العام الجديد.. نحو آفاق المستقبل

> «الأيام» محمد علي الجنيدي:

> تمضي السنوات محسوبة من أعمارنا، فإن مرت السنوات وحملت في طياتها السعادة صارت ذكرى جميلة نستذكرها لتطيب الجراح، أما إذا كانت تحمل المآسي والمعاناة والأحزان، باتت ذكرى مؤلمة نطوي صفحاتها لتصبح طي النسيان.

وها هو عامنا الجديد قد أقبل علينا، يحدونا الأمل والتفاؤل في أن يكون مليئا بالأفراح والسعادة والعدل والمساواة والمؤاخاة والاستقرار، بمستوى اجتماعي فيه المودة والمحبة، ووضع اقتصادي ننعم فيه بالخير والعطاء، ويمحي معه أعواما مضت كان عنوانها البارز الظلم والقهر والسلب والنهب والإجحاف والجفاف والذل والحرمان وضياع حقوق الإنسان واستشراء الفساد والاستبداد، والغطرسة والهيمنة والتفرقة والتمييز، وغياب تام لهيبة القانون ونظامه، وعلو كعب الفاسد ورفاقه.

وإن كان العام الجديد مايزال في مطلعه وأوله فمايزال في مخيلتنا ذكريات العام الماضي، وماحمله من مواقف ومراحل تجسدت في معاناة شعب ومأساة وطن، إلا أنه شهد أيضا تداعيات تمحورت في استفاقة شعب انتفض من سباته ليقول وعلى رأس الملا (لا للظلم والتهميش ونعم للعدل و التصحيح) ولربما هي الحسنة الوحيدة التي حملها ذلك العام الفائت.

هو عام جديد يحتم علينا طي صفحة وفتح صفحة جديدة مجردة من رواسب الماضي ومآسيه، صفحة جديدة نتطلع بها نحو آفاق واسعة للمستقبل المقبل، وآمال كبيرة نحو الأفضل، نبحث فيها عن طرق وسبل نصل بها إلى حياة أجمل، ونسعى فيها سعيا دؤوبا لنيل المنشود، ولاننتظر من أيّ كان العطف والإحسان والاتكال على النفس، والاعتماد على الذات والابتعاد عن البذخ والملذات، ورسم الخطط والأبعاد لهدف نحو الأمجاد، تتجلى بوضوح معالمه في عصر الانفتاح والعولمة، وقبل كل هذا وذاك التوجه لمرضاة الله رب الأرض والسموات، للنجاة من الفرقة والشتات والهلاك.

وإن كان لابد من التأقلم والتكيّف مع مستجدات العام الجديد، فهذا لايعطينا الحق في الخضوع والرضوخ لتداعياته، ولايعفينا من واجبنا تجاه الوطن قبل أنفسنا، وإن كنا نبحث عن حقوق فعلينا المطالبة بها، فما ضاع حق وراءه مطالب، سيما أن هناك ضعفاء استطاعوا أن ينالوا حقوقهم بالمثابرة والاجتهاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى