المسرح في لحج:ريادة وحضور الماضي وركود الحاضر

> «الأيام» هشام عطيري:

> لاشك أن لحج رائدة في الفن المسرحي، ودليلنا في ذلك الكاتب هشام عبدالله في كتابه المشهور (جزيرة العرب تتهم حكامها) فقد وضع لحج في المرتبة الأولى في المسرح، ليس في اليمن وحدها بل في المنطقة إجمالاً، وهذه الريادة لم تقف في نقطة معينة، بل كان لها امتداد وحضور في الماضي، فالكتاب والمخرجون أبرزوا عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية والممثلين المسرحيين الذين قدموا أعمالاً كبيرة، سجلها تاريخ المسرح في لحج واليمن، غير أن هذا الماضي الجميل توقف فجأة، وأصبحت لحج وكأنها بدون مسرح وبدون تاريخ مسرحي، ولا نعلم ما هي الأسباب التي أوصلت مسرح لحج إلى هذا الوضع.

«الأيام» تواصلت مع عدد من رجال المسرح في لحج، وسألتهم ما الذي ينقص مسرح لحج ليعود إلى سابق عهده؟ تعالوا معنا نرحل مع إجابات هؤلاء.

< علي جعبل / ممثل ومخرج مسرحي:

«بداية أقول إن لحج التي عرفت المسرح منذ مطلع الأربعينيات، وكانت الثانية إن لم أقل الأولى بعد عدن وعلى مستوى الجزيرة والخليج، حيث كان التنافس قائماً على أشده بين فرقتي العروبة والشعبية، ومن خلال هذا التنافس قدمت الفرقتان أروع الأعمال العالمية والعربية والمحلية، وبعد سنوات من هذا الحماس المتوهج ركدت الفرقتان ليتحول النشاط المسرحي إلى عروض ترفيهية تقام بين الحين والآخر على خشبتي المدرسة المحسنية والمدرسة المتوسطة.

وبعد الاستقلال وفي مطلع السبعينيات أعيد نشاط فرقتي العروبة والشعبية، وعاد التنافس بين الفرقتين من جديد حتى عام 1977م، حيث ضمت الفرقتان في فرقة واحدة عرفت باسم (فرقة أكتوبر للتمثيل)، التي استمر نشاطها حتى عام 1978م عندما تأسست إدارة الثقافة بلحج لتصبح (فرقة أكتوبر) تابعة لمكتب الثقافة بالمحافظة، ومن هنا كانت انطلاقة المسرح حتى كانت فرقة لحج نواة لفرقة وطنية حسب رأي كبار النقاد في أحد المهرجانات المسرحية، الذي أقيم في صنعاء في التسعينيات، بعدها نام المسرح في لحج كما نام في بعض المحافظات، ليصحو على نداء وزير الثقافة الدكتور المفلحي، والمسؤولية في تجديد النشاط تقع على عاتق مدير مكتب الثقافة بلحج أولاً وأخيراً».

< سالم محمد حوير/ كاتب مسرحي:

«إن المسرح اللحجي سابقاً كان أهلياً -المفهوم الحالي قطاع خاصا - جميع من يعمل فيه كانوا متطوعين بدافع الموهبة والرغبة الشخصية، دون أي مقابل بل يساهمون من مداخيلهم الشخصية لشراء كل مستلزمات المسرح، وكان التنافس شديدا بين الفرقتين المسرحيتين وهما فرقة العروبة والشعبية، وكل فرقة لها مسرحها الخاص بها.

أما اليوم فالمسرح أصبح حكومياً، والممثلون هم موظفو الإبداع عند المسرحين ، تحت ظل وزارة الثقافة لا يهمها فن المسرح إلا وسيلة خاصة بها لإقامة الحفلات الموسيقية، والمهرجانات الخطابية أثناء مواسم المناسبات السياسية. مما أدى إلى غياب المسرحيات التي يقبل عليها الجمهور لمشاهدتها، والنتيجة هي فقدان جمهور المسرح نهائياً للخروج بالمسرح إلى سابق عهده.

في ظل الفضائيات المفتوحة لابد من إعادة تنشئة جمهور المسرح، لأن مسرحاً بدون جمهور يعشقه ليس مسرحاً، فعلى وزارة الثقافة العناية بالمسرح وفقاً للتالي:

تجهيز المسرح بكافة مستلزماته الخاصة من حيث التكييف المناسب والكراسي المريحة والبوفيه النظيفة، وعلى أن تكون خشبة المسرح مجهزة بالتجهيزات الحديثة من ديكورات وإضاءة وصوت، وتقديم مسرحيات يقبلها الجمهور بمعدل مسرحية كل شهرين مع حفلة موسيقية بسيطة تستمر لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام على أن تكون مجانية، استضافة فرق مسرحية كل ستة أشهر تقدم فيها إحدى مسرحياتها مع تقديم مسرحية للفرقة المضيفة وبسعر رمزي».

< أبوبكر العولقي / ممثل مسرحي:

«حتى يعود المسرح إلى سابق عهده في لحج وإن كان ذلك فإنه لابد من استكمال الحلقة المفقودة، وهي أهم حلقة في رأيي، فعلى الرغم من وجود المسرح والممثل المسرحي والنص والمخرج إلا أن المهم والأهم هو التمويل لهذا العمل أو ذاك، على الرغم من عناية واهتمام وزارة الثقافة لهذا الجانب، مع العلم أن من أمنيات وزارة الثقافة أن تقدم فرقة المسرح بلحج في مهرجاناتها وفعالياتها الوطنية، لأنها تعلم أن لحج لها ميزة خاصة ومحبوبة بأي عمل فني أو مسرحي نظراً لتاريخها الفني، وعليه نأمل من القائمين على مكتب الثقافة بلحج أن يعطوا أهمية لدور المسرح.

كما يحدونا الأمل في سلطتنا المحلية ممثلة بالأخ المحافظ يحيى عبدالوهاب الدرة ومجلسنا المحلي ممثلاً بالأخ الأمين العام علي حيدرة ماطر في أن يعاود مسرح لحج نشاطه أسوة ببقية المحافظات التي سبقتها لحج في مجال المسرح.

في الأخير كما نعرف أن المسرح مرآة الشعوب».

< محمد قائد صالح (شروا) / رئيس جمعية الفنانين والموسيقيين والمسرح والفنون الشعبية بلحج:

«سؤال مهم وهذا يعود لأسباب عدم اهتمام مكتب وزارة الثقافة في المحافظة الذي كان لها النصيب الأكبر في ظهور المسرح بعد عدن الحبيبة، حيث وصل الفن المسرحي في لحج في عام 1940عبر مدينة عدن التي استمد منها الرعيل الأول قوة وفكر دور المسرح وتحقيق أهدافه ونشر الوعي الأدبي والفكري، وبناء الإنسان المثقف من خلال معالجة كثير من القضايا في الواقع المعاش، وعرض العديد من المسرحيات التاريخية والاجتماعية لكثير من الكتاب العالمين والمحليين، التي تعالج جملة من القضايا في مجتمعنا، أما إدارة الثقافة التي تولي هذا الفن، ولكن للأسف لم تجدِ أي اهتمام بلحج على الرغم من أن الدولة تشدد على مسألة إنشاء مسارح.

ومن هنا فنحن نقف على الشط في انتظار ريشة فنان يرسم صورة جميلة لهذه المقولة الشهيرة «أعطني مسرحاً أعطك شعباً مثقفاً»، ولا يفوتني أن أذكر رفيقة دربي وعمري الفني الطويل الفنانة والممثلة القديرة لول سعيد نصيب أسأل العلي القدير أن يطيل عمرها ويمدها بوافر الصحة والسعادة كي نكمل المشوار».

< كلثوم حسن سالم في ممثلة مسرحية:

«إن كان في هذا من المستحيل ويأخذنا التساؤل لماذا عودة المسرح إلى سابق عهده؟ فهو ضرب من المستحيل والجواب.. ببساطة أن المسرح قائم على مرتكزات سبعة إن فقدت واحدة من هذه المرتكزات أثرت على المسرح تأثيراً بالغاً، وإذا كانت هذه المرتكزات قد توفرت من سابق وأعطت للمسرح حقه باعتباره (أبو الفنون)، فقد سطع ولمع وخاصة في لحج، التي تمتعت بكافة قوائم المسرح ومرتكزاته، فكانت فرقتها المسرحية من الفرق التي يشار إليها بالبنان لما كان الممثل والمخرج والمؤلف والخشبة والجمهور والتمويل والإحساس، ونتساءل هل هذه المرتكزات موجودة حتى يعود المسرح لسابق عهده؟ إنها مسؤولية تقع على عاتق مكتب الثقافة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى