هل سقط ميشال سليمان في امتحان الأمن اللبناني فابتعد عن قصر الرئاسة؟

> بيروت «الأيام» أنطوان حايك :

> ما حدث يوم الأحد الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية التي يسيطر عليها حركتا حزب الله وأمل الشيعيتان لم يكن مجرد احتجاجات تطورت إلى أعمال عنف بين الحركتين من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية، بل هو، في نظر مراقبين، "لعب داخل الخطوط الحمراء" لأهداف سياسية بعيدة المدى مرتبطة بالأزمة الإقليمية، وتداعياتها على الداخل اللبناني.

وكانت ضاحية بيروت الجنوبية قد شهدت بعد ظهر الأحد الماضي اضطرابات أمنية بين عدد من المتظاهرين وعناصر من الجيش اللبناني استمرت أكثر من عشر ساعات وأسفرت عن مقتل عشرة من حركتي حزب الله وأمل ، وكانت الأخطر منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990 .

وقال قيادي في حزب الله الذي يقود المعارضة اللبنانية الموالية لسوريا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مجريات الأحداث تشير إلى أن قيادة الجيش اللبناني أرادت توجيه "رسالة إيجابية" إلى الولايات المتحدة، مفادها أن "حزب الله الذي عجزت إسرائيل عن تطويعه بات في مرمى إمكاناتنا، وبالتالي فان طريق قصر بعبدا (القصر الرئاسي في بيروت) يجب أن تفتح أمام قائد الجيش العماد ميشال سليمان".

ويضيف القيادي أن "هدف المعارضة من الاستمرار في المواجهة والوصول بها إلى النهاية هو منع سليمان من الوصول إلى سدة الرئاسة بعد إسقاط صفة المرشح التوافقي عنه، وإظهاره بموقع الطرف المؤيد لفريق الأكثرية النيابية، بعدما جاراها من الناحية السياسية من خلال موافقته على عدم إعطاء ثلث عدد المقاعد الوزارية للمعارضة".

وتزامنت أحداث يوم الأحد الماضي مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان والذي جددوا خلاله دعمهم لترشيح العماد سليمان.

وأوضح قيادي حزب الله أن "سليمان الذي سارع إلى لملمة الوضع السياسي بعد أن نجح في حسمه أمنيا، من خلال زيارة ولقاء مطول مع رئيس مجلس النواب، رئيس حركة أمل نبيه بري، تلقى ليل الأحد - الاثنين سلسلة رسائل أبرزها من قيادة الحزب (الشيعي) تنبهه إلى أن ضاحية بيروت الجنوبية ليست نهر البارد، وأن المقيمين فيها هم من اللبنانيين وليسوا من حركة فتح الإسلام".

وتشير المعلومات في هذا السياق إلى أن سليمان لم ينجح كليا في مسعاه إذ أن المطلوب في هذه الحالة هو إجراء تحقيقات جدية وسريعة لتحديد المسئولين عن أحداث يوم الاحد التي اعتبرها مراقبون تشكل "خطرا استراتيجيا" على أحزاب الطائفة الشيعية وحركاتها السياسية.

وتتفق كواليس الأكثرية النيابية في الرأي مع المعارضة على أن التوافق على سليمان بات في مهب الريح بعد المأزق الذي أوقعته فيه المعارضة، من خلال إصرارها على لجنة تحقيق مشتركة، لاسيما أن النتائج كيفما جاءت فإنها ستشكل إحراجا كبيرا،. فإن كان الجيش هو من نفذ القمع بناء على أوامر قيادته، فإن ذلك سيحرج سليمان ، وكذلك الأمر إذا كان ضباط الأمن المسئولون عن معالجة الاحداث قد خرجوا عن الأوامر المعطاة لهم، ولن تتغير الصورة كذلك إذا ما كان هناك "مندسون" بهدف إشعال الشارع.

ويضيف هؤلاء أن المشكلة في المعالجة السياسية هي الحصيلة النهائية للاضطرابات الأمنية إذ أن القتلى جميعهم من أبناء الطائفة الشيعية وتحديدا من حزب الله وحركة أمل، وكذلك الأمر بالنسبة للجرحى ما عدا ثمانية منهم في صفوف أنصار حزب "القوات اللبنانية" المسيحي. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى