الربط الواعي بين التاريخ والديانة..ثقافة غائبة

> «الأيام» محمد أحمد باحميد:

> في ظل ماتعيشه الأمة العربية والإسلامية وما يدور في واقعها من صراع ونزاع كاد أن يفتك بها ويجعلها أشلاء ممزقة ومفرقة، فهي بأمس الحاجة إلى دراسة واعية لمعرفة تاريخها القريب والبعيد، وفهمه فهما صحيحا على أساس الاستفادة منه في معالجة قضاياها ومشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فالأمة اليوم تموج بالفتن والإحن، وتغلي مثلما يغلي المرجل، وتعاني من تداعيات خارجية وداخلية مزقتها، وجعلتها أجزاء متفرقة وجماعات متناحرة تخدم مصالح عدوها وتكون له لقمة سائغة وفريسة سهلة، ولو يصل الأمر إلى تحويلها فحمة سوداء متناثرة ومبعثرة ليس لها أدنى أثر في الواقع.

لذلك كان الوقوف ضد هذا الطغيان الأجنبي المبرمج له أعداء الإسلام والعروبة أمر هام ومسئولية عظيمة على عاتق كل إنسان عربي مسلم أراد أن يعيش عزيزا كريما مع أهله وعشيرته وقومه، لايرضى لنفسه ولأمته بالذل والهوان الذي تتعرض له كثير من بلداننا العربية والإسلامية التي صارت ميادين حرب ومجازر وسفك للدماء كشفت عن أصابع خفية وبصمات خائنة تدمر الشعوب من وراء أستار معلوم خبرها وغرضها.. أصبحت أمتنا العربية والإسلامية بعدها يتيمة العزة والكرامة، لم تمر بمرحلة عبر التاريخ كمثل حالتها اليوم التي سيسطرها المستقبل بأعين باكية لا تجد من يجففها.

لكن مع هذا وذاك فالأمل مايزال باقيا فينا وخاصة عندما نقف على مصادر الحلول والمعالجة، بإعادة صياغة هويتنا التاريخية وثقافتنا الإسلامية المذبوحة في عصرنا بالتبعية العوجاء لمن يكيدون لنا وينخرون في ثقافتنا مثلما ينخر السوس في الخشب.

فإعادة مفهوم القراءة الواعية للتاريخ المرتبط بالديانة والإسلام رافد هام لمعالجة هذه الأزمات المستعصية في مرحلتنا، كما أنها أيضا حصانة فكرية وثقافية لشعوبنا العربية والإسلامية جراء الفتن، لأنها تذكرنا بماضيها التليد المدعم بالمواقف الإيجابية العظيمة التي تعتبر منافذ حلول وبلسم جراح نستفيد منها في عصرنا الحالي. فالواقع الراهن لن يصنع لنا شيئا نتسلح به إذا لم نكن متسلحين بثقافتنا التاريخية والإسلامية على اعتبار شرفنا وعزتنا بها عبر تاريخ الزمان والمكان، لذلك كان على الشعوب العربية والإسلامية أن تراجع تاريخها وماضيها الحافل بالانتصارات والفتوحات العظيمة، والمكاسب الروحية المرتبطة بالإسلام وحضارته لا بقراءة التاريخ المجرد المنفصل عن منهج الديانة والتدين الذي يدس ويحقن في دماء الشعوب.

إننا نرى الأجيال يعرفون عن الحضارة اليونانية والرومانية والفرعونية ما ليس يعرفونه عن الحضارات الإسلامية التي حملها الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام) وبدون قراءة هذا التاريخ العريق والثقافة الأصيلة سنبقى تحت مظلة برامج أعداء الإسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى