> المنامة «الأيام» علي خليل :

رحب عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالزيارة "التاريخية" للرئيس الاميركي جورج بوش للمملكة اليوم السبت ضمن جولته الاقليمية، لكن الغالبية الشيعية لا تبدي حماسة لهذه الزيارة.

وقال الملك حمد في حديث مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية نشر الأربعاء الماضي ان "العلاقات العسكرية التاريخية بين" البحرين والولايات المتحدة "قد ساهمت على مدى عقود في الاستقرار والامن في الخليج وتأمين طرق الملاحة".

واضاف العاهل البحريني، وهو من اسرة آل خليفة السنية الحاكمة، "اننا نشاطر الرئيس الاميركي الرأي ان الديموقراطية هي ضمانة الانتصار في معركتنا المشتركة ضد الارهاب والتطرف والتشدد".

ويضم البلد الخليجي الصغير مقر الاسطول الاميركي الخامس الذي جرى حادث بين سفن تابعة له وزوارق ايرانية الاحد الماضي.

لكن الشيعة في البحرين الذين يشكلون غالبية السكان لا يبدون حماسة لاستقبال الرئيس الاميركي الذي يزور المملكة السبت ضمن جولة اقليمية سبق ان اعلن انها تهدف الى تطويق "الطموحات العدائية" لايران.

وقال المجلس الاسلامي العلمائي، اعلى هيئة دينية شيعية في البحرين، في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "الامة لا تعيش الترحيب ولا القبول بهذه الزيارة التي لن تكون الا لتكريس واقع الغطرسة والهيمنة الاستكبارية" في اشارة الى الولايات المتحدة.

واضاف البيان "لا يحمل الاهتمام الرسمي بهذه الزيارة احتراما ولا تقديرا لمشاعر واحاسيس ابناء البلد الذي لا يرى في الولايات المتحدة الاميركية الا رأس كل بلاء وشر وطغيان".

واذ تجنب البيان الاشارة في شكل مباشر الى ايران، اكد ان محاولات الادارة الاميركية لدفع عملية السلام قدما لا تخدم سوى اسرائيل.

واعتبر المجلس انه ليس في زيارة بوش "ما يخدم الامة الاسلامية والعربية، بل ان كل الدلائل تشير الى ان هذه الزيارة ستكون عامل زيادة في التوتير وباعثا على تردي الاوضاع بشكل اكبر وتضييع للحق الاسلامي والعربي في فلسطين العزيزة والقدس الشريف".

وشهدت البحرين الجمعة تظاهرتين صغيرتين نظمهما ناشطون في منظمات شبابية امام مكتب الامم المتحدة في المنامة وفي قرية الدراز (غرب) احتجاجا على الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي.

وتجمع عشرات من ناشطي ست جمعيات شبابية بحرينية وهم يحملون لافتات مناوئة للولايات المتحدة في اعتصام قصير امام مكتب منظمات الامم المتحدة، وبعضها حمل شعارات مثل "جورج بوش قاتل الابرياء" و"التحية للمقاومة في العراق وفلسطين".

من جهته، قال مواطن بحريني شيعي لفرانس برس ان بوش "لن يعمل شيئا مفيدا خلال هذه الزيارة"، متسائلا "كيف يكون هناك سلام مع اسرائيل وهي تقتل الفلسطينيين بشكل يومي".

واضاف "ليس الشيعة وحدهم من لا يعتقدون بفائدة هذه الزيارة، بل السنة ايضا"،علما ان السلطات سمحت لمجموعة يسارية بتنظيم تظاهرة مناوئة لزيارة بوش الجمعة.

الى ذلك، قال سائق سيارة اجرة شيعي يجوب شوارع المنامة مستمعا الى بث القسم العربي في الاذاعة الايرانية ان الولايات المتحدة تريد تخويف العرب من ايران.

واضاف "العرب غير قادرين على فعل شيء. اميركا تديرهم. تقول لهم ان ايران خطر عليهم".

وكان بوش استهل جولته الشرق الاوسطية الاربعاء في اسرائيل بالتحذير من ان ايران "تشكل تهديدا للسلام العالمي"، داعيا الى عدم افساح المجال امام ايران لتطوير قدرتها على صناعة الاسلحة النووية. كما حذر طهران من "عواقب وخيمة" ان هاجمت السفن الاميركية في الخليج.

وعلى غرار باقي دول الخليج، تحظر البحرين قيام الاحزاب السياسية، الا انها سمحت لبعض الجمعيات السياسية بالعمل.

وكانت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تمثل التيار الاوسع وسط الشيعة البحرينيين، فازت ب42% من مقاعد مجلس النواب في انتخابات العام 2006 بعدما قاطعت العملية الانتخابية في 2002.

ونقلت الصحف أمس الجمعة عن عضو كتلة جمعية الوفاق في مجلس النواب محمد جميل الجمري قوله في مهرجان خطابي اقامته الجمعية أمس الأول "ليس هناك ما نأمله من زيارة بوش التي تأتي لاملاء الشروط على حكام المنطقة ودفعهم لتقديم الكثير من التنازلات".

من جهتها، تحاول حركة "حق المعارضة" وغالبية منتسبيها من الشيعة والتي قاطعت الانتخابات العام 2006، ان تتخذ موقفا اكثر براغماتية من الزيارة.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد الجليل السنكيس لوكالة فرانس برس "يقال ان الرئيس الاميركي آت الى المنطقة لمباركة المشروع الاميركي للديموقراطية. نريد ان نقول له ان لا ديموقراطية في البحرين".

وسلمت الحركة أمس الأول السفارة الاميركية رسالة طالبت فيها الرئيس الاميركي بدعم "نضال البحرينيين للعيش بعزة وكرامة بعيدا من التهميش والقمع".

وطالبت ايضا الولايات المتحدة بالمساعدة على "احباط المؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافية" للبلد عبر عمليات تجنيس مفترضة لعرب سنة. (أ.ف.ب)