قتيلان و19 جريحاً وعشرات المعتقلين: شعارات الحقبة السوفياتية في عدن حوّلت مهرجان التصالح اشتباكات

> صنعاء «النهار» ابوبكر عبدالله:

> اكثر من سنة من الاحتقان السياسي، حوّل مدينة عدن قنبلة موقوتة، استفاق سكانها امس (الأول) على وقع هتافات احتجاج في اوساط المشاركين في مهرجان تصالح شعبي حاول انهاء آثار دورات العنف السياسي التي شهدتها محافظاتهم وخلفت انقسامات وثأرات امتدت اكثر من 21 سنة.

واتى الآلاف من مناطق بعيدة بسيارات وشعارات تذكر بالحقبة السوفياتية، لكن حرارة الشمس على الرؤوس وغليان هتافات «الكفاح المسلح» و«حرب التحرير» دفعا قوات الجيش الى اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، لينتهي المشهد بكارثة مقتل شخصين وجرح 19، بينهم سبعة جنود، الى اعتقال العشرات، استناداً الى مسؤولين محليين.

وليلاً خيّم التوتر على ارجاء محافظتي عدن والضالع وسط اجراءات امنية مشددة وتمركز لقوات الجيش، وخصوصاً بعدما انتشر مئات المسلحين في محافظة الضالع المجاورة لعدن واقفلوا الطرق الداخلية بالحجار والاطارات المحروقة، الى قطعهم الطريق الرئيسي بين صنعاء وعدن والضالع، احتجاجاً على سقوط ضحايا برصاص الشرطة في عدن ولمنع قوات لواء عبود المرابط هناك من الخروج في اتجاه عدن التي سجلت فيها تعزيزات عسكرية غير مسبوقة.

وتبادلت الشخصيات السياسية اليمنية والسلطات الاتهامات بإطلاق النار، اذ قالت وزارة الداخلية اليمنية ان عناصر مندسة اطلقت قنابل صوتية ورصاصا حيا على المواطنين وافراد الشرطة، فيما اكد منظمو المهرجان ان افراد الشرطة اطلقوا النار على المحتجين بعدما اطلقوا عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فضلا عن اعتقالهم اكثر من 50 شخصا منهم.

وتقول الجهات السياسية المنظمة انها حصلت على ترخيص رسمي بتنظيم المهرجان، الذي اقيم في الذكرى الاولى لملتقيات التصالح التي بدأت العام الماضي في عدد من المحافظات الجنوبية، غير ان الاجراءات الامنية المشددة ومنع المشاركين من الوصول الى ساحة العروض في عدن دفعهم الى الاحتشاد في ساحة الهاشمي المجاورة والاشتباك مع الشرطة التي كانت تنتشر بكثافة في المدينة.

وقال عضو مجلس النواب عن كتلة الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عيدروس نصر، الذي حضر المهرجان، ان آلاف المشاركين توافدوا الى ساحة الهاشمي، غير ان قوات الامن اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم.

ورفع المشاركون لافتات بالعربية والانكليزية ورددوا هتافات منها «يا جنوب سير سير نحو تقرير المصير»، «بالروح بالدم نفديك يا جنوب»، كما هتفوا بعودة الرئيس اليمني سابقا علي ناصر محمد ونائب الرئيس سابقا علي سالم البيض المقيمين في المنفى.

وشددت البيانات والكلمات التي القيت على التصالح بين كل الاطياف السياسية وفتح صفحة جديدة من العمل السياسي وازالة آثار احداث الماضي.

وأوضحت السلطات المحلية ان قوات الجيش لم تطلق النار ولم تتورط في قتل او جرح احد، وان احد المتظاهرين القى قنبلة صوتية وحاول الاعتداء على رجال الامن مما دفعهم الى الاشتباك مع المواطنين والرد عليهم بعدما فتحوا النار عليهم.

وقالت انها حدّدت ثلاثة اماكن لتنظيم المهرجان، لكن المنظمين رفضوها مما حول المهرجان اعمال شغب، خصوصا ان المنظمين لم يفرقوا المشاركين بعد انتهاء المهرجان.

الا ان المعارضة ردت بأن قوات الجيش استعجلت في تفريق المتظاهرين ونفت ان يكون المحتجون شاركوا في اطلاق النار، خصوصا ان المدينة شهدت منذ ليل السبت اجراءات امنية مشددة وتفتيشا بحثا عن السلاح قبل بدء المهرجان.

واعتبرت ان «الحلول الجذرية لقضايا الجنوب، بما فيها تصفية آثار حرب صيف 1994، هي المدخل الرئيسي للاصلاح الوطني الشامل والحفاظ على الوحدة الوطنية واعادة الروح الديموقراطية السلمية للوحدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى