشم السيد تأليف سالم العباب ومع ذكرى أحمد في (سرك الحب) شخصية البطولة، وفي استكشات المسرح التجاري وأخيراً في (حلا .. حلا يستاهل).

< تابعت بعض البروفات التجريبية وأيقنت أنك قادر على أداء أدوار ميلودراما ماذا تقول بهذا الخصوص ؟

- عمل مسرحية الممثل أو الميلودراما بحاجة إلى احتراف أما أنا فمازلت هاوياً وفي (حلا .. حلا يستاهل) كما شاهدت كنت ضمن أسرة همها تزويج أختهم حلا .. مع حسن الاختيار ومسرحية الممثل الواحد بحاجة إلى امتلاك تقنية وتكنيك الحركة وقواعد التمثيل وأنا حتى الآن لم أتمكن من بناء قدراتي ومهارات لميلودرما أو الممثل الواحد الذي بحاجة إلى قدرات تمثيلية ومهارات تعبيرية أدائية حركية وصوتية وفي مسرحية(حلا .. حلا يستاهل) نجح المخرج في استخدام المؤثرات الصوتية الموظفة جمالياً وإيحائياً وتعبير لخلق أجواء ومناخات النص ولخدمة الرؤية الإخراجية لم تصمم بشكل عبثي لأنها تعبيرية ومقصودة الهدف والغاية .

< وعن العناصر المسرحية ونقاط القوة الضعف في المسرحية ؟

- كما أشرت إن الأسلوب المعتمد في المسرحية أسلوب الفن الحديث وإن قل استخدمات تقنياته من حيث المؤثرات الصوتية والإضاءة والفنون البصرية الأخرى إلا أن العناصر الأهم منها وظفت جمالياً وإبداعياً في تضايف وتكامل والديكور إن كان فقيراً بعض الشيء وهذا لا يتناسب مع أسلوب هذا الفن الحداثي إلا أن هذه ميزة المسرح الفقير لكن سد هذا النقص جهود الممثلين وتضايف هذه العناصر لتعزيز نقاط القوة وتحاشي مهبطات الضعف .

أما الممثل خالد حمدان محمد في معرض تقديمه لشخصيته الفنية قال: «أول عمل مسرحي لي (آيسكريم ساخن) من تأليف زيدون مبارك إخراج أحمد مطلق وفي التلفزيون (مدائن يمنية) في القناة الثانية إخراج فوزية حيدر و(طحطوح) تأليف سعيد عولقي إخراج وديع مغني، ثم تابعت الإخراج بعد وفاته نادية الغضب، وشاركت في مهرجان ليالي عدن المسرحية تحديدا شاركت في (شطح نطح)تأليف عبده حمدان إخراج محمد ناجي برك وفي شخصية عياش تصوير معاناة العربي في الخارج من تهمه الإرهاب، كما شاركت في المهرجان الثاني مساعد مخرج في (الحل هو المشكلة) إخراج محمود هادي بتقمص شخصية مدير التوظيف و(حروب على الهواء) تأليف محمد عبدالله وإخراج منصور أغبري و(كفاية عنف) من ضمن أنشطة جمعية مسرح عدن تأليف فيصل بحصو إخراج عمر مكرم 2003م ولي مشاركات مع فرقة مديرية دار سعد فرقة النجوم المسرحية التي فيها نُحيي عروضاً بشكل اعتيادي وموسمي وأهم أعمالها (كركر جمل)، وآخرها مثلت مسرحية (حلا.. حلا) حيث تقمصت شخصية محمد الشاب المكافح في تكوين ذاته لتأهيل لزواج حلا لإبراز أضرار روح التعالي للتخصصات العلمية التي تنظر إلى خريجي المعهد التقني بدونية و احتقار وكان هذا ما يعيب في شخصيتي وسبب رفض حلا الزواج مني .

< ورداً على سؤال حول مفهوم النص المسرحي لحلا ..حلا .. ودلالاته وأبعاده؟ قال :

- النص استوفى الخصائص وشروط الكتابة للمسرح ويهدف بدرجة أساسية إلى تعييب وتحقير العمل التقني وإبراز قيم اعتبارية لتخصصات الطب والعلوم والأدب وهذه الفكرة الأساسية لكن هنا تفريغ لهذه الفكرة في تناول ظاهرة لهث الأكاديمي وراء المال في تدريسه المنهك في الجامعات الحكومية وتنقلاته في مجال التدريس بين الجامعات الأهلية الأمر الذي يضعف من عطائه العلمي والبحثي بهذا النازع للمال إضافة إلى إبراز مشاكل البيئة وتداخلات التخصصات بين مؤسستي الكهرباء والمياه في ترك مخلفات الردميات وإهدار الانفاق على جهود عشوائية غير منسقة بهذا الأسلوب إدانة لعدم وجود التنسيق لفروع الوزارات المركزية .

< ألا تلاحظ يا أخ خالد أن الأدوار لم تتخللها سكاتات تعبيرية التي تعد مهمة أيضاً في التخفيف من تتابع الأنفاس للممثل ؟!

- أتفق معك أن هذا العرض المسرحي فيه تعبيرية انفعالية فالعيب في الموقف الانفعالي أن لا يكون مؤثراً فلحظات السكت قلّت لكن هذا لايعني لايوجد سكت تعبيري لكن أحيانا يكون حوار الشخوص أبلغ وأقوى أثرا من هذه السكتات التي لها أهمية في استئناف واستجماع طاقات الممثل وأحيانا يكون لتكثيف التحاور والمخاطبات أهمية قصوى في تحريك الصراع الدامي إلى ذروته لحل العقدة. وفي الأخير أقول نجح عمرو جمال في تقنيات الشكل والأسلوب والإخراج وفي المضمون.

< قال البعض بأن المشاهد يتخللها حشد من الممثلين الذين بلغ عددهم 12 ممثلا وكان هذا هو السبب المثقل للعمل إلى حدٍ ما وليس يفهم من كلامي خلافاً للمفهوم الذي قصدته ما رأيك ؟

- أولا أحب أن أشير إلى مايتخلل المشهد من عروض قد تلاحظ حضوراً كمياً للممثلين لكن هذا ليس من مبطلات أو مثقلات العمل على الاطلاق لإمكان حرية الحركة دون إجهاد كما ان الحركة في الخشبة مقصودة معد لها المخرج بموجب خطة مسبقة لتحريك الشخوص وفقاً لقواعد العمل وقواعد الخشبة المسرحية.

ولم تتم التنقلات بعشوائية دون قصد بل جاء استناداً الى تخطيط لتوزيع الأدوار والحركة بحرية على الخشبة بضابط الأداء والتخطيط تحقيقاً لهدف النص لهذا فإن الظهور ليس حاشداً بل مطلوب أحيانًا عروض المشاهد بظهور عدد أقل أو أكبر على الخشبة ولايكون مخلاً للأداء والحركة بل من خوادم أهداف النص .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى