لا تبخسوا المحسنين حقهم

> حسين محمد الدحيمي:

> المسجد الواقع في حافة الهنود خلف مسجد خواص في مدينة كريتر كان اسمه مسجد خدابخش، هذا المسجد رمم وبعد الترميم غُير اسمه إلى الشنقيطي، صراحة أنا لا أعرف من الذي أعطى لنفسه الحق في أن يغير اسم هذا المسجد، شخصا أم مجموعة أشخاص أم حتى مكتب الأوقاف! ليس لأحد الحق في أن يغير اسم هذا المسجد بعد ترميمه، ربما أن الذي قام بالتغيير لايعرف حكاية هذا المسجد، ولم يسأل لماذا سمي المسجد مسجد خدابخش.المسجد سمي بهذا الاسم نسبة إلى أحد المحسنين الكبار في عدن (إسماعيل خدابخش) الذي اشترى الأرض وبنى عليها المسجد من ماله الخاص، وأوقف له محلات، كان الرجل طالب أجر وثواب عند الله فقط، لكن الناس أسموا هذا المسجد باسمه كحق معنوي وأدبي، ولايحق لأحد أن ينتزعه منه حتى بعد موته، وحتى بعد ترميم المسجد، لماذا أصبحت المساجد والمدارس والمعابد والمباني القديمة والمواقع التاريخية والأراضي (ملطشة) في محافظة عدن بالطول وبالعرض، واحد يغير اسمه وإلا يسرق، وذاك يتم الاستيلاء عليه ويباع أو يتحول لموقع تجاري أو سكني، جهات وأفراد يتصرفون ويغيرون ويؤجرون وهم لايملكون أي حق في ذلك، وكل ما يفعلوه هو باطل أضر بالمدينة وبتاريخها ومسمياتها، عندنا في عدن ديكور جميل اسمه المجلس المحلي، سواء كان الحالي أم السابق يفترض أنه هو الجهة التي تتصدى لكل هذه التعديات وأن يسمع الناس صوته ويتحمل مسئوليته إذا كان الأعضاء فيه هم فعلاً يمثلون أهالي المدينة ومصلحتها.

كنت قبل فترة في مكتب أحد مدراء العموم، وكان أحد أعضاء المجلس المحلي للمحافظة موجوداً، وأراد المدير أن يعرفني عليه، قلت أعرفه، تبادلنا الحديث واستعرضنا أفكاراً ومواضيعاً، طرحت أنا موضوع حديقة النصر التي بجانب فندق عدن على أساس أن هذا المكان يصلح لبناء بيت ثقافة ومسرح، وهو موقع مميز في وسط المدينة وعلى خطوط المواصلات وبجانب البحر، ويصلح أن يكون مجمعاً ثقافياً، بما أنه لايوجد في عدن، حيث لم يقم أي مشروع ثقافي فني في عدن منذ عام 1990.

قال الأخ عضو المجلس المحلي هذا المكان صُرف، قالها وهو يضحك! أنا أعرف أن المكان صرف كملاه ومطاعم، لو كنت عضواً في المجلس لعارضت ذلك، ولنشرت معارضتي في الصحف لأننا (مش ناقصين) ملاهي ومطاعم، نحن في أمس الحاجة لبيت ثقافة ومسرح ومركز ثقافي للعلم، عرضت هذه الفكرة على الأخ المحافظ عبر التلفون، وعلى الأخ وزير الثقافة الجديد د. محمد أبوبكر المفلحي عندما التقيته في فندق الشيراتون أثناء زيارته لعدن، وقد دهش عندما عرف أن عدن لاتوجد بها منشآت ثقافية مثل بيت ثقافة ومسرح ومركز ثقافي، وهي التي كانت تحتضن في كل حي مركزاً ثقافياً!

في عدن أصبحت القضايا مترابطة مع بعضها وتفرض نفسها علينا فرضا، ويصعب تجاهلها أو الهروب منها، وهي في معضمها منافية للعقل والمنطق.

بدأت هذا الموضوع عن المحسن إسماعيل خدابخش، وسأختتم الموضوع بالتذكر لبعض أعمال هذا الرجل الخيري، فهو الذي قام ببناء سور مقبرة المعلا وهو الذي بنى سور مقبرة القطيع على حسابه في الأربعينيات من القرن الماضي، هكذا قرأت عن هذه الأعمال في صحيفة «الذكرى» خلال عامي 48-1949م والتي كان يصدرها الشهيد الداعية علي باحميش الله يرحمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى