هاجس التوتر الامني يخيم على لبنان في ظل التحركات المطلبية

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

> تثير التحركات المطلبية المناهضة للحكومة التي تشهدها شوارع بيروت منذ فترة الخشية من تطورها الى حوادث امنية اكثر خطورة في ظل الازمة السياسية الحادة القائمة في لبنان.

وتكررت عمليات النزول الى الشارع ومحاولات قطع طرق خلال الاسبوعين الماضيين، وكان آخرها مساء أمس الأول وقد تحولت الى اعمال شغب. وتسجل هذه التحركات في مناطق نفوذ حزب الله وحركة امل الشيعيين المعارضين، ولو ان الفريقين ينفيان اي علاقة لهما بها ويدرجانها في خانة التحركات المطلبية.

الا ان الاكثرية تتهم المعارضة بالوقوف وراء هذه التحركات بغية اثارة التوتر، وتتخوف من استخدام هذه التحركات كوسيلة "ابتزاز سياسي" في ظل شلل المبادرة العربية لحل الازمة السياسية.

وقال النائب في الاكثرية الياس عطا الله لفرانس برس "هدف استخدام العنوان المعيشي واضح ويعكس تصميما لدى القوى المحلية المرتبطة بالنظام السوري على نشر الفوضى".

وتوقع عطا الله الذي يرئس حركة اليسار الديموقراطي، احدى مكونات قوى 14 اذار، ان تكون اعمال الشغب التي جرت أمس الأول "بداية لاعمال فوضى اوسع انتشارا خصوصا مع اقتراب موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب" المقرر الاحد المقبل لتقييم مساعي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشان تنفيذ المبادرة العربية حول لبنان.

وغادر موسى لبنان الاحد من دون تحقيق تقدم على طريق حل الازمة بعد بروز خلاف بين تفسير اعطاه للمبادرة العربية وتفسير آخر للمعارضة.

وتنص المبادرة العربية على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية "على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح".

واعتبرت المعارضة ان البند المتعلق بتشكيل الحكومة في المبادرة يعني اما توزيع مقاعد الحكومة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية بمعدل عشرة وزراء لكل فريق، او اعطائها الثلث زائد واحد،فيما اكد موسى ان التفسير الوحيد هو عدم حصول الاكثرية على النصف زائد واحد وعدم حصول الاقلية على الثلث زائد واحد.

واعتبر مصدر في قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية ان احداث الشغب المتكررة تشكل "رسالة الى العرب".

وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان مضمون الرسالة هو "اذا تابع العرب تبني تفسير موسى وتحميل سوريا المسؤولية سنجوع البلد ولن نتردد في احداث حرب اهلية".

وترى الاكثرية ان التحركات المطلبية "تمهيد" لتحركات مقبلة اكثر اتساعا موجهة ضد الحكومة.

وقال عطا الله "تريد المعارضة ان يغطي دخان الفوضى على سعي حلفاء سوريا الواضح لوضع يدهم على السلطة بالكامل والسعي لتغيير النظام".

وعلق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على التحركات الحاصلة على الارض أمس الثلاثاء بالقول ان المشاكل "لا تعالج الا بايجاد جو من الاستقرار. من الطبيعي ان تكون هناك خلافات سياسية في بلد ديموقراطي. لكن لا يكون ذلك من اجل ان نعطل وندمر ونبتعد عن تعزيز الانتاج والانتاجية التي توصل الى زيادة مداخيل الناس".

واضاف "لا يعالج الوضع الاقتصادي بالسلبية".

وتابع، في اتهام واضح للمعارضة، "ما نراه اليوم (...) ساعة موضوع الكهرباء وساعة موضوع الخبز وساعة موضوع النقل وغيره.." هو "استهزاء بذكاء اللبناني"، مضيفا "لا احد من اللبنانيين يقبل بان يصار الى الاستهزاء بذكائه وبمعرفته وبخلفيات هذه الاعمال التي جربت، وعندما جربت، اوصلت الى المزيد من الشحن والتهديد".

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اعلن في خطاب عاشوراء السبت ان المعارضة عندما تقرر النزول الى الشارع ستفعل ذلك تحت "عناوين سياسية واضحة".

وربط النائب ميشال عون، احد اركان المعارضة، في حديث نقلته عنه صحيفة "السفير" الصادرة أمس الثلاثاء، بين النزول الى الشارع وتحقيق المطالب السياسية.

وشدد على التمسك بحصول المعارضة على "الثلث المعطل" (الثلث زائد واحد) في الحكومة المقبلة، وقال "نحن نريد 11 وزيرا (في حكومة ثلاثينية) حتى لا ننزل الى الشارع".

واشار الى ان قيادات المعارضة ستجتمع "خلال يومين" متجنبا الخوض في طبيعة الخطوة التالية "لاننا هذه المرة لن نتكلم عن تحركات على الارض الا متى قررنا ان نباشر فيها فعلا".

ونفت حركة امل الشيعية المعارضة اي علاقة لها بما جرى مساء أمس الأول.

وقال مصدر قيادي في الحركة التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري لوكالة فرانس برس "لا علاقة للحركة لا من قريب ولا من بعيد بما جرى".

واضاف "الحركة عملت بجهد لمؤازة القوى الامنية وساعدت على لملمة الوضع والتهدئة".

وقام عشرات الشبان بقطع شوارع في بيروت احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي،واحرقوا الاطارات ومستوعبات النفايات. وكان الاسبوعان الماضيان شهدا تحركات مماثلة اقل اتساعا في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله المعارض,لكن الجيش اللبناني تدخل على الفور وقام بفتح الطرق.

ودعا قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المرشح التوافقي للرئاسة وفق بنود المبادرة العربية، العسكريين في كلمة نشرتها الثلاثاء الصحف الى "مزيد من اليقظة والجهوزية والتشدد في ردع الاعمال المخلة بالامن والحريات العامة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى