الاتحاد الأوروبي وعالمنا الإسلامي

> «الأيام» صبري سالم بن شعيب - عدن

> أتذكر عند مشاهدتي عبر القنوات الفضائية أواخر شهر ديسمبر2007م عملية انضمام تسع دول أوروبية كانت تعرف بأوروبا الشرقية إلى اتفاقية (ميشغن) بين الدول الأوروبية التي على ضؤها تم إزالة كافة الحواجز الحدودية بين جميع هذه الدول، ونقل قوات الأمن إلى حدود الاتحاد الأوروبي، وانتقال سكان هذه البلدان فيما بينها بكل يسر وسهولة، وتحريك رؤوس الأموال بينها، والحد من الهجرة بين هذه الدول وتشجيع الاستثمار بينها للمساعدة في إنهاء ظاهرة البطالة بين دول الاتحاد، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بين جميع هذه الدول بصورة متساوية وعادلة بحيث تكون قوة إقليمية ودولية لايستهان بها.. وقد كان لخطوات الاتحاد الأوروبي في ضم معظم الدول الأوروبية الشرقية دور إيجابي وعامل قوة لها، حيث يتم العمل على بناء الإنسان وتطوره والقضاء على البطالة نهائيا في دول أوروبا كافة.

في الجهة الأخرى نرى حال العالم الإسلامي الذي هو موحد في اللغة والدين والتاريخ والمصالح المشتركة مشتت وبعيد كل البعد عن قيم وتعاليم وعادات وروح الإسلام الحقيقي في الوحدة والتكافل والتضامن.. وتلعب به الأهواء والغرور وعدم الاحترام، وكلها أمور جاهلية، حيث تسود ثقافة العبيد والسادة فيما بين هذه البلدان، ونرى بعضها وصل إلى درجة كبيرة من التطور والنماء والازدهار والبعض الآخر إلى قاع الفساد والتدهور والانحطاط الخلقي والاجتماعي والفقر والبطالة المتفشية، فأصبحت معظم البلدان الإسلامية في السلم الأخير بالنسبة لتنمية وبناء الإنسان والمشاركة الفعالة في الحياة.

لذا نلاحظ العجب في توحد دول أوروبا التي ليس لها لغة موحدة وثقافة موحدة وديانة موحدة.. وتشتت المسلمين إلى دول وحواجز وحدود قاسية تمنع الدخول بينها ولو ببطاقة الهوية.

إلى متى يظل حالنا في الدول الإسلامية عند نقطة معينة في نفس المكان.. نخاف التوحد والتقارب، ونخاف أيضا الانفتاح المسئول على بقية دول العالم، ومساعدة بعضنا البعض وتحقيق روح وأخلاقيات ديننا الإسلامي الحنيف لنكون السباقين دوما، فتراثنا وتاريخنا يجعلنا في مقدمة الأمم.

علينا العمل من الآن على زرع روح المحبة والإخاء والتوافق، وأن يكون لنا زخم جماهيري للعمل على بث هذه الروح، وأن نبدأ من السوق الإسلامية المشتركة حتى نصل إلى فتح جميع المعابر والحدود المصطنعة التي وضعها المستعمر كي ينعم هو بالنماء والازدهار بعد أن أخذ ثروات الدول الإسلامية وجعلها بلدانا مشتتة ومتفرقة تستمد قراراتها من إرادة الدول الكبرى لتحصيل إعانات وقروض تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا.. وهو الحال السائد في مختلف دول العالم الإسلامي.

نقول لكل المثقفين والمفكرين ورجال الدين آن الأوان للمصالحة والمصارحة بصورة مسئولة وبناءه خدمة للأجيال القادمة.. لأن التاريخ والشعوب لاترحم من كان سببا في بؤسها وشقائها.. نتمنى الهداية للجميع والسير في هدي تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى