المشاريع الثقافية والعوامل السياسية

> «الأيام» عبده يحيى الدباني:

> أهداني صديقي وزميلي الشاعر الجميل د. جنيد محمد الجنيد، مشكوراً نسخة من الصحيفة الثقافية الشهرية: (آفاق حضرموت الثقافية) تلك الصحيفة الرصينة الشائعة التي يصدرها الزملاء في فرع اتحاد الأدباء والكتاب في حضرموت، والتي يرأس تحريرها الباحث والناقد د. سعيد الجريري، وينوبه د. عبدالقادر باعيسى، ذلك الناقد الفذ.

ولست في هذا المقام بصدد الحديث عن هذه الصحيفة الفنية، إنما بيت القصيد هنا هو واحد من الموضوعات الصحفية التي زخر بها العدد ألا وهو (العلاقة بين الثقافي والسياسي)، أي جدلية أو ثنائية الثقافة والسياسة، وهي تمثل ظاهرة تاريخية، تغدو أحياناً إشكالية تاريخية، وسوف يقتصر دوري هنا على استخلاص أهم الأفكار التي تضمنتها تلك المقالة لكاتبها:(أحمد المقدي)، وكذا التعليق والمداخلة على تلك الأفكار، فالذي أوحت به المقالة كان أكثر مما تطرقت إليه.

فمن هذه الأفكار التي استطعنا أن نرصدها: أن المشاريع الثقافية، بحاجة ملحة إلى عوامل ومقومات سياسية من أجل نجاحها وحمايتها وانتشارها وتمكنها، ففي التاريخ الإنساني لنا أسوة، فهناك مشاريع ثقافية نجحت بفضل العوامل السياسية، أي كان لها بعدها السياسي، حيث استطاع أصحابها أن يقودوا الجماهير ويسوسوهم وفق هذه المشاريع الثقافية بصرف النظر عن أصالة هذه المشاريع الثقافية وصوابها من عدمهما، كما أن هناك مشاريع ثقافية مختلفة أهملت البعد السياسي، ففشلت فشلاً ذريعاً ولم يكن فشلها لذاتها، ولكن لأنها لم تتوسل الجانب السياسي وقيادة الجماهير، بل كانت تغرد خارج السرب والشواهد على هذا كثيرة عربياً وعالمياً، فللسلطان أو السلطة دور رائد ومؤثر وواسع في المسائل الثقافية والاجتماعية والدينية وغيرها، حتى قيل «إن الناس على دين ملوكها» وقد أثر عن الخليفة عثمان بن عفان أنه قال:«إن لله لينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن».

أما المشروع الثقافي فقد ورد تعريفه في ثنايا المقالة على أنه «أي تصور ثقافي أو رؤى فكرية واجتهادية يعتقد حاملها أن فيها صلاح الأمة وبها يتحقق النهوض الاجتماعي العام والخاص لأفراد تلك الأمة ويدفع بها نحو التقدم والحضارة».

أما العامل السياسي فيقصد به:«الحراك السياسي والفعاليات السياسية التي ينتجها أصحاب ذلك المشروع الثقافي سواء أكان فرداً أم جماعة من أجل الوصول إلى قيادة الجماهير وتزعمها، ومن ثم الوصول إلى السلطة التي تؤمن للمشروع الثقافي وللقيادة السياسية الشرعية وانتشار الثقافة التي يتضمنها المشروع ».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى