أوقفوا هذا العبث..!

> «الأيام» عفاف سالم يحيى /زنجبار - أبين

> منطقة - كود - الخاسفين أو الساخفين كما يسميها البعض الواقعة إلى الشمال من زنجبار وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين باجدار وباشجارة على هيئة كثيب من الرمال ظل يقاوم في شموخ، وفي وقتنا الحاضر، وقبل سنوات تحديدا عمل الأخ أحمد علي محسن المحافظ السابق للمحافظة على تسويرها حماية لها من أيدي العابثين، بل وعمل على منع التجول فيها، وقام بمسح جميع منازل الأكواخ (العشش).

إن ما دفعني للكتابة هو تعرض هذه المنطقة الأثرية للسطو من قبل مجموعة من الأفراد بحجة أنها ملكية خاصة مع أن حال المنطقة يكشف للجميع عكس ذلك، فالمنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ زمن بعيد جدا، وظلت على حالها طوال الأعوام السابقة، ولم يسمح بمساسها أو النيل منها لأي كان.

ولا أدري ماذا سيقول القارئ إذا علم أن هذه المنطقة قد حظيت باهتمام إبان الاحتلال البريطاني بدافع التنقيب عن الآثار، غير أن العمل لم يتسم بالجدية كما يبدو من قبل المنقبين، ومن يومها لم يتم استدعاء بعثات أثرية أخرى.

الجدير ذكره أن هذا الكثيب قد أثار علامات استفهام كثيرة، وقد حظي باهتمام القيادات التي تعاقبت على المحافظة (المحافظين)، ومنذ زمن بعيد لم يتجرأ على اقتحام هذه المنطقه أو ادعاء ملكيتها أحد، ربما لم تكن يوما أرضا زراعية ولا حتى مطمعا شخصيا لأحد لسبب بسيط جدا هو اقتناع الكبير قبل الصغير، المسئول قبل الموظف، المتعلم قبل الأمي، أنها منطقة أثرية بحاجة إلى دراسة جادة من قبل فريق متخصص من علماء الآثار أو المهتمين بدراستها ليكشف لنا معالم هذه المنطقة وما الذي حل بسكانها ومن أطلق عليها هذه التسمية (كود الخاسفين) هذه المنطقة التي ما أن تتعرض لهطول الأمطار حتى ترى الصغار والشباب يتجهون إليها بحثاً عن قطع ذهبية صغيرة تتلألأ بمجرد توقف الأمطار وسطوع أشعة الشمس، ومنهم من يعثر على بغيته فيتجه إلى المحلات الخاصة بالذهب، ومنهم من يعود وقد اكتسى بالخيبة فضلا عن جماعات تحصلت على كنوز من الذهب.

وفي هذه المساحة نوجه الدعوة إلى الجهات المختصة لتولي عنايتها بما يسمى كود الخاسفين، كونها منطقة أثرية ملفتة للنظر من خلال التسمية التي أثيرت حولها الأساطير، لذا فإننا نتوجه إلى الأخ محمد صالح شملان محافظ المحافظه، ليضع حدا لهذا العبث المتمثل في عمليات المسح التي تجري حاليا لطمس معالمها بهدف بيعها كقطع سكنية من الجهتين الشرقية والغربية.

وبما أن المسئولية هي مسئولية المجتمع بأكمله فيجب أن تتضافر الجهود لمختلف مؤسسات الدولة لمعالجة هذا الأمر حتى نحافظ على آثارنا وتراثنا كما قال د.عبدالرحمن حسن جارالله وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف: «إنه ليس من المعقول أن تتحمل الهيئة مسئولية الآثار في مختلف مناطق الجمهورية.. وحتى نحافظ على آثارنا يجب أن تتضافر جهود مختلف المؤسسات المعنية». نرجو أن تجد دعوتنا هذه الإجابة من قبل المسئولين، وعلى رأسهم محافظ المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى