وداعا أخي شائع صالح شائع!

> علي هيثم الغريب

> ها أنت يا صديقي.. يا نبض الاعتصامات قد فارقتنا مترجلاً من على جبل شمسان.. ما ضعفت يوماً أيها الفقيد، وما تخاذلت.. ولم تذهب مع الذاهبين إلى المنصات.. لأن نضالك كان فعلياً وكنت هناك وسط الجماهير تكتوي مثلها وتحس آلامها.. لم تفكر يوماً في همومك، بل كنت دائماً تحمل هموم غيرك بإنسانيتك التي يفتقدها كثير من أصحاب الشعارات الزائفة.. هذه الصفات التي جعلت منك نموذجاً يحتذى به في كل معارك الحرية والدفاع الصادق من أجل القضية الجنوبية.. وإذا كانت مقابر الشهداء هي المكان الطبيعي للأحرار في أمة يحاولون استعبادها فأنت اليوم حر في ظل النضال السلمي..

لقد تكالبوا علينها أيها الفقيد الكبير شائع.. وعاملونا بتجبر واستعلاء، وكأن الجنوب ليس هو أصل العروبة.. ولكن سنظل أنت ونحن الأحياء والشهداء أمامهم في النوم واليقظة.. لن ينهبوا الأرض وهم مطمئنون.. ولن يسلبوا خيرات بلادنا آمنين.. فستظل مواقفكم تجلدهم، وصوركم أيها الشهداء ترهبهم.. فأنت أيها الفقيد العزيز في قلوب الملايين من أبناء الجنوب.. وسنظل نواصل المسير ما بقيت فينا الحياة.. وإن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر..

ها هي يا صديقي شائع الأربعون يوماً على وفاتك قد مرت.. ونحن جميعاً من دون أن يغيب واحد من رفاقك نسير في تلك المواكب والملاحم التي أسستها بجسدك النحيل.. وغداً سيحكم التاريخ على كل من حاول «اجتثاث الجنوب» ويضعكم أنتم في طليعة الأحرار، ندعو الله أن يدخلكم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى