فلافيا بانسيري: باسم المنظومة الدولية نعبر لكم عن قلقنا البالغ مما يحدث في غزة

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
دعا رئيس جمعية (كنعان لنصرة فلسطين) الأخ يحيى محمد عبداللة صالح الدول العربية والإسلامية التي وصفها بالمتخاذلة إلى فتح باب الجهاد في كلمة ألقاها في المهرجان الخطابي والمسيرة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية كنعان صباح أمس، وهي تظاهرة احتجاجية ضد حرب الإبادة الصهيونية لأبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

حيث احتشد مئات الآلاف من أبناء وبنات الشعب اليمني بمشاركة منظمات المجتمع المدني وهيئات ومراكز مدنية، وقوى سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة في تظاهرة جماهيرية احتجاجية منددين بالأعمال الوحشية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني المتمثلة بأعمال الإبادة الجماعية والقتل والتشريد الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي لاسيما في قطاع غزة.

وعبر المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من مقر جمعية كنعان إلى مقر الأمم المتحدة عن أسفهم للصمت الدولي تجاه ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني من أوضاع مأساوية جراء الحصار الجائر من قبل آلة الحرب الإسرائيلية الذي طال حياة الأطفال والشيوخ والنساء العزل، ولم يستثن حتى المرضى والجرحى في المستشفيات، وقطع الكهرباء.

وطالب المتظاهرون في بيان سلموه للممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان الوقوف الجاد والحازم تجاه الممارسات الوحشية التي تمارسها آلة الحرب الصهيونية، مؤكدين أن إسرائيل لم تكن تجرؤ على ضرب هذا الحصار الظالم الشامل، والإغلاق الكامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لولا السكوت والصمت العربي الإسلامي والدولي الذي صاحب الحصار المتقطع والجزئي المضروب على القطاع منذ حوالي عامين.

وتوجهت المسيرة من أمام مبنى جمعية كنعان لنصرة فلسطين إلى مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لتسلم ممثلها رسالة «استياء وغضب أبناء الشعب اليمني من المجازر الصهيونية ضمن مسلسل حرب الإبادة الذي ينفذه الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتستنكر الصمت الدولي إزاء ما يجري من إرهاب الدولة الصهيونية بكل ترسانتها الحربية، ووحشيتها المعهودة، والحصار المفروض على قطاع غزة».

وتتناقل وسائل الأنباء العربية والإسلامية والعالمية طريقة ووضع المحاصرين في قطاع غزة الذي يشهد أوضاعا إنسانية تزداد صعوبة، آخرها قيام الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بقطع الوقود والكهرباء عن القطاع، الأمر الذي يفاقم المأساة الإنسانية ويهدد المستشفيات وحياة العديد من الناس.

من جهة أخرى أدانت الممثل المقيم بصنعاء للأمم المتحدة العنف في قطاع غزة، وطالبت السيدة فلافيا بانسيري بالوقف الكامل والشامل للاعتداءات الصهيونية تجاة الشعب الفلسطيني.

وتقدمت المسيرة حاملة الأعلام اليمنية والفلسطينية وبصوت واحد إلى جولة المدينة السكنية حدة (خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود) وهناك التقت المسيرة بقيادة رئيس جمعية كنعان الأخ يحيى محمد عبداللة صالح بمسيرة أخرى حاشدة قادمة من مجمع السكن الفلسطيني يقودها السفير الفلسطيني بصنعاء الدكتور أحمد الديك.

وتقدم جمهور المسيرتين حتى تقاطع الستين في حدة رافعين شعار (الصمت الدولي مشاركة حقيقية في قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في قطاع غزة) وشعار (نصرة الشعب الفلسطيني واجب مقدس) وشعار (شباب فارس العرب يهتفون.. أفيقوا يا عرب) ومن بين الشعارات المكتوبة شعار الصوت النسائي القادم بمسيرة ثالثة التقت مع المسيرتين أمام بوابة الأمم المتحدة بصنعاء مرددة هتافات (لا لا للحصار من صنعاء لجبل النار) و(يا للعار يا للعار.. غزة بتعاني الحصار).

وتقدم الأخ يحيى محمد عبداللة صالح رئيس جمعية كنعان بعد أن وصلت التظاهرة الاحتجاجية إلى بوابة الأمم المتحدة في صنعاء لقراءة البيان الصادر عن الجمعية الذي سلمت نسخة منه لاحقا إلى الممثل المقيم للأمم المتحدة في صنعاء.. وقال:

«على مرأى ومسمع من العالم أجمع تقترف إسرائيل جرائم القتل الجماعي والعقوبات الجماعية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت عربي مريب وتواطؤ دولي فاضح عاجزين عن أن يقولوا كلمة واحدة لمجرمي الحرب حكام إسرائيل».

وأشار بالقول: «كلما توغلنا أكثر في صمتنا عن جرائم إسرائيل كلما تمادت في جرائمها وعدوانها, إن ما يحدث في قطاع غزة من جرائم وقتل وتجويع وحصار يكشف مدى زيف وازدواجية أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية، فلم نسمع من هذه الجهات العديدة والمتعددة كلمة واحدة غاضبة كانت أم هادئة، وهي التي تملأ الدنيا عويلا إذا ما مس إنسانا من الجهة التي يقفون بجانبها، وياليت هذه المنظمات تدافع عن الإنسان الفلسطيني العربي مثلما تدافع جمعيات الرفق بالحيوانات».

وجاء في ختام البيان: «إننا لسنا ضعفاء أو أذلاء لنرضى بهذا الذل، وإن صمتنا هو الذي يشجع المعتدي على عدوانه، فلنرفع صوتنا عاليا متوحدين جميعا فلسطينين وعرب، متضامنين وداعين جميع الحكومات العربية ألى أن تتخذ مواقف مللموسة وشجاعة من شأنها أن تهدم جدار الخنوع والركوع، وتجعل منه جدارا للصمود والمقاومة من أجل دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

ثم تحدث الأخ يحيى مرتجلا: «إن ما يحدث وحدث خلال الأيام الماضية وما زاد عليه من قطع الكهرباء يقطع الحياة برمتها عن قطاع غزة، فهذا الحصار لاتشارك فيه إسرائيل وحدها، وإنما العالم أجمع.. فلنسأل أنفسنا أين الضمير أين الدم أين الأخلاق العربية أين الشهامة، الذين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام والعروبة نسألهم عن الذي يحدث في قطاع غزة، نسأل ما الذي يحدث..؟ إن الذي يحدث هي السياسات العربية الخاطئة والجبانة.. الأمة العربية مسلوبة الإرادة والكرامة.. فلنسأل عن كرامة هؤلاء الحكام.. هذه تعبئة صادقة لكم يا أبناء فلسطين من شعبنا اليمني.. واؤكد هنا أن أبناءنا مستعدون للدفاع عن فلسطين»، وقال بانفعال: «نحن هنا نقول للحكام افتحوا باب المقاومة والجهاد وسوف تجدون أبناء وطننا الأوائل.. لن تتحرر فلسطين بالاتفاقيات التي الهدف منها أساسا السيطرة على المنطقة, تحرير فلسطين لن يكون إلا بالدم والحرب!!»

من جهة أخرى ثمن السفير الفلسطيني في صنعاء الدكتور أحمد فوزي الديك مواقف الشعب اليمني ممثلا بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الداعمة للشعب الفلسطيني، وأشار في كلمتة التي ألقاها ألى أن الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته يقدر تقديرا عاليا مواقف اليمن قيادة وحكومة وشعبا الواقفة إلى جانب أبناء الشعب الصامد في فلسطين، أرض الرباط والصمود، وعبر عن اعتزاز شعبه لهذه المواقف المشرفة والجهود الرائعة التي بذلها وتبذلها جمعية كنعان لنصرة فلسطين برئاسة الأخ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس الجمعية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في مواجهة صلف الاحتلال الصهيوني البغيض وعدوانه الغاشم وجرائمه, وندد في كلمته بالممارسات الهمجية والجنون الإسرائيلي الذي تمارسه إسرائيل في أبشع صوره أمام ناظري المجتمع الدولي، ضاربة عرض الحائط بكل القرارات، داعيا في الوقت ذاتة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية التي بموجبها سيتحرر جميع الفلسطينيين.

وقال في كلمتة: «لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية، ونطالب المجتمع الدولي بأن لايقف موقف المتفرج، وأن لايكيل بمكيالين لقضايا المنطقة، فلا سلام مع الحصار ولا سلام مع التهديد، لا سلام مع القتل، نعم للتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية نعم للعلاقات اليمنية الفلسطينية.. نعم لفخامة الرئيس علي عبداللة صالح زعيم القضية العربية».

كما وزع بيان صادر من السفارة الفلسطينية سلمت نسخة منه للأمم المتحدة جاء فيه: «يا جماهير الشعبين اليمني والفلسطيني.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. استمرارا لنهجها الإجرامي وسياسة إرهاب الدولة المنظم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل إلا من إرادته الوطنية.. إرادة التمسك بحقوقه المشروعة في العودة والحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف التي أقرتها القرارات والمواثيق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، تلك السياسة الإجرامية الممتدة على مدى أكثر من خمسين عاما من القتل والتنكيل والاعتقال والاغتيالات والاستيطان وإقامة الجدار العازل الذي أدانته ورفضته محكمة العدل الدولية، صعد العدو الصهيوني في الآونة الأخيرة من ممارساته الإجرامية من قتل واغتيال وتدمير واجتياحات في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، وكثف من عمليات الاستيطان.

إننا في سفارة دولة فلسطين وأبناء الجالية الفلسطينية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، إذ ندين وبشدة هذه الممارسات الهمجية والجنون الإسرائيلي الذي تمارسه إسرائيل في أبشع صوره أمام ناظري المجتمع الدولي، ضاربة عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية الداعية إلى حماية المدنيين، ورفض التغيير الديمغرافي على الأرض من قبل دولة الاحتلال لنؤكد بأن استمرار هذه الجرائم والأنشطة الاستيطانية دليل قاطع على رغبة إسرائيل في نسف عملية السلام التي تم إحياؤها في تشرين الثاني الماضي، والتهرب من التزاماتها وتطبيق ما عليها من استحقاقات، ساعية بذلك إلى تقويض الجهود الدولية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، الآمر الذي يؤكد مجددا عدم وجود شريك إسرائيلي في السلام.

إن سفارة دولة فلسطين وأبناء الجالية الفلسطينية المتواجدين على أرض اليمن الشقيق وفصائل قوى منظمة التحرير الفلسطينية تقدر تقديرا عاليا مواقف اليمن الشقيق قيادة وحكومة وشعبا، وعلى رأسه فخامة السيد الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة إلى جانب أبناء شعبنا الصامد في فلسطين، أرض الرباط والصمود، وتعبر عن اعتزازها لهذه المواقف المشرفة، والجهود الرائعة التي بذلها وتبذلها جمعية كنعان لفلسطين برئاسة الأخ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس الجمعية لدعم صمود شعبنا ومقاومته المشروعة في مواجهة صلف الاحتلال الصهيوني البغيض وعدوانه الغاشم وجرائمه.

وتتوجه سفارة دولة فلسطين وأبناء الجالية الفلسطينية في الجمهورية اليمنية الشقيقة بالتحية والاعتزاز لجهود فخامة السيد الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية التي بذلتها وتبذلها من أجل كسر الحصار عن أهلنا الصامدين في قطاع غزة التي أفضت مؤخرا إلى نتائج إيجابية تمثلت في السماح بدخول الكهرباء والوقود والغذاء والأدوية إلى أهلنا في غزة, ونؤكد وقوفنا جميعا خلف فخامة السيد الرئيس في خطواته السديدة نحو انتزاع حقوقنا الوطنية في العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ومعا وسويا حتى يرفع شبل أو زهرة من أبناء شعبنا علم فلسطين على مآذن القدس وأسوارها..!

(?وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علو تتبيرا) صدق الله العظيم».

وتلت كلمة أطفال فلسطين ألقتها الطفلة نور النقال طالبت فيها المجتمع الدولي بأن ينقذ أطفال فلسطين من القتل والجوع.

ثم كلمة المرأة اليمنية ألقتها الأستاذة ابتسام الظفري وقالت فيه: «إن ما يمارس في قطاع غزة جريمة بمعنى الكلمة، والأشد منها تغاضي المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وهنا أهيب بالمؤسسات الدولية التي تعودنا عليها أن تكيل بمكيالين أن تقف وقفة إنسانية, لسنا ضعفاء وخروجنا هذا لنعلن للعالم أننا ما زلنا بخير، وأن دماءنا مايزال فيها حرارة, ومن هنا استغل الفرصة لدعوة حركتي فتح وحماس لنبذ خلافاتهما، والتنبه للشعب الذي يقتل».

كما ألقيت كلمة المعلمين اليمنيين ألقاها الأستاذ يحيى العابد طالب المجتمع العربي والإسلامي بالوقوف صفا واحدا، مناشدا كافة الفصائل الفلسطينية أن تلتحم لقهر العدو، داعيا لفتح باب الجهاد لنصرة فلسطين.

بعد ذلك تقدمت السيدة فلافيا بانسيري الممثل المقيم للأمم المتحدة في صنعاء إلى منصة الاحتجاج، وتقدمت إلى منظمي المسيرة الذين قدموا لها رسائل الاحتجاج على صمت الأمم المتحدة إزاء ما يحدث في فلسطين، وألقت كلمة مقتضبة قالت فيها: «شكرا لكم وشكرا لحضوركم لإعطاء الأمم المتحدة الفرصة لمشاركتكم, لقد تلقيت رسائلكم وسأنقلها للأمم المتحدة، سأنقلها للأمين العام للأمم المتحدة، سأنقل رسالة تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني.. وباسم المنظومة الدولية نعبر لكم عن قلقنا البالغ مما يحدث في قطاع غزة.. هناك ما يقارب (160) ألف شخص يعتمدون على معونات الأمم المتحدة في هذه المنطقة، وفي ظل هذا التصعيد الإسرائيلي في المنطقة لن تستطيع هذه المعونات أن تصل إليهم، وهذه الحالة حالة إنسانية طارئة ويجب معالجتها، وقلقنا أن هذا العنف لن يعالج القضية، وعليه فإننا ندعو لوقف كامل وشامل لأعمال العنف حتى تستطيع الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها لكل إنسان بغض النظر عن عمره أو جنسه أو دينه، ليعيش آمنا وسليما، وعليه أجدد الدعوة لأن تعطى الفرصة للأمم المتحدة لتقدم مساعداتها للشعب الفلسطيني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى