تحمل المسئوليه في الثانية عشرة وحمل البندقية في الخامسة عشرة وودع اليمن في الرابعة والسبعين بعد رحلة كفاح طويلة ..الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان الحاضر الأكبر في جميع المحطات واللحظات العنيفة التي شهدتها اليمن
> «الأيام» خاص:
> في أواخر شهر شعبان 1351هـ الموافق الأول من يناير 1933م ولد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتحديدا في حصن (حبور) من بلاد (ظليمة) حاشد، وهي من نواحي لواء حجة وتتبع محافظة عمران الآن، وتربى في كنف عائلته حتى بلغ الثامنة من عمره.
بدأ يتعلم القراءة والكتابة في البيت ومع أولاد العم آنذاك وعلى يد مدرسه السيد حسن الفخري، وعندما بلغ الثانية عشرة كان قد أصبح مسئولا عن البيت والأموال ويواجه مشاكل القبائل، وبعد 1948م بدأت مسئوليته بشؤون القبائل، وخاصة العصيمات، وهي الفترة التي سجن فيها والده وأخوه، وعلى الرغم من وجود صراعات خاضتها عائلة آل الأحمر في ظل العهد الإمامي التي استمرت ما يقارب 3 سنوات بدأت في ذي القعدة من سنة 1346هـ لكنها لم تكن السبب الأول في وجود صلة النسب والمصاهرة مع بيت حميد الدين، إذ إنها قديمة تمت بزواج شقيقة جده ناصر بسيف الإسلام محمد بن محسن بن أحمد المتوكل، وفي الخامسة عشرة من عمره في 1948م حين قامت الثورة سلمه والده بندقية، وحاول أن يدخل مع القبائل التي دخلت صنعاء في الثورة ضد الإمام وكان يقول: كنا فرحين جدا.
وأذكر أنه كان عندنا بعض كبار السن من العسكر ومنهم وكيلنا واسمه علي زايد الدقيمي، كانوا في حزن شديد على الإمام، ومنهم من كان يبكي عليه، ونحن الصغار في فرح ونشوة، وكنا ندخل معهم في جدل.
مع عائلته بدأ رحلة الكفاح ضد الإمامة وخاصة بعد فشل خطة اغتيال الإمام بالقنابل. برزت شخصية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر خاصة بعد مقتل والده حسين بن ناصر وأخيه حميد، حيث ترك حينها في الحديدة قرابة اثني عشر يوما ثم نقل إلى سجن المحابشة حيث حبس مع السيد محمد هاشم عبادي ومحمد أحمد جرانع، وبعد وصوله إلى المحابشة أدخله بنو هبة بزامل.
لأن شيخهم كان هو المستلم للشيخ الأحمر من الحديدة، وكان الناس قد اصطفوا يتفرجون عليه والبعض يبكي، وفي سيارة واحدة كان الشيخ عبدالله رحمه الله قد نقل مع السيد محمد هاشم عبادي ومحمد أحمد جرانع وهما مسجونان من أجل أولادهما الذين نشطوا سياسيا وقبليا، وكان عدد من طلبة العلم يزورونه ويجلسون معه في مقيل القات، ويحمل بعضهم رسائل إلى داخل السجن فكان يتابع الأحداث وتطوراتها.
دور الشيخ عبدالله في قيام الثورة وما بعدها
كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاد العامل في المحابشة أول من علم بخبر قيام الثورة حد قوله رحمه الله، ومن صوت الإذاعة الذي سمعه من أمام بيت إبراهيم جحاف وبعد الكثير من الثورات والانتقال للميدان للدفاع عن الثورة وما أعقبها إثر عودة البدر من الخوبة.
تم تنصيبه في 1964 وزيرا للداخلية في حكومة حمود الجائفي، وكانت وظيفة شائكة وصعبة لأن معظم الأمور الداخلية مرتبطة بها، ومع ذلك لم يترك العمل العسكري في الميدان وواصل القيام بالدور الذي اختاره للدفاع عن الثورة هو ومن شاركه من الرفاق أمثال مجاهد أبو شوارب وقادة ميدانيين من مشايخ حاشد.
لم ينتظر الشيخ الأحمر رحمه الله حتى تأتي التعليمات لمن سيأتي بعد مقتل الغشمي، ولم يمنعه من دخول صنعاء أي محظور أمني، وحضر يوم دفن الغشمي 1978/6/26م وكان منصب الرئيس شاغرا، وكان هدفه حينها تصحيح ما ارتكب في 13 يونيو 1974 وإعادة الحكم المدني، ودخل برفقته سنان أبو لحوم وجميع المشايخ الذين كانوا خارج صنعاء من كل مكان، وكان ومجموعته التي تناضل معه لا يرغبون بأن يتولى علي عبدالله صالح منصب الرئيس، لأنهم كانوا يعتقدون أنه غير قادر على تحمل المسئولية.
وفي حوش منزله رحمه الله كان المشايخ يجتمعون وبينهم سنان أبو لحوم وأحمد علي المطري وبعض أعضاء مجلس الشعب، إلا أن الرئيس علي عبدالله صالح آنذاك استطاع أن يفرض نفسه بذكائه وحنكته، فكسب الجيش وفرض نفسه على القادة ومن هم أعلى منه رتبة ومنهم القائد العام علي الشيبة وزير الدفاع، وكان للأخوة في السعودية دور في إقناع الشيخ الأحمر بعلي عبدالله صالح.
كما كان له دور بارز في مواجهة الأخطار الخارجية والداخلية التي تعرضت لها الثورة والجمهورية ولاسيما في مواجهة حصار السبعين يوما الذي تعرضت له صنعاء، وبذل جهودا كبيرة في التواصل مع القبائل المغرر بها بالدعايات الملكية وإقناعها بالثورة والجمهورية، وكسب ولاءهم، وفي عام 1969م انتخب رئيسا للمجلس الوطني لما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية الذي تولى صياغة الدستور الدائم للبلاد، وتأسيس قاعدة الشورى التي يقوم عليها النظام الجمهوري باعتبار الشورى أهم أهداف الثورة اليمنية التي جاهد من أجلها العلماء والمشايخ والمثقفون عبر أجيال طويلة.
وفي عام 1970م تم انتخاب الشيخ عبدالله رئيسا لمجلس الشورى في شمال اليمن (سابقا) الذي جسد تجربة شوروية ديمقراطية متقدمة في ذلك الحين مقارنة بظروف التخلف والفقر التي كانت تعانيها البلاد، وظل المجلس يقوم بواجبه حتى تم تعليق العمل بالدستور الدائم وإغلاق المجلس عام 1975م.
عند تأسيس المجلس الاستشاري عام 1979 عين عضوا فيه، كما عين عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982م حتى قيام الوحدة عام 1990م.
وعقب قيام دولة الوحدة وإقرار التعددية السياسية والحزبية تبنى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الدعوة إلى تأسيس (التجمع اليمني للإصلاح) واختير رئيسا للهيئة العليا التحضيرية التي تولت مهام تأسيس الإصلاح في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م، وحاز على ثقة المواطنين في دائرته الانتخابية في الانتخابات النيابية في أبريل 1993م وانتخب في 1993/5/15م رئيسا لأول مجلس منتخب للنواب في ظل الجمهورية اليمنية، وأعيد انتخابه في 1997/5/18م للمرة الثانية رئيسا لمجلس النواب، وأعيد انتخابه في 2003/5/10م للمرة الثالثة رئيسا للمجلس حيث حاز على ثقة أعضاء المجلس، وأثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد خلال (أغسطس 1993 - يوليو 1994م) نجح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الحفاظ على سلامة السلطة التشريعية ووحدتها، وأسهم إسهاما كبيرا في الجهود السياسية لتطويق أزمة الانفصال والدفاع عن الوحدة اليمنية.
وعرف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بمواقفه المناصرة للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية، وترأس عدة مؤسسات وجمعيات شعبية منها اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي لها، واللجنة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين, ورئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين، وعضو مجلس الأمناء في منظمة الدعوة الإسلامية العالمية، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس، ورئيس فرع مؤسسة القدس في اليمن.
قال عن الوحدة رحمه الله: لم يكن لدي أي قلق من الحزب الاشتراكي
مهما كان الخلاف في الرأي وكيفما كانت التصورات، وسواء أكانت الخطوات والإجراءات سليمة أم لا، إلا أن التوفيق والنجاح كان حليف الرئيس علي عبدالله صالح، وتمت الوحدة، وهذا هو المكسب الكبير والمنجز والهدف العظيم.
ذهب مع الرئيس في حفل إعلان الوحدة في عدن في 22 مايو 1990م ، وقال: لم يكن لدي قلق أو مخاوف أمنية من ناحية الحزب الاشتراكي، لأنهم قد طلعوا عندنا ونزلنا عندهم، لكن القلق والمخاوف كانت لدي من أن الوحدة مع هؤلاء لن يكتب لها النجاح، ولابد من مشكلة.
الشيخ عبد الله في ميادين الدفاع عن الثورة والجمهورية مع قبائل اليمن 1969م
مؤتمر الجند (القاعدة) 1965 ويرى في الصورة الشيخ عبدالله والرئيس السلال والأستاذ النعمان والشيخ عبدالله حمود صليح
الشيخ عبد الله مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي في زيارته لطهران من أجل القدس ويرى في الصورة العلامة أحمد الشامي
الشيخ عبد الله أثناء زيارة الرئيس الإرياني لليبيا عام 1969م وفي الصورة العقيد معمر القذافي مستقبلاً الوفد
الشيخ عبدالله بن حسين مع فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري
الشيخ عبد الله والفريق حسن العمري عام 1972 في القاهرة
كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاد العامل في المحابشة أول من علم بخبر قيام الثورة حد قوله رحمه الله، ومن صوت الإذاعة الذي سمعه من أمام بيت إبراهيم جحاف وبعد الكثير من الثورات والانتقال للميدان للدفاع عن الثورة وما أعقبها إثر عودة البدر من الخوبة.
الشيخ عبد الله مع أحد المسئولين الألمان أثناء زيارته البرلمانية لألمانيا في أكتوبر 1970م
صورة نادرة عام 1958م تجمع بين الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر إلى يمين الصورة وشقيقه حميد الذي أعدمه الإمام أحمد 1959م
الشيخ عبدالله مع وزير الخارجية الإيطالي لمبيرتو ديني
الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس السوفيتي تشيرنينكو يوقعان على معاهدة الصداقة والتعاون في أكتوبر 1984م في موسكو ويرى في الصورة الشيخ عبد الله على رأس أعضاء الوفد المرافق للرئيس
الشيخ عبد الله مع عزت الدوري
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أثناء زيارته للفاتيكان في روما يوليو 2000م ويرى في الصورة أحد المسئولين في الفاتيكان مودعاً الشيخ عبد الله
الشيخ عبد الله مستقبلاً رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح أثناء حضور الأخير إلى مجلس النواب لتسليم ملفه الخاص بطلب ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية 1999م
الرئيس الحمدي 1975م وعن يمينه الشيخ عبد الله وعن يساره الشيخ أمين عبد الواسع نعمان ثم الشيخ محمد أحمد منصور ويرى العميد مجاهد أبو شوارب إلى يسار الصورة يحمل البندقية وخلف الحمدي مباشرة يظهر رجل الأعمال المعروف محمد الرويشان ويقف منتصباً خلف الصورة الشيخ أحمد عبد الولي القيري
الشيخ عبدالله بن حسين مع محمود الزهار
مهما كان الخلاف في الرأي وكيفما كانت التصورات، وسواء أكانت الخطوات والإجراءات سليمة أم لا، إلا أن التوفيق والنجاح كان حليف الرئيس علي عبدالله صالح، وتمت الوحدة، وهذا هو المكسب الكبير والمنجز والهدف العظيم.
لحظة الوصول إلى مطار صنعاء الدولي في مارس 1998م بعد رحلة العلاج الشهيرة إلى أمريكا ويرى خلفه العميد مجاهد وأمامه نجله حميد