برلمان العراق يختار علما جديدا مؤقتا للبلاد

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
أجرى البرلمان العراقي أمس الثلاثاء اقتراعا لاختيار علم وطني جديد بشكل مؤقت في خطوة تطالب بها منذ فترة الأقلية الكردية التي تقول إن علم البلاد خلال فترة الرئيس الراحل صدام حسين يعيد للأذهان الوحشية التي اتسمت بها فترة حكمه.

وأبدى نواب البرلمان وحدة نادرة بشأن هذه القضية الحساسة التي تمثل انفصالا رمزيا عن الماضي. ورفض العراقيون محاولة سابقة من الحكومة المؤقتة عام 2004 لتغيير علم البلاد.

وزاد الجدل بشأن تغيير علم ما بعد فترة صدام مع التخطيط لعقد اجتماع لساسة من اتحاد البرلمانيين العرب ومقره سوريا في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في العاشر من مارس اذار. ورفض مسؤولون أكراد رفع العلم الحالي الممنوع في كردستان.

وسيظل العلم الجديد هو العلم الرسمي لفترة عام واحد فقط يتواصل خلالها النقاش حول الشكل النهائي للعلم.

ولم تبد الكتل الشيعية والسنية والكردية في البرلمان قدرا كبيرا من المعارضة للعلم الجديد المقترح لأنه مماثل تقريبا للعلم القديم وأيده 110 من بين 165 عضوا.

ورفض نواب من الكتلة الصدرية الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي تشغل 30 مقعدا في البرلمان العلم الجديد لهذا السبب قائلة إنها تحبذ الإبقاء على العلم الحالي حتى يتم اختيار علم دائم.

لكن نوابا آخرين قالوا إن التصويت كانت له أهمية رمزية لانه غير العلم الذي رفع للمرة الأولى بعد الانقلاب الذي نفذه حزب البعث بقيادة الرئيس السابق صدام حسين في عام 1963.

وقال همام حمودي وهو سياسي شيعي بارز وعضو في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إن العلم الجديد لا يحمل آثار نظام صدام وهو علامة على أن التغيير تحقق في هذا العراق.

وما زال العلم مكونا من الألوان الأحمر والأبيض والأسود ولكن مع إزالة النجوم الثلاث الخضراء التي كانت تتوسط العلم والتي تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية شعار حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام والمحظور الآن.

وأبقي على عبارة "الله أكبر" التي أمر صدام بإضافتها إلى العلم خلال حرب الخليج عام 1991 . وكانت العبارة في باديء الأمر بخط يد صدام ولكن تم تغييره إلى الخط الكوفي بشكل غير رسمي عام 2004 .

وكان الأكراد يريدون تغيير لون عبارة "الله أكبر" إلى الأصفر رمزا للأمة الكردية ولكن تقرر أنه سيكون من الصعب قراءتها على خلفية بيضاء.

وقال مفيد الجزائري رئيس اللجنة الثقافية بالبرلمان "مطلوب منا الآن وخلال هذه الفترة التوصل الى شكل علم يتفق عليه الجميع وبشكل مؤقت ليرفع في مؤتمر اتحاد البرلمان العربي... خاصة وأن الكرد يعتبرون العلم العراقي الحالي علم صدام ويرفضون رفعه في كردستان على اعتبار ان هذا العلم في ظله تم تدمير مناطقهم وقتل ابنائهم."

وحظر إقليم كردستان العراق استخدام العلم العراقي في المباني العامة عام 2006 مما أشعل خلافا مريرا مع حكومة رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الذي قال إن العلم يجب أن يرفع فوق أي بقعة من أرض العراق.

ويرتبط العلم العراقي في أذهان الأكراد بحملة الأنفال في أواخر الثمانينات التي قتل فيها عشرات الآلاف.

وكتب رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني إلى البرلمان العراقي العام الماضي مطالبا بتغيير العلم.

وقال في الخطاب الذي تحتفظ رويترز بنسخة منه "لا يصح التمسك حتى الان بعلم يرمز إلى أعمال نظام زرع الكراهية والموت داخل العراق وبين شعوب المنطقة."

وقدمت اللجنة الثقافية في البرلمان أربعة اقتراحات للنواب منها الاحتفاظ بالنجوم الثلاث الخضراء ولكن مع تغيير معناها وتغيير لون النجوم وعبارة "الله أكبر" إلى الأصفر.

وسيرفع العلم الجديد في اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق خلال اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب في العاشر من مارس اذار والذي يعتقد أنه أول اجتماع عربي يعقد في العراق منذ الغزو الامريكي عام 2003.

ويعقد الاجتماع في إقليم كردستان المتمتع باستقرار نسبي لأن عقده في العاصمة بغداد كان سيمثل خطورة أمنية كبيرة.

ويوجد مقر اتحاد البرلمانيين العرب في سوريا ويضم 88 عضوا أربعة من كل برلمان أو مجلس استشاري في الدول الاعضاء بجامعة الدول العربية,وليس له سلطة تشريعية ملزمة ويمكنه ابداء الرأي فقط في القضايا التي تحيلها إليه جامعة الدول العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى