الحمامات العامة أضحت أحد معالم عدن البارزة!

> «الأيام» فردوس العلمي وخديجة بن بريك:

>
حمامات عامة في حديقة الملكة فكتوريا بالتواهي
حمامات عامة في حديقة الملكة فكتوريا بالتواهي
ظاهرة تلفت انتباه الزائر لمدينة عدن وأبنائها وهي التركيز على بناء حمامات في مناطق مختلفة تشيد في وقت واحد مادفع مواطنين للتساؤل هل هو عام بناء الحمامات في المدينة ؟! واللافت للنظر أيضا سوء اختيار المواقع الصحيحة لبنائها.

خذ مثلاً فرزة القلوعة في وسط المدينة تم إلغاؤها وشيد بدلاً عنها حمام في وسط الأحياء السكنية، مادفع السكان بالإجماع أن يعربوا عن انزعاجهم من «ما يخدش الحياء بتدافع الرجال وسط أحياء سكنية، وانتقال الروائح الكريهة إليهم وفي حال انسداد المجاري ستكون العاقبة عليهم».

ومثلما كان أول إنجاز في حديقة التواهي بناء حمام، بني حمام في حديقة الشيخ عثمان بجانب حمام مسجد النور القديم كأول الغيث. مايجمع الحديقتين هو أن أول ما بني فيهما الحمامات دون أي شيء آخر.

ويلي القائمة حمام آخر بجانب تقاطع البنوك بكريتر وبجانب ثانوية أبان للبنات ومدرسة أروى للتعليم الأساسي وهو ما يؤكد سوء اختيار المواقع الصحيحة.

حمامات عامة في شارع الملكة أروى بكريتر أمام تقاطع البنوك
حمامات عامة في شارع الملكة أروى بكريتر أمام تقاطع البنوك
طبعاً الحمامات مهمة للزائرين وأبناء المدينة في مشاويرهم لقضاء حاجاتهم، غير أن الاجدر أن يختار لها أماكن خارج الأحياء السكنية مثل حمامات فرزة القاهرة، الرويشان، وأن لا تكون هذه الظاهرة مثار قلق مستمر عند المواطنين بتشويه مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم كما يردد الإعلام الرسمي، بوابة اليمن لقارات العالم كما يأمل محبوها وعشاقها.

«الأيام» سعياً منها لإيصال صوت المواطن لصناع القرار تسجل هذه الآراء:

المحطة الأولى

وكانت أول محطة لنا في مدينة كريتر بشارع الملكة أروى الرئيسي بالقرب من تقاطع البنوك ومدرسة أروى النموذجية.

أم بندر محمد تقول:«استغربت أن يتم البناء في هذا الموقع، وحين استفسرت عن ماهية هذا البناء ازداد استغرابي، فقد عرفت أنه حمامات عامة، وقلت في نفسي ما جدوى بناء حمامات في هذا المكان، خاصة وأنه بالقرب من مدرسة أساسية وثانوية للبنات، وخلفه ساحة علقت عليها لوحة كتب عليها أنها للبنك، فأين هي النظرة المستقبلية!؟ لكن ماذا سنقول أصبح كل شيء أمرا واقعا في هذا الزمن». تركتنا في حيرة ومشت.

حمامات عامة ملاصقة لحرم كلية الطب بخورمكسر
حمامات عامة ملاصقة لحرم كلية الطب بخورمكسر
المحطة الثانية

توجهنا إلى منطقة المعلا، ولحسن الحظ لم نجد بناءً جديداً لحمامات، قطعنا الشارع الرئيس المعروف بشارع مدرم، وفي سوق المعلا ركن ملعب الفقيد باوزير وجدنا حمامات جديدة، واتجهنا إلى منطقة جولدمور مرورا بمنطقة القلوعة، وكانت المفاجأة أن نجد بناءً حديثاً في محطة القلوعة، وعند سؤال أحد الشباب أجاب (بقرف):«تخليوا أن هذا الأساس الذي تم بناؤه سيكون لحمامات عامة.. كيف سيكون الوضع!؟» رفض الإفصاح عن شيء آخر، فاتجهنا إلى محل لبيع الخضار الذي سيكون مستقبلاً خلف الحمامات، والتقينا الأخ علي أحمد حسن المعروف بالعم علي، سألناه عن البناء، فأجاب: «هل يعقل أن يتم بناء حمامات هنا!؟ هذه الساحة كانت محطة للباصات والسيارات». وأضاف:«تحدثنا إلى مأمور المنطقة، وقدمنا اعتراضنا، ولكن للأسف خيرونا بين بناء حمامات أو أن تصرف البقعة لشخص يبنيها عمارة من ستة طوابق، فما كان منا إلا أن نقبل بأهون الشرين، رغم أن المكان لا يصلح لأن تبنى فيه عمارة أو حمامات، لكن ماذا نعمل.. إنه المكان الوحيد المتبقي كمتنفس في المنطقة!».

حمامات عامة وسط محطة القلوعة أمام منازل المواطنين
حمامات عامة وسط محطة القلوعة أمام منازل المواطنين
وشاطره الرأي الأخ أحمد حسين فدعق:«لا يصلح الموقع لبناء حمامات، كان من المفترض أن تبنى فيه جولة بها أشجار أو نافورة صغيرة، فهذا الشارع يعتبر الشارع الرئيس للقلوعة، ويمر به الزوار والأفواج السياحية المتوجهة إلى شاطئ جولدمور، بالإضافة إلى أن الموقع لا يناسب بناء حمام، فهو محاط بعدد كبير من المنازل، و معروف أن الحمامات أغلب روادها من الرجال، وربما أن الواحد منهم يخرج بطريقة تخدش الحياء».

ويضيف:«الصحيح بناء نافورات ومزارع وأشجار فالحضارة ليست في بناء حمامات في مواقع غير مناسبة».

حتى الأطفال كان لهم رأي، فالطفل محمود صالح محمد في الصف السابع يقول:«لا يجوز أن تبنى هنا حمامات، فروائحها لا تطاق، الأفضل أن تشجر أو يعملوا لنا متنفس، فنحن لا نجد مكان، أو أقل شيء تبقى محطة كما هي».

الطالب محمد ناصر يقول:« هذا طريق عام، وبناء الحمامات يعني كشف المنازل، وهناك سواح، فكيف تبنى هنا حمامات، خاصة وأنها تحاط بالمنازل من كل اتجاه!؟».

الأخ صلاح حسن يقول:«من المستفيد من بناء الحمامات في هذا الموقع، والكل يعرف ماذا يعني وجود حمامات عامة بالقرب من المنازل السكنية، إنه كشف للمنازل، بالإضافة إلى أن المجاري إذا انسدت فكل شيء سيتجه إلى داخل المنازل وعلاوة على الروائح الكريهة التي سيعاني منها أهالي المنطقة.. هذا الموقع كان لشرطة القلوعة سابقاً، وكنا نتوقع أن يبنى فيها أي شيء آخر».

الأخ عصام بشير أنور سائق باص يقول: «هذا الموقع لا يصلح لبناء حمامات، وهنا كانت لنا فرزة نعتاش من خلالها من فترة طويلة، لكن ماذا نعمل؟ المجلس المحلي يرغب في بناء حمامات رغم أن منطقة القلوعة لا تحتاج لحمامات، ولا يوجد فيها من يحتاج حماما، فكل بيت فيه حمام».

انتقلنا إلى منطقة التواهي، وهناك رأينا ثمثال الملكة فكتوريا يربض بوقار بالقرب من حمامات بنيت بعد أن تم هدم الحديقة لبنائها من جديد، وأول ما بني في هذه المساحة الحمامات، فهل سيتم إعادة تأهيل الحديقة بالسرعة نفسها التي بنيت بها الحمامات؟ سؤال يردده المواطنون.. وفي الاتجاه الآخر يوجد حمام آخر جديد.

حمامات عامة قيد الانشاء بالقرب من حمامات بمسجد النور وحوله
حمامات عامة قيد الانشاء بالقرب من حمامات بمسجد النور وحوله
وفي مديرية خور مكسر وجدنا هناك أرضية تهيأ لبناء حمامات، وهناك غضب عم منتسبي جامعة عدن الذين هددوا بالإضراب، متمنين أن تنقل الحمامات إلى موقع آخر.

وفي مديرية الشيخ عثمان وجدنا الكثير من الحمامات القديمة والجديدة، وما يلفت النظر وجود حمام عام تحت مسجد النور له أكثر من 54 عاماً، وفوقه حمام آخر وبالقرب من هذه الحمامات تم بناء حمام جديد، وعندما سألنا أجاب أحد المواطنين (يسكن بالقرب من الموقع):«هذه المساحة كانت متنفسا، عبارة عن حديقة صغيرة الحجم، وحالياً صرفت وتم بناء هذه الحمامات، وباقي المساحة ستكون موقفا للسيارات على رسوم، وما لفت نظرنا أيضا أنه في الوقت الذي تبنى فيه الحمامات الجديدة نرى مسجد النور الذي يعتبر معلماً أثريا قد بدأت التشققات تجد طريقها إليه».

وفي ختام جولتنا شاهدنا العديد من الحمامات كانت في مواقعها الصحيحة منها جولة القاهرة ومحطة الهاشمي ومحطة الرويشان، بالإضافة إلى وجود حمامات جديدة في الشواطئ وهو ما يحتاجه الناس، كما استمعنا إلى غضب المواطنين من كثرة الحمامات، وهو ما دفعنا لكي نقوم بهذا الاستطلاع، ونرجو من المجلس المحلي أن يعيد النظر في مواقع الحمامات العامة. فهناك مواقع لا تصلح أن تكون حمامات عامة، وهو ما دفع المواطنين إلى التساؤل؟ خاصة وأن الحكومة تعمل على تقليص النفقات ومحاربة الفساد، ألم يكن الأجدر أن تقوم بإعادة تأهيل وتحسين الحمامات القديمة واختيار المواقع الملائمة بعيداً عن الاحياء السكنية؟ فلمصلحة من تشويه ثغر اليمن الباسم؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى